خطوات تلخيص كتاب وفوائده

التلخيص هو القدرة على إعادة صياغة المحتوى الأصلي للكتاب صياغة جديدة باستخدام عدد أقل من الكلمات والجمل، مع المحافظة على جوهر النص الأصلي والإبقاء على أفكاره ومعانيه. فما هي الطريقة التي أستطيع فيها تلخيص الكتب التي أقرأها تلخيصاً صحيحاً ومفيداً؟ هذا ما سنتعرف إليه من خلال هذا المقال.

Share your love

“هل أنت قادر على استرجاع معلومات الكتاب الأخير الذي قرأته، أم تحتاج إلى إجراء مراجعة له لكي تتمكَّن من الاستفادة من الكنوز التي فيه؟”، “هل تشعر بالملل بينما تعيد قراءة الكتاب مرة أخرى؟”، “هل تشعر أنَّنا اليوم بحاجة إلى إمكانية الوصول السريع إلى المعلومة بحيث لا نقضي الكثير من الوقت في قراءة مئات الصفحات من الكتب والمراجع؟”، “كم عدد المرات التي سئلت فيها من قِبل أصدقائك عن تقديم صورة شاملة وسريعة عن كتاب معين قرأته؛ إلَّا أنَّك تُفاجأ بغياب أكثر المعلومات عن ذهنك، وتتمنى لو أنَّك محتفظ ببضع جمل على كُرَّاسك فيما يخص ذلك الكتاب؟”، “هل اتخذت القرار بعدم العودة إلى قراءة الكتب مجدداً، بعد أن فشلتَ في إيجاد الفائدة الحقيقية منها، نتيجة تبخُّر معلوماتها من ذاكرتك تماماً؟”.

ما هي الطريقة التي أستطيع فيها تلخيص الكتب التي أقرأها تلخيصاً صحيحاً ومفيداً؟ هذا ما سنتعرف إليه من خلال هذا المقال.

هل ننسى ما نقرأ؟

يقول الكثير من الأشخاص: “لماذا نقرأ إن كنَّا سننى كل ما قرأناه، فذاكرتنا غير قادرة على الاحتفاظ بكل تلك المعلومات والأفكار؟”.

يعدُّ تساؤل هؤلاء الأشخاص شرعياً؛ حيث تضيع منَّا المعلومات التي قرأناها، وتهرب تلك الجمل والعبارات الجميلة التي استوقفتنا في أثناء لحظات القراءة والمتعة، ولكنَّ الأمر الذي يغيب عن بال الكثير من البشر، أنَّ تلك المعلومات ماتزال موجودة وتمارِس كامل قوَّتها وسحرها في التأثير في وعينا وإدراكنا وأفكارنا، ويظهر هذا جلياً في أثناء قيامنا بتصرفات جديدة وتبنِّينا لطرائق تفكير مختلفة بعد قراءة الكتاب بفترة.

على سبيل المثال: قد نتأثَّر ببطل الرواية الراقي الذي يبتعد عن الحكم على الأشخاص من خلال المظهر؛ بل يحكم عليهم من خلال مواقفهم وتصرفاتهم، قد يساعدنا هذا الشخص على تبنِّي فكرة جديدة في الحياة وهي أنَّ “المظاهر خدَّاعة”، الأمر الذي ينعكس على تعاطينا مع الحياة وأشخاصها.

ما هو التلخيص؟

هو القدرة على إعادة صياغة المحتوى الأصلي للكتاب صياغة جديدة باستخدام عدد أقل من الكلمات والجمل، مع المحافظة على جوهر النص الأصلي والإبقاء على أفكاره ومعانيه.

ما هي فوائد تلخيص الكتاب؟

1. القدرة على استرجاع المعلومات بسهولة:

يقرأ معظمنا الكتب ونستمتع في أثناء قرأتها، إلَّا أنَّنا ننسى مضمونها بعد فترة، فيساعدنا إنشاء ملخص للكتاب على استرجاع أهم الأفكار الواردة فيه، وخلال مدة زمنية قصيرة.

2. تعميق فهْم الكتاب:

تحتاج إلى قراءة الكتاب أكثر من مرة من أجل إنشاء ملخص له، كما عليك التركيز بشدة على أفكاره ومعانيه، الأمر الذي يمنحك تصوُّراً أكثر عمقاً له.

3. مشاركة المعرفة مع الآخرين:

يمنحك إنشاء ملخصٍ للكتاب الذي قرأته إمكانية أكبر لتقديم الفائدة للآخرين، بحيث تستطيع مشاركة أفكار الكتاب ومضمونه بثقة أكبر وعمق أكبر معهم.

