‘);
}

"دمشق"  اسم يتردد على مسامعي كل يوم، يتراوح في ذهني كل ساعة، يراودني في مخيلتي كل دقيقة، وأشعر به كل لحظة.  أتساءل دائماً، هل ستعود شامخة، عَطِرَة كما عهدناها ؟! . أنظر من شرفات نافذتي، فأرى اسمها مكتوب في طبيعة ساحرة خلابة، أنظر إلى ممتكاتي، فأرى اسمها مطبوع أعلاها، أنظر إلى دفاتري ومسوداتي، فأرى اسمها مدون بين صفحاتي، وأنظر إلى عروقي، فأجد اسمها قد حُفر في أوردتي، وزُخرف بدم شراييني، أدمنت حب دمشق، فأحببت أناسها، صورها، أغانيها، طبيعتها، وشعائرها. فكانت حافزا ودافعا معنويا لي، أدرس لأجلها وأجتهد، ومُحيّرة لي في آنٍ واحد، فلا أدري أي تخصص أدخل كي أنفعها، وأردّ شيئاً من جميلها، هل أصبح مهندسة لأبني حاراتها العتيقة التي دمرت وأرممها؟، أم إعلامية لأنقل أدق تفاصيلها بشفافية؟، أَأدخل كلية الفنون الجميلة لتهيئة جسر يوصل بين الأمل ونفوس سكانها وقاطنيها بتزيين الطرقات والبيوت؟، أم يا ترى أصبح طبيبة؟ لكن في أي مجال؟ هل النفسي، فأعالج نفوس أبنائها التي لطالما سكنها الحقد خلال الحرب؟،  أم طبيبة أطفال لأعالج ملائكتها الأبرياء؟، هل أصبح طبيبة جراحة لعلّي أخفف قليلا من آلام المصابين في وطني؟، أم للمفاصل، فأساعد بهذا كبار السن ؟، هل أصبح كاتبة لأقص حكاية دمشق وأوجز جمالها الذي لايوصف في بعض الصفحات؟ تعددت الخيارات والسبب واحد، ألا وهو تكريس حياتنا، والفناء، لأجل دمشق ونفعتها. وحين يذكر اسم دمشق في أسطري فيقصد بها سوريا بأكملها، بأدق وأبسط محافظاتها، وأضيق وأعتق أحيائها وحاراتها. 

يآسمينة دمشقية

rand_nm