لطالما ارتبطت المومياوات بالفراعنة، ولكن يقدم تحليلٌ حديث لجثة مصرية تعود إلى زمن ما قبل التاريخ أن تقنيات التحنيط المصرية سبقت زمن الفراعنة بألف و500 عام.

في أغسطس/ آب، قامت عالمة المصريات والباحثة في قسم التاريخ القديم في جامعة ماكواري في أستراليا، جانا جونز، وزملاؤها بنشر تحليلٍ عن جثة مصرية موجودة المتحف المصري في مدينة تورينو الإيطالية منذ عام 1901، والتي تعود بين 3 آلاف و700 عام و3 آلاف و500 عام قبل الميلاد.

ويقترح التحليل أن تقنيات التحنيط المصرية، التي دائماً ترتبط بالفراعنة، تعود إلى ما قبل ألف و500 عام.

وتم الافتراض سابقاً أن جثة الرجل قد حُنطت بشكل طبيعي بسبب الرمال الصحراوية الجافة والحارة، ولكن أُثبت الآن أنه تم الحفاظ عليها عن عمد.

ويبين هذا أن المصريين القدماء الذين تواجدوا في الوقت ذاته الذي توفي فيه الرجل كان “لديهم بالفعل معرفة بالعمليات اللازمة للحفاظ على الجسد، ومارسوا نظاماً متطوراً لمعتقد ديني يتمحور حول الحياة بعد الموت”.

ولم تخضع الجثث الملفوفة التي تم التنقيب عنها من مواقع ما قبل التاريخ للفحص الشديد بسبب كون الاهتمام في القرنين الـ19 والـ20 يتمحور حول الآثار، وكان الإيطاليون آنذاك يقومون بالتنقيب من أجل ملء المتحف المصري.

وبين عامي 1900 و1901، ذهب عالم الآثار الإيطالي الشهير إيرنيستو سكياباريلي إلى رحلات تنقيبية في مصر لشراء المومياوات والتحف من تجار الآثار، بما في ذلك الجثة التي تتمحور حولها الدراسة، والتي أُطلق عليها اسم “تورينو إس 293”.

وفي عام 2014، وفرت منحة بحثية من جامعة ماكواري فرصة فريدة لإجراء دراسة جنائية لمومياء “تورينو”.

وكشف التحليل الكيميائي للبقايا على الأغلفة النسيجية من جذع المومياء والرسغ وجود مادة “راتنج” الصنوبر ومستخلص نبات عطري، وهما عنصران رئيسيان ضد البكتيريا، مع كونهما ذات خصائص لصد الحشرات والحفاظ على الأنسجة الرخوة.

ويشير وصول المصريين القدماء إلى مادة “راتنج” من البحر الأبيض المتوسط على جود تجارة عبر مسافات طويلة آنذاك.

واستخدمت المواد الخاصة بالتحنيط ذاتها في مدافن تبعد 200 كيلومتر عن بعضها البعض، كما استمر استخدامها بالنسب ذاتها خلال الفترة الفرعونية.

دراسة تكشف أن التحنيط في مصر يعود إلى ما قبل زمن الفراعنة بـ1500 عاÙ