تعرف على خطورة مواقع اباحية على شبكة الإنترنت وتأثيراتها السلبية على الإنسان سواء كانت السلوكية أو الاجتماعية من خلال مقال اليوم على موسوعة. فنتيجة دخولنا في عصر العولمة أصبح العالم كله عبارة عن قرية صغيرة، وذلك بفضل استخدام شبكة الإنترنت في التواصل ما بين الأشخاص وبعضهم البعض، وعلى الرغم من أنه ساعد كثيرًا في إنجاز العديد من الأعمال والعمليات في أسرع وقت ممكن. إلا أننا لا يُمكننا أن نغفل عن آثاره السلبية التي أودت بحياة الكثير من الشباب، وأهلكتهم في دوامة من المشكلات ومن أبرزها إدمان الإنترنت، وخاصة إدمان المواقع الإباحية، فما هي تلك المشكلة، وما هي خطورتها وكيفية التصرف معها، هذا ما سنتعرف عليه من خلال السطور التالية، فتابعونا.
المواقع الاباحية على الإنترنت
في الغالب يسعى الطفل بمجرد ما يصل إلى مرحلة البلوغ أو سن المراهقة إلى التعرف على حقيقة كل الأمور الجنسية التي كانت تدور بذهنه، وفهم بعض المصطلحات التي كانت تتردد على مسامعه دون علم منه بمعناها. فيجد أن شاشة الكمبيوتر والاتصال المتاح بالإنترنت خير وسيلة له لتساعده في التعرف عليها.
ولا بأس في أن يقرأ ويفهم معاني تلك المصطلحات التي لم يكن يعرف عنها شيئًا من قبل ما دام يطلع عليها بشكل علمي ومعرفي، إلا أن الخطورة تكمن في تلك المواقع التي تُغرق زائريها في دوامة مشاهدة المقاطع الإباحية والصور المخلة، زاعمة بأنها لا توفر تلك المحتويات إلا لمن هو أكبر من السن القانوني، على أساس أن جهاز الكمبيوتر أو حتى تلك المواقع يُمكنها التعرف على السن الحقيقي لزائرها، أو أنها أنها لديها القدرة على حجب المحتوى عنه!
ناهيك عن تلك التجمعات الشبابية التي راحت تطلق المصطلحات الجنسية والتعابير الإباحية على سبيل التفاخر والتباهي، ليكون من يعرفها لا يزال طفل غير مكتمل الرجولة. لينتقل المرض من شاب إلى آخر ليجدوا في تلك المواقع ملاذهم لقضاء أوقات الفراغ، وإثارة الشهوات، والتعرف على الأسرار التي طالما حلموا بمعرفتها.
خطورة مواقع اباحية على شبكة الإنترنت
إلى جانب الحرمانية الدينية التي تُفرض على الإنسان، هناك مجموعة من المخاطر الناتجة عن مشاهدة تلك المواقع الإباحية وتتمثل في:
أنه على الرغم من أن هناك مجموعة من المواقع الهادفة التي تطرح مقالات علمية طبية بحتة تُساعد الأطفال في تلك المرحلة على تفهم طبيعة التغيرات الجسدية التي تطرأ عليهم، وكذلك تقوم بدور توعوي في تثقيفهم جنسيًا وذلك من أجل تجنب المخاطر التي تُحيط بهم، ومحاولة استيعاب أي موقف يتعرضون فيه للتحرش أو الانتهاك. إلا أن البعض اتخذ من مقاطع الفيديو الساخنة، والصور الإباحية مصدر من مصادر الربح، إذ تُدر عليه أرباح كثيرة من خلال جذب عدد كبير من الزائرين دون وضع الاعتبار بالجريمة التي يرتكبها في حق هؤلاء الشباب، والتي بالطبع ستؤثر عليهم وتُغرقهم في الأذي النفسي والجسدي.
تتمثل خطورة تلك المواقع في كون محتواها لا يمت للواقع بأي صلة، حيث تُعرض عليه مجموعة من المشاهد التمثيلية التي لا يُمكن تجسيدها في الواقع، وعليه بمجرد ما يتزوج يكون على يقين بأن علاقته بالطرف الآخر ستكون بتلك الكيفية وعندما يكتشف الفارق ولا يحصل على نفس القدر من المتعة التي كان يجنيها في الماضي فإما أن يعود إلى إدمان تلك المواقع مرة أخرى، أو لا يستطيع الوصول إلى حل فيتم الطلاق.
خطورة المواقع الاباحية على المجتمع
ولا يقتصر الأمر على التأثير النفسي فحسب، بل أن تلك المواقع الإباحية كانت سبب رئيسي لانتشار معدل الجريمة في المجتمع الذي تُعرض فيه، فما يُشاهده الإنسان فيها يرغب في تطبيقه على أرض الواقع، فتظهر جرائم التحرش والاغتصاب، وغيرها من المشكلات المنتشرة في المجتمع والتي يُرجعها البعض إلى تلك المواقع.
يتحول المدمن إلى شخص انعزالي يُفضل الوحدة والبُعد عن الأشخاص من أجل أن يأخذ فرصته الكاملة في مشاهدة تلك المقاطع، والإطلاع على الصور، دون أن يراه أحد، كما أنه في الغالب يُدمن على العادة السرية لتفريغ تلك الشهوة المثارة جراء مشاهدة المواقع الإباحية.
يفقد بعض المهارات والقدرات العقلية التي كان يتمتع بها، وذلك لأن خياله لا يُبدع إلى في الأمور الجنسية، أما ما عداها مما يتطلب التركيز أو الفهم فلا يحصل عليه على الإطلاق، فسرعان ما يفقد قدرته على الفهم، والتركيز، وكذلك استيعاب الأمور من حوله ليتحول إلى إنسان أبله حيواني تُسيطر عليه شهواته وغرائزه.
ولا شك في كون تلك الأمور السيئة التي يتسبب بها إدمان المواقع الإباحية كانت الدافع الأساسي وراء تحريمها، فالله عز وجل لم يُحرم شيء على الإنسان إلا وكان يحمل الضرر له.
علاج إدمان المواقع الإباحية
لا يُمكننا أن نصف لك دواء مُحدد، أو نضع لك مجموعة من العلاجات العشبية كعادتنا لتتخلص من مثل هذا النوع من الإدمان، فالأمر كله يتعلق بإرادتك وقدرتك على الإقلاع عن تلك العادة السيئة، ولا نغفل دور الرياضة في المساعدة، وكذلك النزعة الإيمانية التي تجعلك تستشعر وجود الله عز وجل في كل وقت إلى جانبك، فتعزف عن كل ما يُغضبه. كما يجب على الآباء توعية أولادهم بالحسنى ودون ني أو نهر وتوجيههم بالنصح والإرشاد بخطورة الأمر.



