دعاء السفر وآدابه كما وردت في السنة
١٣:٤٨ ، ١٢ يناير ٢٠٢١

}
دعاء السفر كما ورد في السنة
عن ابْنَ عُمَرَ -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صَلَّى اللَّهُ عليه وعلى آله وسلَّمَ- كانَ إذَا اسْتَوَى علَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إلى سَفَرٍ، كَبَّرَ ثَلَاثًا، ثُمَّ قالَ: (سُبْحَانَ الذي سَخَّرَ لَنَا هذا، وَما كُنَّا له مُقْرِنِينَ، وإنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ في سَفَرِنَا هذا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ العَمَلِ ما تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هذا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ في الأهْلِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ المَنْظَرِ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المَالِ وَالأهْلِ، وإذَا رَجَعَ قالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ: آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ)[١][٢].
‘);
}
آداب السفر كما وردت في السنة
يوجد بعض الآداب التي يجب أن يراعيها المسلم أثناء سفره، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة، ومن هذه الآداب التي وردت في سنة نبينا الكريم[٣]:
- إخلاص النية لله سبحانه وتعالى، ففي حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوَّجُها فهجرته على ما هاجر إليه)[٤].
- تجهيز لوازم السفر من النواحي المادية والمعنويّة، والمقصود بالمادي النفقة الكافية ووسيلة السفر المناسبة والأوراق الثبوتية اللازمة، وما يلزم المسافر من طعام وشراب، ومن الأمور المهمة التي يجب عدم نسيانها أداة البوصلة لتحديد اتجاه القبلة وما يعرِّف المسافر بأوقات الصلاة، وأمّا المقصود بالمعنوي فيشمل تحديد وجهة السفر، والمعرفة بأخطارها ومزاياها للاستفادة منها على أتمِّ وجه.
- توديع المسافر، إذ من الأمور المستحبة للمسافر أن يودع أهله وإخوانه، فقد قال ابن عبدالبر: “إذا خرج أحدكم في سفر فليودع إخوانه، فإن الله جاعل في دعائهم بركة”، ويودِّع المسافر أهله بالأدعية التي وردت في السنة كأن يقول لهم: (أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه)، فيردُّوا عليه بقول: (أستودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك).
- عدم السفر منفردًا، ومرافقة من يثق بهم إذ يفضل أن تكون جماعة السفر 3 أشخاص على الأقل، ففي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لو يعلم الناس ما في الوحدة ما أعلم، ما سار راكب بليل وحده)[٥]، بالإضافة إلى الحديث الذي قال فيه -عليه الصلاة والسلام-: (الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب)[٦].
- استحباب التأمير إذا كانت جماعة السفر 3 أفراد فأكثر، وهدف الشرع من ذلك الاجتماع وعدم التفرُّق، ففي حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم)[٧].
- عدم السفر بدون محرم للمرأة، فقد نهى الله -سبحانه وتعالى- عن سفر المرأة دوم اصطحاب أحد محارمها؛ لما قد يُسبب ذلك من الفتنة لها وللرجال من حولها، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة ليس معها حُرمة)[٨].
- استحباب سفر المسلم أول نهار يوم الخميس، وهذه السنة واظب عليها النبي الكريم في أسفاره.
- ملازمة قول الأدعية المأثورة في السفر، منها دعاء السفر، وحمد وتكبير الله تعالى ثلاثًا، ودعاء “سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”.
حكم دعاء السفر
من السنة قول دعاء السفر سواءً قصرت مسافة السفر أو طالت، وفي حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- المروي عن ابْنَ عُمَرَ ـ رضي الله عنه ـ أَنَّ الرَسُولَ -عليه السلام- عَلَّمَهُمْ الدعاء، وكَانَ يقوله حين يسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ قاصدًا الخَرِوج إِلَى السَفر، ومن ذلك يُستنتج أن التلفظ بهذا الدعاء يكون وقت ركوب المسافر لوسيلة السفر التي سيستخدمها أي فور ركوبه السيارة أو الطائرة وغيره[٩].
أسئلة تجيب عنها حياتكِ
هل الدعاء وقت السفر مستجاب؟
نعم، وما يؤكد ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث دعوات متسجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده)[١٠]، فالمسافر مستجابٌ دعاؤه طيلة مدة سفره وحتى يرجع منه؛ وقد فسَّر العلماء ذلك بما يعانيه المسافر من الغربة وانكسار النفس[١١].
هل يوجد دعاء للرجوع من السفر؟
نعم، هناك دعاء يقال عند الرجوع من السفر، فقد روي عنعبد الله بن عمر: (أن الرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)[١٢]، وفي رواية أخرى أنه يُكرره بإستمرار حتى يشرف على المدينة النبوية، وهي البلد الذي سيرجع إليه، فعن يحيى بن أبي إسحاق قال: قال أنس بن مالك: (أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، أنا وأبو طلحة، وصفية رديفته على ناقته، حتى إذا كنا بظهر المدينة، قال: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون، فلم يزل يقول ذلك حتى قدمنا المدينة)[١٣][١٤].
المراجع
- ↑رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1342 ، صحيح.
- ↑“الموسوعة الحديثية”، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 5/1/2021. بتصرّف.
- ↑سليمان بن قاسم بن محمد العيد (2/1/2008)، “آداب السفر”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 7/1/2021. بتصرّف.
- ↑رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:2201 ، صحيح.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2998 ، صحيح.
- ↑رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم:1674، حسن.
- ↑رواه النووي، في تحقيق رياض الصالحين، عن أبو هريرة أو أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:351، إسناده حسن.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1088 ، صحيح.
- ↑“وقت قراءة دعاء السفر”، إسلام ويب، 20/1/2016، اطّلع عليه بتاريخ 7/1/2021. بتصرّف.
- ↑رواه الألباني ، في صحيح الترمذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1905 ، حسن.
- ↑“دعوة المسافر مستجابة حتى يرجع من سفره”، إسلام ويب، 18/11/2012، اطّلع عليه بتاريخ 6/1/2021. بتصرّف.
- ↑رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:6385 ، صحيح.
- ↑رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:1345 ، صحيح.
- ↑“محل قول دعاء الرجوع من السفر”، إسلام ويب، 5/3/2012، اطّلع عليه بتاريخ 7/1/2021. بتصرّف.