دعاء للميت يوم الجمعة

Share your love

دعاء للميت يوم الجمعة

بواسطة:
محمد شودب
– آخر تحديث:
١٢:٢٦ ، ٣٠ مايو ٢٠١٩
دعاء للميت يوم الجمعة

‘);
}

تعريف الدعاء

الدعاء هو طلب الأدنى من الأعلى، وتكون هذه العلاقة بين العبد وربه، لذلك الدعاء هو أن يطلب البعد ويبتهل لرب العالمين رغبة بما عند الله -سبحانه وتعالى- من الخير والثواب، وهو عبادة من العبادات التي من شأنها أن تقوِّي علاقة العبد بربِّه، فهي قائمة على مبدأ الطلب المباشر من الله تعالى والثقة التامة باستجابة الله الكريم، قال تعالى في سورة غافر: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[١]، وهذا المقال سيسلط الضوء على ما ورد من دعاء للميت يوم الجمعة في الإسلام.

دعاء للميت يوم الجمعة

لقد كثرت الأحاديث النبوية الشريفة التي تناولت أدعية خاصة للميت، وهي أحاديث ذكرت بعض الأدعية التي كان يدعوها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عند وفاة أحد، ولم تحدد هذه الأحاديث دعاء للميت يوم الجمعة بشكل خاص، بل كانت الأدعية الواردة للميت في يوم الجمعة وغير يوم الجمعة، ومن أبرز ما جاء من دعاء للميت يوم الجمعة وغير يوم الجمعة أيضًا:[٢]

‘);
}

  • عن واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- قال: “صلَّى رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- علَى رجلٍ منَ المسلمينَ فأسْمعُه يقولُ: اللَّهمَّ إنَّ فلانَ بنَ فلانٍ في ذِمَّتِك وحبلِ جِوارِك، فَقِهِ من فتنةِ القبرِ وعذابِ النَّارِ وأنتَ أهلُ الوفاءِ والحقِّ، فاغفر لَه وارحمهُ إنَّكَ أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ”[٣].
  • ومما جاء من دعاء للميت يوم الجمعة وغير الجمعة هو ما رواه عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه- قال: “سمِعْتُ النَّبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- وَصَلَّى علَى جِنَازَةٍ، يقولُ: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عنْه وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ القَبْرِ وَعَذَابَ النَّارِ، قالَ عَوْفٌ: فَتَمَنَّيْتُ أَنْ لو كُنْتُ أَنَا المَيِّتَ، لِدُعَاءِ رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- علَى ذلكَ المَيِّتِ”[٤].
  • ومما دعا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- من دعاء للميت يوم الجمعة وغيرها ما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “صلَّى رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- على جِنازةٍ، فقالَ: اللَّهُمَّ اغفِر لحيِّنا وميِّتِنا وصغيرِنا وَكبيرِنا وذَكَرِنا وأنثانا وشاهدِنا وغائبِنا، اللَّهُمَّ مَن أحييتَه منَّا فأحيِهِ علَى الإيمانِ ومَن تَوفَّيتَه مِنَّا فتوفَّهُ على الإسلامِ، اللَّهُمَّ لا تحرِمنا أجرَه ولا تُضِلَّنا بعدَه”[٥].
  • وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنَّه كان إذا صلَّى على جنازةٍ يقولُ: “اللَّهمَّ أنا عبدُك وابنُ عبدِك كان يشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُك ورسولُك وأنتَ أعلَمُ به منِّي، إنْ كان محسنًا فزِدْ في إحسانِه، وإنْ كان مسيئًا فاغفِرْ له، ولا تحرِمْنا أجرَه ولا تفتِنَّا بعدَه”[٦].

فضل الدعاء في الإسلام

يعد ما جاء من حديث عن دعاء للميت يوم الجمعة وغير يوم الجمعة كما جاء عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، جدير بالذكر إنَّ الدعاء في الإسلام عبادة من أعظم العبادات التي حثَّت عليها النصوص الإسلامية في القرآن والسنة، فهو سبب من أسباب الرحمة والمغفرة وهو سبب في تدعيم الصلة بين العبد وربه -تبارك وتعالى- ومن أبرز ما جاء في القرآن والسنة من نصوص دينية تُظهر فضل الدعاء في الإسلام ما يأتي:[٧]

  • قال تعالى في سورة البقرة: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[٨].
  • وفي الصحيح عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: “الدُّعاءُ هو العبادةُ، ثمَّ قرَأ الآيةَ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[٩][١٠].
  • وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “أفضلُ العبادةِ الدعاءُ”[١١].
  • وعن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- قال: إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: “إنَّ ربَّكم تبارَكَ وتعالى حيِيٌّ كريمٌ، يستحيي من عبدِهِ إذا رفعَ يديهِ إليهِ، أن يردَّهُما صِفرًا”[١٢].

