دعاء لفك قيد السجين
١٨:٢٣ ، ٥ أكتوبر ٢٠١٩
}
دعاء لفك قيد السجن
الحرية من أساسيات الحياة، بل هي الحياة بأكملها، لذلك يعدّ السجن أو الحبس من أشد العقوبات في بعض الدول، وإن وقع الإنسان أو أحد أقاربه في مثل هذا الكرب فعليه بالدعاء والرجوع إلى الله أن ينجيه من هذه المصيبة وأن يغفر له ذنبه إن كان مذنبًا؛ لأن ليس كل من يدخل السجن مذنب، إذ يوجد مظلومون إلى جانب المذنبين.
إنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ، وفي رواية : أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، كانَ يَدْعُو بهِنَّ ويقولُهُنَّ عِنْدَ الكَرْبِ، فَذَكَرَ بمِثْلِ حَديثِ مُعَاذِ بنِ هِشَامٍ، عن أَبِيهِ، عن قَتَادَةَ، غيرَ أنَّهُ قالَ: رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، وفي رواية : أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كَانَ إذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، قالَ: فَذَكَرَ بمِثْلِ حَديثِ مُعَاذٍ، عن أَبِيهِ، وَزَادَ معهُنَّ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ [عبدالله بن عباس:صحيح]، وسنتناول في هذا المقال العديد من الأدعية الأخرى، آملين الله النجاة من هذا الكرب[١]
‘);
}
دعاء الوقوع في كرب
يجب على من وقع في هذه المصيبة أو غيرها أن يدعو بالدعاء الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، عن عبد الله بن عباس قال: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ. [عبدالله بن عباس: صحيح][٢].
الحرية
الإنسان بطبيعته يحب الحرية ولا يحب القيود؛ لأن الحرية هي من الأمور الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها أو العيش دونها، فحرمان المرء من حريته وحياته وجعله يقضي مدة معينة سواء أكانت طويلة أم قصيرة داخل مكان واحد، والتخلي عن حياته بأكملها سواء حياة التعليم أو العمل أو العيش من الأسرة من أشد وأقسى العقوبات التي من الممكن مواجهتها في الحياة، وتختلف كيفية العقاب حسب الدستور والقوانين والتشريعات الخاصة بالدولة، باستثناء حكم الإعدام الذي تختلف عليه العديد من الدول من حيث الدستور والقانون والأنظمة المنصوصة، إذ إنّ بعض الدول تنفذ عقوبة الإعدام والبعض الآخر لا ينفذها، ويجب العلم بإن أي عمل مسيء صغيرًا كان أو كبيرًا في حق فرد أو جماعة ويُخل في أمن المجتمع والبلاد تُفرض اتجاهه عقوبة تُقدر بمدة سجن محددة حسب نوع وحجم الجريمة المرتكبة[٣].
السجن
السجن وهو المكان الذي وجد خصيصًا للأشخاص الذين خالفوا القانون، ومخالفات القانون تختلف من جرم إلى جرم، فلكل جريمة عقوبتها وأحكامها حسب الدولة، ويوجد نوعان من المساجين نبينهما فيما يأتي[٤]
- القاصر: لا يوجد عمر محدد وثابت للقاصرين في العالم، وإنما هو قانون يختلف من مكان لآخر، لكن هم غالبًا أطفال دون سن الرابعة عشر عامًا من عمرهم، في حين أن الفئة العمرية تختلف من بلد الى آخر، على سبيل المثال بعض الدول تعد أن عمر الطفل القاصر يتأرجح من عمر عشر سنوات حتى ثلاث عشرة سنة، بينما بعض الدول لا تحدد عمرًا معينًا للقاصرين كمدينة ميشغان وهواي وفلوريا وماري لاند وغيرها الكثير، إذ إن القانون عامةً يحمي الأطفال من السجن في جميع الجرائم عدا جرائم القتل، وفي هذه الحالة فقط يزجّ بهم في مكان يدعى سجن الأحداث، وقد حوكم العديد من الأطفال كبالغين بسبب جرائم القتل، ومنظمة EJI غير الربحية الكائنة في مونتغمري/ ألاباما تعدّ أن الاطفال القاصرين هم من يبلغون من العمر أربعة عشر عامًا أو أقل.
