خصائص علم البلاغة
٠٨:٤١ ، ٢٨ مارس ٢٠١٩
‘);
}
اللغة العربية
هي لغة الضادّ، وواحدة من أكثر اللغات انتشارًا في العالم، حيثُ تقول الإحصائيّات إنَّ أكثر من 300 مليون نسمة في العالم يتحدثون اللغة العربية كلغة رسميّة في بلادهم، فهي اللغة الرسميّة لسكان الوطن العربي على الخريطة العالمية، ويتحدث بها عدد من سكان الدول المحيطة بالوطن العربي، مثل: إيران ومالي وتشاد والسنغال، وهي فرع رئيس من فروع اللغات السامية وتتشابه إلى حدٍّ كبير مع بعض اللغات السامية مثل اللغة العبرية والأمهرية، وهي لغة القرآن الكريم واللغة الرسميّة للديانة الإسلاميّة، وتتضمن اللغة العربية كثيرًا من العلوم التي تشكل باجتماعها قواعدَ اللغة العربية كلَّها، وفي هذا المقال سيتم تناول أحد علوم العربية وهو علم البلاغة والحديث عن خصائص علم البلاغة أيضًا.
علم البلاغة
يعدُّ علم البلاغة واحدًا من أهمّ علوم اللغة العربية على الاطلاق، ويُعرّف علم البلاغة على أنَّه فنَّ الخطاب، أي فن التكلَّم، وقد عرَّفه ابن الأثير فقال: “مدار البلاغة كلِّها على استدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم؛ لأنَّه لا انتفاعَ بإيرادِ الأفكارِ المليحة الرائقة ولا المعاني اللطيفة الدقيقة دون أن تكونَ مستجلبة لبلوغ غرض المخاطب بها”، وهذا يعني إنَّ البلاغة هي إيصال الكلام المطلوب بمعناه المُراد تامًّا.
‘);
}
وترجع كلمة البلاغة إلى الفعل “بلغَ” والذي يعني أدرَكَ الشّيء، ووصل إلى نهايته، قال تعالى في القرآن الكريم: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ..} [١]، ويُقال شخص بليغ أيْ هو شخص قادر تمامَ القدرة على الإقناع في كلامِه وحديثه، فهو جديرٌ بالخطاب والخطابة، وقد جاء عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: “أنَّه قدِمَ رجلانِ مِنَ المشرقِ فخَطَبا، فعَجِبَ النَّاسُ لبيانِهِما، فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: إنَّ مِنَ البيانِ لسِحرًا، أو: إن بعضَ البيانِ لسِحْرٌ” [٢].
ويُعرّف علم البلاغة أيضًا أنَّه مطابقة الكلام لمُقتضى الحال، ويُقسم علم البلاغة إلى ثلاثة علوم رئيسة يهتم كلُّ واحدٍ منها بدراسة شيءٍ محدد، وهذه العلوم هي: علم المعاني، علم البيان، علم البديع، وسيتم التفصيل في كلِّ علم منهم فيما يأتي. [٣]
خصائص علم البلاغة
بعد تعريف علم البلاغة، سيتم المرور على خصائص علم البلاغة أو الأشياء التي يتميّز بها هذا العلم، ويمكن القول في هذا المقام إنَّ علم البلاغة من أهم علوم اللغة العربية ويرجع هذا إلى كونه يتمتع بالخصائص الآتية: [٤]
- يعدُّ هذا العلم أساسًا لبناء أيِّ نصٍّ لُغويّ سليم المبنى والمعنى، فهو يعنى بمدى فصاحة الكلمة وسلامتها.
- يهتمّ هذا العلم أيضًا بمدى جمالية الكلمات التي يتكوَّن منها أيّ النص الأدبي.
- يهتم علم البلاغة أيضًا بإدراج اللفظ المناسب في المكان المناسب من كلِّ نصٍّ أدبيٍّ.
- دراسة هذا العلم تعدّ طريقة ناجحة لمنح أيّ كاتب كلَّ مقومات كتابة النص الأدبي المتكامل معنى ومبنى.
