خطة «هوية بريس» السرية للإطاحة بالمجموعة الإعلامية «آخر ساعة»

هوية بريس – نبيل غزال
ليست هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها اليومية المثيرة للجدل “آخر ساعة” الجريدة الإلكترونية “هوية بريس”، فقد هوجمت الجريدة من قبل وبقوة من طرف المنبر الذي أنشأه إلياس العماري بملايير السنتيمات، قبل أن يفوته لأخيه فؤاد العماري بعد تقلد إلياس منصب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة.
عادي جدا أن يعادي منبر يتبنى المرجعية العلمانية ويسوق لأطروحتها على كل المستويات منبرا وطنيا يعتز بتراثه وينافح عن هويته وقيمه، هذا أمر خبرناه وعشناه وربما تخصصنا فيه لا مع “آخر ساعة” وحدها وإنما مع عدد من المنابر التي تتبنى التوجه نفسه من قبيل “الصباح” و”الأحداث المغربية” وغيرهما…
كثيرة هي المضحكات في مقال “آخر ساعة” الأخير والذي أدرجته على صفحتها الرئيسة بعنوان كبير جدا: “موقع هوية السلفي حاضن التكفير.. وخطته السرية ضد آخر ساعة“، أول هذه المضحكات هو عدم ذكر الخطة السرية لهوية بريس ضد “آخر ساعة”، وكيف تعرَّف هذا الموقع ذو الطابع الاستخباراتي على هذه “الخطة السرية”، وما هي السبل والوسائل التي اعتمدها لكشف هذه “الخطة الخطيرة”!! للرأي العام.
ثان المضحكات هو العجز الكبير لهذا المنبر عن تشخيص الواقع المغربي والحركات الإسلامية الفاعلة فيه، فاضطر لتبرير عجزه إلى سفر مكوكي إلى مصر/السيسي كي يأتينا بتجربة “حزب النور” السلفي ويحاول تنزيلها في المغرب بشكل تعسفي متكلَّف، جعل من المنبر المترَف أضحوكة عند أبناء الحركة الإسلامية، ومن تكلم في غير فنه أتى بمثل هذه العجائب.
ثالث المضحكات هو التشخيص السطحي والضعيف جدا للخلاف السلفي الإخواني حول عدد من القضايا والمستجدات، فبدل أن يناقش أصول الخلاف وأسبابه بين المدرستين استعاض عن ذلك بتلفيق التهم للطرفين معا، والادعاء بأن أحدهما استقطب الآخر عن “طريق عمليات شراء الذمم” و”الوعود والمنافع العينية والمادية”! ومن كان هذا عقله فقد استراح.
رابع المضحكات هي الفتوى التي أصدرها “مجلس هوية بريس الأعلى للإفتاء”، والذي حرم -وفق ما صرح به، في لحظة صحو، إسلامي وثيق الصلة بجريدة العماري- شراء جريدة آخر ساعة! وهذه الفتوى يتم نشرها بطبيعة الحال بشكل سري بين الإسلاميين ويتواصون بها لأنهم مدمنون على قراءة الجرائد والصحف، خاصة “آخر ساعة”. إن لم يكن هذا هو التطبيق المَرَضي لنظرية المؤامرة فلا وجود لهذه النظرية على الإطلاق.
خامس المضحكات أن “آخر ساعة” لم تجد ما تتهم به “هوية بريس” وتبرر به “حضانة التكفير” والتطرف سوى واقعتين:
الأولى: نقلها خبر استدعاء FBI المغرب للقيادي بشبيبة حزب العدالة والتنمية عمر الصنهاجي.
والثانية: دفاع هوية عن الشيخ عبد الحميد أبي النعيم.
بالنسبة للواقعة الأولى فما أغضب حقيقة القائمين على “آخر ساعة” هو كشف “هوية بريس” أن جريدة العماري “عملت تسخينات في الموضوع من خلال الشجب والاستنكار ونشر مقالة في صفحتها الرئيسية.. عنونتها تحريضا بـ”كتائب البيجيدي تتوعد المعارضين.. بالقتل والذبح والشنق”. وأن تحريض آخر ساعة سبق استدعاء الصنهاجي للتحقيق.
