خسائر كبرى تجتاح أسواق السعودية ودول الخليج بعد انهيار مفاجئ وحاد لأسعار النفط والبورصات تتشح بالأحمر.. وأرامكو تخسر أكثر من 320 مليار دولار من قيمتها.. وترامب يحمل معركة الرياض وموسكو و”أخبار كاذبة” هبوط الأسهم

Share your love

الفهرس

دبي- واشنطن ـ (أ ف ب) – الاناضول ـ سجّلت أسواق المال في دول الخليج خسائر كبرى مع افتتاح تعاملات الاثنين، وذلك لليوم الثاني على التوالي، قادتها السعودية حيث تراجع سهم شركة أرامكو إلى مستوى قياسي، وذلك على خلفية انهيار قيمة النفط في خضم “حرب أسعار” بدأتها المملكة.

وتعرضّت سوق المال السعودية “تداول”، الأكبر في المنطقة، لخسائر قاسية حيث هبط المؤشر العام بأكثر من 9 بالمئة، بينما تراجعت قيمة سهم شركة أرامكو، عملاق النفط، بنسبة 10 بالمئة وهو مستوى قياسي، لتبلغ 27 ريالا.

وخسرت أرامكو الأحد والاثنين أكثر من 320 مليار دولار من قيمتها التي باتت تتراوح عند 1,4 تريليون دولار، بعيدا عن مستوى تريليوني دولار الذي أصرّ عليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل إدراج الشركة في السوق في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

وكان سهم أرامكو هبط الاثنين إلى ما دون سعر الطرح الرئيسي وهو 32 ريالا (8,5 دولار)، لأول مرة منذ إدراج الشركة في البورصة في 11 كانون الأول/ديسمبر في أكبر عملية اكتتاب في التاريخ بقيمة 25 مليار دولار.

وتراجعت بورصة الكويت بنسبة 10 بالمئة ما اضطر السلطات المالية إلى وقف التعاملات فيها لليوم الثاني على التوالي، بينما سجّل مؤشر سوق دبي انخفاضا بنحو 9 بالمئة ومؤشر سوق أبوظبي تراجعا بنسبة 8 بالمئة.

كما تراجع مؤشر سوق قطر بأكثر من 9 بالمئة، وفي عمان والبحرين بأكثر من 4 بالمئة.

وجاءت الخسائر على وقع انهيار أسعار النفط التي تراجعت بنسبة 20 بالمئة صباح الاثنين، ما يشكل ضربة موجعة لاقتصادات الخليج التي تعتمد على الخام كمصدر رئيسي لإيراداتها.

وبلغ سعر برميل خام غرب تكساس 30 دولار صباح الاثنين، وبرميل برنت 33 دولار.

– حرب؟ –

وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) وروسيا، شريكتها الرئيسية ضمن تحالف “اوبك بلاس”، أخفقت في التوصل الجمعة إلى تفاهم بشأن خفض إضافي في انتاج الخام بغية وضع حد لتراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ أربعة أعوام على خلفية انتشار فيروس كورونا المستجد.

واقترحت أوبك على موسكو وشركائها التسعة الآخرين خفضاً جماعياً إضافياً بـ1,5 مليون برميل يوميا حتى لا يؤدي انتشار الفيروس إلى تقويض ما تمّ التوصل إليه العام 2017 للحفاظ على أسعار مستقرّة في سوق تشهد فائضا في الانتاج، لكن روسيا رفضت ذلك.

وردّا على الموقف الروسي، أطلقت السعودية “حرب أسعار” السبت، فخفّضت أسعار النفط المطروح للبيع لديها إلى أدنى مستوياته خلال 20 عاما، في محاولة لتأمين حصّة كبيرة في السوق.

وخفّضت المملكة سعر بيع النفط الخام لشهر نيسان/ابريل لزبائن آسيا بنحو 6 دولارات للبرميل مقارنة بآذار/مارس، و7 دولارات للولايات المتحدة، وبين 6 إلى 8 دولارات لاوروبا الغربية ومنطقة البحر المتوسط حيث تبيع روسيا جزءا كبيرا من انتاجها النفطي.

منذ مطلع 2017 تعهّدت دول “اوبك بلاس” بأن تخفّض الامدادات في السوق بمعدّل 1,2 مليون برميل يوميا بهدف رفع الاسعار. وفي كانون الأول/ديسمبر، زاد الكارتل العدد 500 ألف برميل يوميا.

لكن تدابير جديدة أكثر صرامة باتت ضرورية إذ تعاني الإيرادات النفطية خصوصا من تباطؤ سريع فرضه وباء كوفيد-19 على الاقتصاد الصيني، أول مستورد عالمي للنفط.

من جهته، اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “المعركة” الدائرة بين السعودية وروسيا، بشأن حصص خفض إنتاج النفط، إضافة إلى “أخبار كاذبة”؛ بالتسبب في هبوط أسواق الأمريكية والعالمية.

وغرّد ترامب قائلا إن هبوط أسعار النفط الخام “سيكون لصالح المستهلك الأمريكي.. أسعار البنزين ستنزل الآن”.
وأضاف “السعودية وروسيا تتجادلان حول أسعار وإمداد النفط، إضافة للأخبار الكاذبة (لم يحددها)، هو سبب هبوط الأسهم”.
وعلقت البورصة الأمريكية تداولاتها في بداية التعاملات، الإثنين، على وقع الهبوط الحاد لأسعار النفط الخام عالميا، في ثاني أكبر انهيار تاريخي لسعر برميل برنت.

يأتي ذلك، بينما فقدت أسعار النفط 25 بالمئة من قيمتها، الإثنين، إلى متوسط 36 دولارا لبرميل برنت مقارنة مع 32 دولارا في بداية التعاملات، و45.5 دولارا في ختام جلسة الجمعة.

وتراجع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 7 بالمئة، أدى إلى تعليق فوري لتداولات البورصة لمدة 15 دقيقة، إذ بلغت قراءة المؤشر بعد استئناف التداول 2794.2 نقطة، عند أدنى مستوى منذ يونيو /حزيران 2019.

بينما فتح مؤشر “الداو جونز” فاقدا 2000 نقطة، مقارنة مع إغلاق جلسة الجمعة إلى 23.897 نقطة بنسبة تراجع تجاوزت 7.8 بالمئة.

وظهرت بوادر حرب أسعار بين السعودية وروسيا، بعد إعلان موسكو، الجمعة، رفضها تمديد وتعميق اتفاق خفض إنتاج النفط حتى نهاية 2020، ما دفع السعودية، السبت، لخفض أسعار النفط وزيادة الإنتاج اعتبارا من الشهر المقبل.

Source: Raialyoum.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!