
إبراهيم المبيضين
عمان- أكدت دراسة حديثة للاتحاد الدولي للاتصالات، أن خدمات الإنترنت عريض النطاق أصبحت ضرورة لحياة الناس، وأن على الدول أن تتشارك وتنسق بين القطاعين العام والخاص لبذل مزيد من الجهود الاقتصادية والتنظيمية لتوصيل الفئات المحرومة بالخدمة خلال الأعوام المقبلة والبالغ عددهم نحو 3 مليارات إنسان.
وذكرت الدراسة أن توصيل باقي الناس من المحرومين من خدمات الانترنت حول العالم وخلال الفترة حتى العام 2030 يتطلب استثمارات في البنية التحتية للاتصالات تصل الى 428 مليار دولار.
ونشر الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، مؤخرا، دراسة بشأن توصيل البشرية -تقييم الاحتياجات من الاستثمار لتوصيل البشرية بالإنترنت بحلول العام 2030- وهي جديدة شاملة تقدر الاستثمار اللازم لتحقيق توصيلية شاملة وميسورة التكلفة بالنطاق العريض لصالح البشرية جمعاء قبل نهاية هذا العقد.
وذكرت الدراسة أن توصيل المليارات الثلاثة المتبقية من الناس والبالغة أعمارهم عشرة أعوام فما فوق بالإنترنت عريض النطاق بحلول العام 2030 يتطلب حوالي 428 مليار دولار.
وأشارت إلى أن هذا الهدف يعد طموحاً وتحدياً كبيراً فيما يتعلق بالاستثمار في البنية التحتية.
وقالت الدراسة “إن توفير الاستثمار اللازم لتوصيل كل شخص بالإنترنت قبل نهاية هذا العقد سيتطلب جهوداً متضافرة وغير مسبوقة من القطاعين العام والخاص لتوفير تكنولوجيات وخدمات رقمية متاحة وميسورة التكلفة وموثوقة وآمنة للجميع”.
وتبحث الدراسة التكاليف المرتبطة بالاحتياجات من البنية التحتية والأطر والسياسات التنظيمية التمكينية والمهارات الرقمية الأساسية والمحتوى المحلي على الصعيدين العالمي والإقليمي، وكذلك كيفية حشد مستويات غير مسبوقة من التمويل اللازم لتوسيع الشبكات لتغطية المجتمعات المحرومة من الخدمات.
وعلى مدى الأشهر العديدة الماضية، كشفت جائحة “كوفيد 19” عن فجوات في توصيل الانترنت داخل الدول، بما فيها ما يتعلق بجودة النفاذ إلى الإنترنت وتيسره واستخدامه؛ حيث أظهرت هذه الجائحة أهمية توافر خدمات الانترنت عريض النطاق عالي السرعة، وذلك لتطبيق مفاهيم العمل عن بعد والتعلم عن بعد في ظل القيود التي فرضتها الأزمة.
وذكرت الدراسة أنه مع تشجيع إتاحة عدد كبير من الخدمات الأساسية على الإنترنت، يتعرض الأشخاص الذين لا يتمتعون بالنفاذ إلى الإنترنت عريض النطاق لخطر حقيقي يتمثل في جعلهم أكثر تخلفاً عن الركب.
ووفقاً للاتحاد الدولي للاتصالات، يعيش أكثر من 12 % من سكان العالم غير الموصولين في أماكن نائية وريفية لا يسهل فيها النفاذ إلى الشبكات التقليدية، ومعظمها في إفريقيا وجنوب آسيا. وتتفاقم فجوة التوصيلية هذه بسبب الفجوة الرقمية بين الجنسين.
وفي جميع أنحاء العالم، يعد الرجال أكثر استخداماً للإنترنت من النساء؛ حيث تبلغ النسبة 48 % من النساء فقط يستخدمن الانترنت مقابل 58 % من الرجال.
وتفيد الدراسة الجديدة بأن سد فجوة التوصيلية في بعض المناطق يعني غالباً تحسين مواقع التغطية والسعة الحالية.