- البالغ: يختلف عمر البالغين من دولة إلى أخرى تمامًا كالقاصرين، إذ يُحسب عمر البالغين بناءً على الدولة ودستورها وقانونها، لكن غالبًا ما يكون في سن الرابعة عشر عامًا وأكثر، لكن بعض الدول لا تحدد سن البالغين أيضًا مثل: بنسلفانيا وشمال كالورينا وغيرها.
مساعدة المسجون
مساعدة المسجون ماديًّا أو معنويًّا قد تفي بالغرض، وتساعده على تجاوز محنته الحقيقية، لذلك يوجد نوعان من المساعدة:
- ماديًّا: للوهلة الأولى وقبل التعمق بالتفكير يظن الإنسان أنه لا يمكنه أن يفعل الخير أبدًا في هذا الصدد، وأنه لا يمكن أن يساعد أي شخص مسجون؛ لأن كل الأمور أصبحت بين يدي القضاء، ولكن هذه الفكرة خاطئة، روح التكافل التي تزرعها الإنسانية في النفوس يمكن أن تكون عونًا في هذا الأمر، إذ إن الشخص المقتدر ماليًّا يمكن أن يكلف محاميًا خبيرًا ومعروفًا بالحنكة والذكاء للدفاع عن المسجون، وبالتالي سيخفف عنه فترة الحكم إن لم يستطع أن يمنحه الحرية الكاملة، كما أن بعض المسجونين تكون قضاياهم متعلقة بحقوق مالية لم يستطيعوا سدادها، وفي مثل هذا الصدد يمكن للغني المقتدر أن يساعد السجين الفقير على سد ديونه ليخرج من سجنه، ويعدها كصدقة حسنة، فيعود إلى أهله سالمًا، لكن بشرط أن يقطع على نفسه عهدًا ألا يعود إلى ما كان عليه أبدًا، وأن يعمل ويجتهد قدر المستطاع ليؤمن رزقه ورزق أبنائه.
- نفسيًّا: عندما يفقد الإنسان حريته وحياته بأكملها، فقد يكون في أسوء مراحل حياته، لذلك يعد الدعم النفسي من أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها، فحين يقع الإنسان في كرب ما مثل السجن يكون بحاجة ماسة إلى أقرب الأشخاص إليه ويحتاج اهتمامهم به، كي لا يصيبه إكتئاب نفسي حاد، مما يؤثر عليه سلبًا في جميع جوانب تفكيره، بل من الممكن أن يؤثر عليه جسديًّا وعقليًّا أيضًا.
إنّ الخضوع لله أحد أهم الأمور وأكثرها راحة للنفس والعقل، والكرب هو امتحان من امتحانات الله لنا في الحياة الدنيا، لذلك يجب علينا النجاح في هذا الامتحان عن طريق الصبر والدعاء المستمر والاستعانة بذكر الله دائمًا، وبعد فك أسر أي سجين بإذن الله يمكنه إعادة حياته كسابق عهدها إن أراد، وأن يكون على يقين أن كل أمر يحدث في هذه الدنيا لسبب معين، بالإضافة إلى الإيمان بالقضاء والقدر[١].
المراجع
- ^أب“الابتلاء لازم.. والصبر واجب”، islamweb، 2017-08-14، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-01. بتصرّف.
- ↑“فضل الصبر على المصيبة”، ar.islamway، 2015-06-18، اطّلع عليه بتاريخ 2019-09-30. بتصرّف.
- ↑“الآثار السلبية لعقوبة السجن”، alwatannews، 2018-07-01، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-01. بتصرّف.
- ↑“Underage Prosecution”، eji، اطّلع عليه بتاريخ 2019-09-26. بتصرّف.