بينت دراسة أمريكية من جامعة هارفارد والتي تم نشرها في مجلة المنظمة الأمريكية للطب (Journal of American Medical Association Network) أن المدخنين الذين أقلعوا عن التدخين بمجرد إصابتها للمرة الأولى بمرض احتشاء عضلة القلب (بالإنجليزية: Myocardial Infarction) قد كانت فرصة وفاتهم أقل بكثير من الذين لم يقلعوا عن التدخين خلال ال10 سنوات اللاحقة من إصابتهم باحتشاء عضلة القلب.

وقال الدكتور رون بلانكستين من جامعة هارفارد أن التدخين يعتبر من المسببات الأساسية الإصابة باحتشاء عضلة القلب خصوصاَض لدى البالغين ذوي الأعمار الصغير (تقريباََ 50 عاماََ)، لذلك يجب على البالغين وحتى أصحاب الأعمار الأصغر أن يقلعوا عن التدخين بمجرد الإصابة بأولى عوارض احتشاء عضلة القلب لأنه حسب ما قد وجدته الدراسة أن هناك نحو 62% من المدخنين يستمرون بالتدخين على الأقل لمدة سنة أخرى بعد إصابتهم باحتشاء عضلة القلب مما يؤدي في الغالب إلى الإصابة بجلطة قلبية والموت فوراََ. 

وأضافت الطبيبة ميشيال فيوري أن هذه الدراسة أثبتت أن على المدخنين الإقلاع عن التدخين حتى يستطيعوا أن يعيشوا حياة سعيدة مليئة بالصحة والنشاط، وأنه يجب على الأطباء التدخل مع مرضاهم ومساعدتهم بالتوقف عن التدخين حتى لو لم يصابوا باحتشاء عضلة القلب بعد.

وأجريت الدراسة على 2,072 مريض في المستشفيات مصابين باحتشاء عضلة القلب تتراوح أعمارهم حول 50 عاماََ ونسبة 81% منهم ذكوراََ، ووجد أن هناك 33.9% منهم لم يدخنوا إطلاقاََ طوال حياتهم وأن هناك 13.6% قد كانوا مدخنين واقلعوا وأن هناك 52.8% ما زالوا مدخنين حتى بعد إصابتهم باحتشاء عضلة القلب.

وبعد ذلك تمت مراقبة نظام حياة أولئك المرضى على مدى 10 سنوات تقريباََ، وقد لاحظ الباحثون أن الذين قد أقلعوا عن التدخين بعد إصابتهم باحتشاء عضلة القلب فوراََ قد قلت فرصة الوفاة لديهم بسبب أي مرض أو حتى بسبب أمراض القلب والشرايين بنسبة من 70-80% تقريباََ عن أولئك الذين قد استمروا بالتدخين.

وأضاف بلانكستين أنه يجب على الجميع أن يسعى ليقلع عن التدخين لما له من أثار سلبية على الحياة وأنه يزيد من نسبة خطر الوفاة وأنه يجب على الفريق الطبي والأطباء أن يشجعوا مرضاهم نحو الإقلاع عن التدخين.

وقالت فيوري أن هذه الدراسات تؤكد أنه إذا نوى الإنسان أن يعيش حياة صحية ومليئة بالعافية أول وأهم شيء يجب أن يفعله هو الإقلاع عن التدخين، وأن فشل الشخص في الإقلاع عن التدخين يعتبر فشل للطبيب أيضاََ لأنه المسؤول الأول تجاه مرضاه، وأكدت أيضاََ على ضرور دور الأطباء في تشجيع ودعم مرضاهم في الإقلاع عن التدخين والتغلب على الإدمان على النيكوتين إما باستخدام الأدوية واللصقات الطبية أو حتى بالدعم المعنوي والنفسي.

للمزيد: الإقلاع عن التدخين

للمزيد: أدوية الإقلاع عن التدخين- الجزء الثاني