أقسام علم البلاغة
يقسم علم البلاغة إلى ثلاثة أقسام أساسية، وهي ثلاثة علوم تكوِّن من اجتماعها هذا العلم، وجدير بالذكر إنَّ كلَّ قسم من هذه الأقسام يختص بدراسة شيء معين في النص الأدبي، وهذه الأقسام هي: [٥]
- علم البيان: يمكن تعريف علم البيان على أنَّه أقسم علوم البلاغة العربية، وهو علم يهتمُّ بإيراد المعنى بطرق متعددة وبتراكيب مختلفة، ويهتم أيضًا بدراسة مجازات النص الأدبي وهو علم يبحث أيضًا في المعاني المرادة من كلِّ نصٍ أدبي، فيهتم بدراسة أساليب الخبر والإنشاء والإيجاز والإطناب وغير ذلك
- علم المعاني: وهو علم من علوم البلاغة العربية أيضًا، ويهتمّ علم المعاني بدراسة معاني النص الأدبي، ووظيفته إرشاد الكاتب إلى كيفية انتقاء ألفاظ أيّ نصٍ أدبيٍّ، وجدير بالذكر إنَّ هذا العلم لا يقتصر على البحث في معنى الكلمة بمفردها فقط، بل يهتم بدراسة معاني الجملة وارتباطها بالجمل الأخرى، ومن أهمّ مواضيع علم المعاني هي: الاستعارة والتشبيه والكناية وأسلوب القصر.
- علم البديع: وهو علم آخر من علوم البلاغة العربية، ويهتم علم البديع بدراسة الجملة العربية من حيث المحسنات التي تجتمع في كلِ جملة على حدة، ويهتم أيضًا علم البديع بحسن ترتي كلام الجمل في النص ليكون بديعًا، وجدير بالذكر إنَّ أصول علم البديع وُضعت في القرون الأولى للإسلام، حيث اهتم العلماء العرب في تلك الفترة بعلم البديع وعلوم البلاغة بشكل عام.
أشهر كتب البلاغة في التاريخ
تعدّ البلاغة العربية من العلوم التي لاقت اهتمامًا عربيًا كبيرًا في تاريخ العرب، حيث اهتم بالتأليف في هذا المجال كثير من العلماء العرب عبر التاريخ، وهذه مجموعة من أشهر كتب البلاغة العربية في التاريخ: [٦]
- كتاب نهج البلاغة: وهو أحد أهمّ كتب البلاغة العربية التي ألفها الشريف الرضي، حيث جمعَ فيه كثيرًا من الحكم العربية القديمة خاصّة الحكم التي قالها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ووضع فيه عددًا من الخطب العربية القديمة أيضًا.
- كتاب أسرار البلاغة: وهو أحد كتب البلاغة التي وضعها عبد القاهر الجرجاني، وهو أحد أهم مؤسسي هذا العلم في التاريخ، وأظهر هذا الكتاب أهمية البلاغة العربية، ووضَّح أساسات هذا العلم أيضًا.
- كتب أساس البلاغة: وهو أكبر كتب البلاغة العربية في التاريخ، حيث يعدّ موسوعة حقيقية، ألفه محمود بن عمر الزمخشري، وهو عبارة عن جزأين اثنين.
- كتاب مفتاح العلوم: وهو أحد كتب البلاغة العربية وواحد من أقدم كتب البلاغة على الاطلاق، ويعدُّ هذا الكتاب مرجعًا رئيسًا لكثير من علماء البلاغة العربية وهو من تأليف يوسف بن أبي بكر السكاكي.
المراجع[+]
- ↑{يوسف: الآية 22}
- ↑الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 5767، حكم المحدث: صحيح
- ↑تعريف البلاغة لغة واصطلاحا, ، “www.uobabylon.edu.iq”، اطُّلِع عليه بتاريخ 01-02-2019، بتصرّف
- ↑البلاغة 2-المعاني – جامعة المدينة, ، “www.shamela.ws”، اطُّلِع عليه بتاريخ 01-02-2019، بتصرّف
- ↑بلاغة, ، “www.wikiwand.com”، اطُّلِع عليه بتاريخ 01-02-2019، بتصرّف
- ↑من تاريخ البلاغة العربية, ، “www.alukah.net”، اطُّلِع عليه بتاريخ 01-02-2019، بتصرّف