إن من أجمل ما يواجه الذكر والأنثى في هذه الحياة هو الزواج، ففيه كمال نصف الدين؛ لأن الزواج تحصين كامل من جميع الفتن التي تواجه الذكر والأنثى، حيث يُعتبر الزواج السنّة الكونيّة والّتي تُمثِّل اِرتِباط بيْن رجُل وامرأة وهي تتِمّ بِالقبول،فمَا هو اُفضُل دعاء الزواج لشخص معين حيث يبنى الزواج على شروط معينة ومهمة فالانسان يدعو الله انْ يمتلك خيري الدنيا والاخر وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلّم على ذلك وعلمهم التشهّد ثمّ قَال في آخره ” ثمّ ليتخيّر من المسألة ما شاء “، رواه مسلم 

وقد أكد عُلماء المُسلِمين بان الدُّعاء لِلزّوْجيْن مِن الامور المُستحبّة سواء كانت ماثورة او غيْر ماثورة حيْث لا يوجد اي باب لِلدُّعاء لِلزّواج مِن شخص مُعيّن فمِن الواجِب معرِفة الاِدّعيَة المُناسِبة لِلزّواج لِشخص مُعيّن مِن اُجل ان يُبارِك الله له في زواجِه فما هو اُفضُل دُعاء الزّواج لِشخص مُعيّن قريب او بِعيد . ولكن للإنسان الدّعاء بما شاء، ومن أهمّ الأدعية المأثورة في هذا الباب، الدّعاء الذي علّمه النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – لمن سأله:” كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، وعافني، وارزقني، فإنّ هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك “،رواه مسلم من حديث طارق الأشجعيّ.

 الآيات والأحاديث النّبوية الشّريفة التي تحثّ على الزواج والعفّة

يوجد العديد التي تدل على ضرورة الزواج وتكوين الأسرة، ون هذه الايات ما ياتي :

  • قوله تعالى:” وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ “، النّور/33
  • وقوله تعالى:” وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ “، النّور/32
  • وقوله صلّى الله عليه وسلّم:”ومن يستعفف يعفّه الله “، رواه البخاري من حديث حكيم بن حزام رضي الله عنه،
  • وقوله صلّى الله عليه وسلّم:” من أعطى لله، ومنع لله، وأحبّ لله، وأبغض لله، وأنكح لله، فقد استكمل إيمانه “، رواه الحاكم وصحّحه، ووافقه الذهبي، ورواه أحمد والترمذي، وحسّنه الأرناؤوط والألباني.

الأدعية المأثورة عن الزواج

يوجد في السنة النبوية العديد من الأدعية المتعلقة بالزواج، من أجل أن يبارك الله عزوجل هذه العلاقة وأن تخلو من الاشياء التي تدميرها وخرابها، ومنها ما يأتي :

  •  دعاء:”اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير، واجعل الموت راحةً لي من كل شرّ. اللهم إنّي أسألك من الخير كلّه، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشرّ كلّه، ماعلمت منه وما لم أعلم “.
  • ومن الأدعية النّافعة في كلّ شيء:” لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين
  • فقد روى الإمام أحمد، والتّرمذي، وغيرهما، أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” دعوة ذي النّون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت:لا إله إلا أنت، سبحانك إنّي كنت من الظالمين، فإنّه لا يدعو بها مسلم في شيء قطّ إلا استجاب له “،
  • وقوله صلّى الله عليه وسلّم:”يا حيّ يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلّه، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين “،رواه النّسائي والبزار بإسناد صحيح.

حكم الدّعاء لتعجيل الزّواج :

إن من الحكم الكثير والعديدة التي تختص في الدعاء، لما لها من أثر على نفوس المهمومين والمكلومين، ومن هذه الحكم ما يأتي :

الزّواج نوع من أنواع الرّزق، وسيأتي المسلم ما كُتب له منه، ولكن هذا لا يعني أن يترك المسلم الأسباب، بل عليه أن يؤدّي دوره، ويفوّض أمره إلى الله بعدها، كما في الحديث الذي رواه مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:” احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز… إلى آخر الحديث “.

والدّعاء من أعظم هذه الأسباب، ولا حرج في الدّعاء بتعجيل الزّواج، وغيره من خير الدّنيا والآخرة، روى أحمد وابن ماجه، وصحّحه الألباني، عن عائشة رضي الله عنها، أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – علّمها هذا الدّعاء:” اللهم إنّي أسألك من الخير كلّه، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشرّ كلّه، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم… إلى آخر الحديث، وهذا لا ينافي ما ورد من النّهي عن تعجّل الإجابة، فذلك تعجّل مخصوص بيّنه الحديث الذي رواه مسلم، عن أبى هريرة رضي الله عنه، عن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – أنّه قال:لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدّعاء، أي تعجّلاً يؤدّي إلى اليأس والانقطاع عن الدّعاء. ولا يوجد دعاء أو ذكر خاصّ بالزّواج، ولكن للمسلم أن يدعو بما يتيّسر له ممّا يناسب المقام.

دعاء العاقد للزّوجين بعد العقد :

من أجمل ما يمكن قوله بعد عقد القران بين الزوجين، هو دعاء العاقد لهما، وذلك مثل :

من المستحبّ الدّعاء للزّوجين بالبركة والخير بعد عقد النّكاح، بدليل قوله – صلّى الله عليه وسلّم – لهذا الدّعاء، ففي المغني لابن قدامة:ويستحبّ أن يقال للمتزوّج: بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير وعافية. وقد روي أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – رأى على عبد الرحمن أثر صفرة، فقال:ما هذا، فقال: إنّي تزوّجت امرأةً على نواة من ذهب، فقال: بارك الله لك، أولم ولو بشاة، متّفق عليه. وفي المصنّف لابن أبي شيبة، أنّ عقيل بن أبي طالب تزوّج امرأةً من بني جشم، فدعاهم فقالوا: بالرّفاء والبنين، فقال: لا تقولوا ذاك، قالوا: كيف نقول يا أبا يزيد، قال: تقولون:بارك الله لك، وبارك عليك، فإنّا كنّا نقول أو نؤمر بذلك.

أدعية التّهنئة بالمولود الجديد

كما جئنا بالأدعية المتعلقة بالزواج، فأما الان فسنذكر لكم بعض الادعية للمولد الجديد وذلك كما ياتي :

قد جاءَ في كتاب الأذكار للإمام النّووي، قال:” يستحبّ تهنئة المولود له، قال أصحابنا: ويستحبّ أن يهنّأ بما جاء عن الحسن البصري، أنّه علّم إنساناً التّهنئة، فقال: قل: بارك الله لك في الموهوب لك، وشكرت الواهب، وبلغ أشدّه، ورزقت برّه. ويستحبّ أن يردّ على المهنّئ، فيقول: بارك الله لك، وبارك عليك، أو جزاك الله خيراً، ورزقك مثله، أو أجزل ثوابك، ونحو ذلك “.

إن للزواج العديد من الصفات والمعاني الجميلة للإنسان، وذلك لأم فيه مرضات للرب وتحصين من الله لعباده من وساوس الشيطان من أجل الوقوع فيما حرم الله عزوجل، فالزواج مطهرتا للفرج والسان وذلك بكفها عن محارم الله، فالجدير بكل عاقل بالغ عند مقدرته على الزواج بان يقوم بذلك دون تاخير، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين .