كتبت – أسماء عبد العظيم
لاحظت بعض الدراسات الحديثة أن الأطباء عادة ما يخطئون تشخيص الوسواس القهري عند الأمهات بسبب اعتقادهم بأنهن يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة ، و تحكي السيدة “جيني وايلد” تجربتها مع ابنتها “سكارليت” قائلة: “لقد كنت في غاية السعادة عند ولادة ابنتي ، و كنت أشعر أنني في فقاعة رائعة” ، لكن اضطرار “سكارليت” لإجراء عملية طارئة لإزالة جزء متبقي من المشيمة بعد ولادتها بخمسة أسابيع قد غير كل شيء .
تحكي “جيني” بأنها كانت في غاية القلق أثناء خضوع ابنتها للعملية ، كما تذكر أنها كانت أطول ليلة في حياتها ، و أنها قد أصيبت بالذعر لتخيلها بأن ابنتها قد ماتت أثناء إجراء الجراحة بينما لم تكن معها عندما احتاجتها ، و ظل هذا الشعور بالخوف الدائم على فقدان ابنتها يضعها في صراع عنيف حتى 8 أشهر من إجراء تلك الجراحة.
و تسبب الإحساس بالذعر لـ “جيني” بأن تقوم بتكرار نفس الأفعال عدة مرات كغسل اليد مثلا ، و غسل أدوات الطفلة بشكل مبالغ به لشدة خوفها على صحة ابنتها ، فأصبحت تقضي الوقت في تعقيم الأدوات و التنظيف أكثر من الوقت الذي تقضيه مع ابنتها ، فتقوم مثلا بتنظيف الطاولة مجددا بعد تنظيفها منذ خمس دقائق ، كما كانت تشعر دائما بأنها ستسقط ابنتها إذا حملتها ، و كانت تراودها أحلام بأنها ستخنق ابنتها.
و قام الطبيب في البداية بتشخيص حالة “جيني” باكتئاب ما بعد الولادة ، و بدأت تأخذ مضادات الاكتئاب بالفعل ، ولكن حالتها لم تتحسن أيضا ، حتى تم تشخيصها بطريقة صحيحة و خضعت لبرنامج للتخلص من الوسواس القهري الذي طالما خافت أن ينتقل إلى ابنتها ، و تذكر جيني أن تخلصها من هذا الشعور قد جعلها تستمتع بأمومتها .
اقرأ : أهم المعلومات عن مرض الوسواس القهري
إعداد: د.أسماء عبدالعظيم
فريق كل يوم معلومة طبية
اقرأ المزيد في قسم الأخبار الطبية