وأما الواقعة الثانية والتي تخص ملف أبي النعيم مع القناة الثانية 2M فمنبر “هوية بريس” عَمِل فقط على إبراز وجهة النظر التي يتم تغييبها في المنابر العلمانية، وفـَسحَ المجال لعدد من العلماء والدعاة والمفكرين والصحافيين ليعبروا عن رأيهم بكل حرية فيما يخص القضية المذكورة، هذا وقد تضامن مع الشيخ المذكور من سبق ذكرهم وجم غفير من المغاربة وغيرهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ وهذا من حق الشعب..
تجدر الإشارة ها هنا إلى أن أبا النعيم لا ينتمي لهيئة تحرير “هوية بريس” بخلاف “زينب بنموسى” التي تعمل وتنشر بالمنبر الإلكتروني “كشك” والورقي “آخر ساعة” التابعين للمجموعة الإعلامية لآل العماري، والتي صرحت بأنها مستعدة للقيام بعملية إرهابية ضد الإسلاميين، وأنها تكره الإسلام والمسلمين، وقالت بالحرف: “الاسلاميين ولاد الكلب.. أنا ببساطة متعصبة عنصرية أحارب الإسلام وأكره المسلمين، وكون نلقى نفد فيهم هجمة ارهابية ببوطكاز“[1]، كما تشفت المتطرفة المذكورة بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم عقب العمل الإرهابي، وقالت: “يا حليلي السعودية تفركعات (ابتسامات) لا حق لنا في التدخل، المشكل عائلي بيناتهم“. هذا هو الإرهاب والتطرف الحقيقي الذي يجب الوقوف عنده والتحذير منه واستنطاق كاتبته.
وليست بنموسى وحدها من تنحى في منبر “آخر ساعة” نحو هذا التطرف، حيث أن عبد الكريم القمش يركز في جل كتاباته على النيل من الدين الرسمي للبلد، والطعن والسب لا في المسلمين وحدهم بل في الإسلام وأحكامه، وفي الصحابة الكرام كعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب والطاهرة المطهرة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها.
فالقضية بالنسبة لمن يعمل في مؤسسة “آخر ساعة” من الحاقدين الإيديولوجيين هي قضية مرجعية.. وقضية عقائد وقناعات.. عبروا عنها بكل وضوح ولازالوا يفعلون ذلك، وقد كشفوا أنهم مستعدون لإراقة الدماء للوصول إلى أهدافهم، (هذا هو الولاء والبراء وإلا فلا)!!!
ظاهر جدا أن العمل الذي تقوم به “هوية بريس” بالوقوف في صف العلماء وإعطائهم الشرعية التي يستحقونها، ومناهضتها لمشروع العلمنة والاستبداد، وكشفها لرموز الفساد، أقلق راحة القائمين على المشروع الإعلامي الضخم الذي لازال المغاربة يتساءلون من يقف وراءه ومن أين تلقى الدعم المالي الكبير الذي حصل عليه.؟!
ولتصريف قلقهم والتنفيس عن غيظهم استنجد هؤلاء القائمون بخزان التهم الجاهزة ومصطلحات التخوين والأخونة التي صنعت في مكاتب الاستخبارات ومراكز الدراسات الأمريكية والصهيونية، واستعملت بكثافة إبان الانقلاب العسكري في مصر وغيرها، وانبرى للترويج والتسويق لها “مارينز إعلامي” مدعوم.
المهم وحتى لا أطيل، يبقى -بالنسبة لهؤلاء- كل من شارك في قضايا الشأن العام أو السياسية أو الإعلام وعبر عن رأيه هو من “الإخوان المسلمين” سواء طالت لحيته أم قصرت أم حتى حلقت، من أجل ذلك لم تسلم “هوية بريس” مما رمى به الاستعمارُ وفلولُه من قبل الوطنيين وقادة المقاومة بكونهم تكفيريين إرهابيين.. وهلم جرا.
فحجة الضعيف على مرّ التاريخ هي السب والشتم والوشاية والتحريض.. وهذا قصارى جهدهم..
[email protected]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] – http://howiyapress.com/%D9%85%D9%81%D8%AE%D8%AE%D8%A9-%D8%A2%D8%AE%D8%B1-%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%A8%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D8%B1/
Source: howiyapress.com