‘);
}
خصائص الأنثروبولوجيا الاجتماعية
وفيما يلي توضيح لأبرز خصائص الأنثروبولوجيا الاجتماعية أو ما يسمى بعلم الإنسان الاجتماعي:
التركيز على المجتمع كبنية متكاملة
يعد المجتمع موضوع الدراسة الأساسي في الأنثروبولوجيا الاجتماعية، فلا يكون التركيز على الفرد كبنية جسدية كما في الأنثروبولوجيا الطبية، بل إنها تدرس المجتمع كمجموع لبناء متكامل، وما يتضمنه من علاقات أسرية، واجتماعية، ومن هنا تقترب الأنثروبولوجيا الاجتماعية من علم الاجتماع، وقد أجمع علماء الأنثروبولوجيا أن علم الاجتماع يعد أقرب العلوم إلى الأنثروبولوجيا الاجتماعية.[١]
وتشترك الأنثروبولوجيا الاجتماعية مع علم الاجتماع في دراستها لتصرفات الأفراد ضمن الجماعات، ومدى تأثير البيئة الاجتماعية على حياة الفرد، وتكوينه الشخصي، لاعتبار أن الحياة الاجتماعية ميزة ينفرد بها الإنسان عن باقي الكائنات الحية، والوظائف الاجتماعية التي تلزم لكونه يعيش في مجتمع معين، والمشكلات الاجتماعية التي يعاني منها.[٢]
‘);
}
وقد ذكر العلماء أن الأنثروبولوجيا الاجتماعية تعد فرعًا من فروع علم الاجتماع المقارن، وتاريخيًا يمكن عدها وليدة لعلم الاجتماع، إلا أن علم الاجتماع أقدم تاريخيًا فنشأته ترجع إلى القرن التاسع عشر في إنجلترا على يد أوغست كونت وهربرت سبنسر، أما الأنثروبولوجيا الاجتماعية فنشأت في بدايات القرن العشرن، على يد العالم مالينوفسكي، ورادكليف براون.[١]
دراسة المجتمعات البدائية ومقارنتها مع المجتمعات الحديثة
يمكن القول أن المجتمعات البدائية لم تدرس دراسةً علميةً ومنهجيةً إلا بعد نشأة الأنثروبولوجيا الاجتماعية وعلم الاجتماع، فكانت الدراسات الأنثروبولوجية والاجتماعية تتركز حول مفهوم القرابة بدائيًا، والقبلية، وتمركزت هذه الدراسات حول المجتمعات الأفريقية والآسيوية بالتزامن مع حركات الاستعمار.[٣]
ونظرًا للتطور الهائل في القرن العشرين تطورت مواضيع الدراسات الأنثروبولوجية، فأصبحت المجتمعات الحديثة موضوعًا رئيسيًا في الدراسات الأنثروبولوجية الاجتماعية، ومن أهم المفاهيم التي تمحورت حولها هذا الدراسات مفهوم الحضرية (بالإنجليزية: Urbanism)، ويقصد به العيش في نمط اجتماعي متحضر، أو العيش في المدن، فكلما زاد التحضر ضعفت رابطة القرابة.[٤]
وتسود المجتمعات الحديثة ظواهر تتمثل بضعف العلاقات الاجتماعية وسوء التواصل مما يعزز الفردية، فيعيش الأفراد وفقًا لنظم سياسية تعزز الفردية والمواطنة، وتتضاءل سلطة القبيلة.[٤]
المقارنة بين المجتمعات المختلفة
تتميز الأنثروبولوجيا الاجتماعية بمرونتها في تقديم نتائج دقيقة عن المقارنات بين المجتمعات المختلفة زمانيًا ومكانيًا، مما يسهل على العلماء تصنيفها، واستخلاص الفروقات بينها، ومعرفة القواسم المشتركة بينها، ويمكن معرفة الطريقة التي تطور مجتمع ما وفقًا لها، فالناس مهما اختلفوا تظل القواسم الإنسانية هي التي توحدهم كبشر، وهذا الأمر يعزز من الانفتاح على الحضارات المتباينة، والابتعاد عن الانغلاق والتطرف.[٥]
تحديد الهوية الخاصة بالمجتمعات
يمكن الاستفادة من الأنثروبولوجيا الاجتماعية في صياغة الهوية الإنسانية، وعلى المستوى الوطني فهي العلم الذي يحدد الهوية الخاصة بمجتمع الدول الحديثة، أما في الوقت المعاصر فقد كان للأنثروبولوجيا الاجتماعية دور في مناهضة الحركات الاستعمارية، وتعزيز الحقوق الإنسانية التي تضمن لأصحاب الأرض الحق في تقرير المصير.[٥]
ارتباطها بالعلوم الأخرى
وبذلك يمكن القول أن الأنثروبولوجيا الاجتماعية بحكم الدراسات المقارنة ترتبط بالعديد من العلوم الأخرى، مثل؛ علم الاجتماع، والفلسفة، وعلم السياسة، والفنون، ودراسات الأديان.[٥]
المراجع
- ^أبمحمد الجوهري، علياء شكري، سعاد عثمان، وغيرهم، الأنثروبولوجيا الاجتماعية قضايا الموضوع والمنهج، صفحة 13-18. بتصرّف.
- ↑عيسى الشماس، مدخل إلى علم الإنسان الأنثروبولوجيا، صفحة 38-39. بتصرّف.
- ↑محمد الجوهري، علياء شكري، سعاد عثمان، وغيرهم، الأنثروبولوجيا الاجتماعية قضايا الموضوع والمنهج، صفحة 16. بتصرّف.
- ^أبمحمد الجوهري، علياء شكري، سعاد عثمان، وغيرهم، الأنثروبولوجيا الاجتماعية قضايا الموضوع والمنهج، صفحة 233-234. بتصرّف.
- ^أبت“Social Anthropology”, ucl, Retrieved 6/1/2022. Edited.