خطوات تلخيص كتاب:

1. القراءة السريعة للكتاب:

تقوم في هذه الخطوة بقراءة كامل الكتاب قراءة سريعة بحيث تشكِّل تصوراً عاماً عن فحوى الكتاب، ولكن دون الدخول في التفاصيل، ودون التوقف عند الأمور صعبة الفهم أو التي تتطلب بحثاً عميقاً.

2. البحث عن هدف الكتاب:

عليك أن تسأل نفسك “ما الغرض من كتابة المؤلِّف لهذا الكتاب؟”، “ما الفكرة العامة “الجوهرية” التي يرغب في طرحها من خلال هذا الكتاب؟”.

3. القراءة التفكيكية للكتاب:

وهنا تقوم بقراءة الكتاب أكثر من مرة، بِنيَّة التعمُّق فيه واكتشاف أفكاره الرئيسة؛ حيث تعبِّر فصول الكتاب تعبيراً عاماً عن أفكاره الرئيسة، وذلك في الكتب التي تتبع منهجية منظمة لإيصال المعلومة، ولكن لا تعتمد جميع الكتب تلك المنهجية، الأمر الذي يجعلنا نستدل على الأفكار الرئيسة من خلال “الجمل المفتاحية” الموجودة في فقرات الكتاب الأساسية.

والجملة المفتاحية جملة تعبِّر عن مضمون فقرة كاملة، على سبيل المثال: إن كان لدينا فقرة من كتاب: “إنَّ للعلم دور كبير في تنمية المجتمعات؛ حيث ساعد على بناء الإنسان وتوفير احتياجاته ومتطلباته، وعلى استثمار الموارد الطبيعية على أكمل وجه، وعلى تحويل الكرة الأرضية إلى مكان أفضل للعيش”؛ إن أردنا تلخيص الفقرة السابقة؛ سنُلاحظ وجود جملة مفتاحية تصف الفقرة وصفاً وافياً دون الدخول في التفاصيل، وهي: “للعلم دور كبير في بناء المجتمعات”.

4. الربط ما بين الأفكار الرئيسة وهدف الكتاب:

يجب أن تكون العلاقة ما بين الأفكار الرئيسة والفكرة الجوهرية للكتاب واضحة تماماً لديك، لكي تتمكن من بناء ملخص مناسب للكتاب.

5. البحث عن الأفكار الفرعية:

عليك البحث عن الأفكار الفرعية الناتجة عن الأفكار الرئيسة والمرتبطة في النهاية بهدف الكتاب، على سبيل المثال: قد يندرج تحت الفكرة الرئيسة “دور العلم في تنمية المجتمعات”؛ عدداً من الأفكار الفرعية مثل: دور العلم في بناء الإنسان، إيجابيات العلم والثروات العلمية، سلبيات الجهل، وما إلى ذلك.

6. الاختلاف:

يجب أن تبني ملخصاً بأسلوبك الخاص، أي أن تحدد الأفكار الرئيسة والفرعية للكتاب وتعبِّر عنها بأسلوبك، ولكن دون تحريف أو تغيير بمعلومات الكتاب، الأمر الذي يثري المقدرة اللغوية، ويعزز من مهارة التفكير التحليلي التي لديك.

7. الحذف:

احذف الآراء الشخصية والشواهد والاقتباسات والبراهين والأدلة التي استعان بها الكاتب خلال كتابة كتابه؛ فالهدف من التلخيص هو تقديم زبدة الكتاب وبأقصر عدد من الصفحات.

8. المراجعة:

راجِع الملخص الذي كتبته، مع مراعاة التسلسل المنطقي للأفكار وأسلوب الطرح، كما تستطيع إضافة رأيك الشخصي في الكتاب في نهاية الملخص، الأمر الذي يدعم مهارة النقد والتحليل لديك.

كيف تشجِّع نفسك على القراءة وتلخيص الكتب؟

استعن بأصدقائك وخطط معهم من أجل اكتساب عادة القراءة، من خلال الاتفاق على قراءة الكتاب ذاته من قِبل كل شخص منكم، ومن ثمَّ إقامة لقاء تفاعلي لمناقشة أفكار الكتاب، وذلك بعد تحضير ملخص له من قِبل كل شخص من الأشخاص.

قارن ما بين مراجعتك التحليلية للكتاب ومراجعات أصدقائك؛ فمن شأن ذلك أن يفتح آفاقاً جديدة من التفكير، ويعزز مهارات كانت كامنة لديك.

في الختام:

لا يمكنك التطور إلَّا من خلال البحث، ولا يمكنك البحث إلا من خلال القراءة، ولن تكون قارئاً جيداً إلَّا ببناء عادة القراءة يومياً، ولن تبني العادة إلا من خلال الالتزام، وسيتحرك الالتزام والمتعة من خلال مشاركة ملخصات الكتب مع الآخرين للوصول إلى أعلى فائدة ممكنة من القراءة.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!