الإلحاح في الدعاء

بعد الحديث عما جاء من دعاء للميت يوم الجمعة وفضل الدعاء في الإسلام، لا بدَّ من الحديث عن أنَّه يجب على الإنسان أن يكون ملحًا في الدعاء، فالله تعالى يحب أن يلحَ العبد في طلب حاجته، وعلى الإنسان ألّا يستعجل الإجابة، فيدعو وينتظر ويتذمر، بل عليه أن يدعو الله -سبحانه وتعالى- بقلب موقن بالإجابة، ثمَّ ينتظر ولا يعجل، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَ رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- قال في الحديث: “يُسْتَجابُ لأحَدِكُمْ ما لَمْ يَعْجَلْ، يقولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي”[١٣]، فالإلحاح في الدعاء من أهم أسباب الإجابة، كما على الإنسان أن ينظر إلى أعماله فيصلح ما فسد منها لكي يستجيب الله -تبارك وتعالى- دعاءه، والله تعالى أعلم.[١٤]

أوقات مستحبة للدعاء في الإسلام

ختامًا وبعد الحديث عمَّا ورد من دعاء للميت يوم الجمعة وفضل الدعاء والحديث عن الإلحاح في الدعاء، يمكن القول إنَّ الإسلام حثَّ على الدعاء في أوقات معينة، وهي أوقات يُستجاب فيها دعاء العبد بإذن الله، وفيما يأتي بعض الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء:

  • ليلة القدر: فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: “قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أرأيتَ إن عَلِمْتُ أيُّ لَيلةٍ لَيلةُ القَدرِ ما أقولُ فيها؟ قالَ: قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي”[١٥].
  • الدعاء في جوف الليل: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له”[١٦].
  • الدعاء بين الأذان والإقامة: فقد صحح الألباني ما روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبيِّ -عليه السَّلام- أنَّه قال: “لا يُردُّ الدعاءُ بين الأذانِ والإقامةِ”[١٧].
  • الدعاء عن هوط المطر وعند التحام الصفوف في المعركة: فقد جاء في حديث حسن عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “ثِنتانِ ما تُرَدّانِ: الدُّعاءُ عند النِّداءِ، وتحْتَ المَطَرِ”[١٨].
  • الدعاء في ساعة من الليل: عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- إنَ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: “إنَّ مِنَ اللَّيْلِ ساعَةً، لا يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا، إلَّا أعْطاهُ إيَّاهُ”[١٩].
  • أثناء السجود: فقد صح عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه قال: “أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ”[٢٠].
  • عن سماع صياح الديكة: فقد صحَّ من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ، فإنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا، وإذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا باللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فإنَّه رَأَى شيطَانًا”[٢١].
  • الدعاء ساعة في يوم الجمعة: فقد صحَّ في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “إنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ، لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَا”[٢٢].

المراجع[+]

  1. سورة غافر، آية: 60.
  2. “المأثور من الأدعية للأموات”، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-05-2019. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة ، الصفحة أو الرقم: 1227، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم: 963، صحيح.
  5. رواه الألباني، في صحيح أبي داود ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3201، صحيح.
  6. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3073 ، أخرجه في صحيحه.
  7. “الدعاء “، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-05-2019. بتصرّف.
  8. سورة البقرة، آية: 186.
  9. سورة غافر، آية: 60.
  10. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 890، أخرجه في صحيحه.
  11. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1122، صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح أبي داود ، عن سلمان الفارسي، الصفحة أو الرقم: 1488، صحيح.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6340، صحيح.
  14. “الإلحاح في الدعاء”، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 30-05-2019. بتصرّف.
  15. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3513، صحيح.
  16. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1145، صحيح.
  17. رواه الألباني، في صحيح أبي داود ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 521، صحيح.
  18. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 3078، حسن.
  19. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 757، صحيح.
  20. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 482، صحيح.
  21. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3303، صحيح.
  22. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 935، صحيح.
Source: sotor.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!