دعاء نزول المطر
- ذات صلة
- دعاء الريح والمطر
- دعاء يوم عاشوراء
‘);
}
الدعاء في الإسلام
يحمل الدعاء في طيّاته معاني التذلّل والافتقار لله -عزّ وجلّ- والاعتماد عليه وحُسن الاعتقاد به، ومن هنا يحمل قُدسيّته وسموّ قدره بين العبادات المفروضة والمشروعة في الشريعة الإسلامية، يقول سبحانه: “أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ” [١]، والدعاء في الإسلام يأتي على صنفين، دعاء العبادة والذي يحمل الثناء والحمد لله تعالى، ودعاء المسألة وبه يطرق العبد باب المسألة عند ربه، موقنًا بكرمه وسعة رزقه وعِظم قُدرته، وعلى قدر حُسن الظن بالله واليقين بكمال صفاته تأتي الإجابة، ومن صور أدعية المسألة دعاء نزول المطر الذي يجيب هذا المقال عن ماهيته وحكمه وتفصيلاته.[٢]
فضل الدعاء
ورد في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: “إنَّه مَن لَم يَسألِ اللهَ تعالى يغضبْ عليه” [٣]، وبالاستناد على نص الحديث يرى علماء الشريعة الإسلامية أنّ اللجوء إلى تعالى بالدعاء واجبٌ على كلّ مسلم ومسلمة، والغضب من الله تعالى يطال من لم يدعو الله تعالى بالكليَّة، ومَن لَحقَه غضبُ الله تعالى لَحِقه عذابُه لزومًا، ما لم تأتي أسبابٌ تتبع هذا الغضب، كالاستغفار والعمل الصالح أو فضلٍ من الله تعالى ونحوه.[٤]
‘);
}
يقول -صلى الله عليه وسلم-: “لا يزالُ يستجابُ للعبدِ ما لم يدعُ بإثمٍ أو قطيعةِ رحمٍ، ما لم يَسْتَعْجِلْ، قيل: يا رسولَ اللهِ! ما الاستعجالُ؟ قال يقولُ: قد دعوتُ وقد دعوتُ فلم أرَ يستجيبُ لي، فيستحسرُ عند ذلك، ويدعْ الدعاءَ” [٥]، وكأن هذه ضمانة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووعدًا صادقًا بإجابة دعاء كل من توجّه لربه بالدعاء، وأي أُنسٍ وقوّة وجبرٍ في هذا الوعد الصادق، في الوقت الذي لا يستطيع المرء فيه التيّقن من ديمومة وجود آلهِ وصحبهِ وأحبائهِ وصدق قربهم منه، ففي الدعاء رسالة من الله تعالى لعباده بسرمديّة وأزليّة وجوده، وأنّه وحده سبحانه القريب المجيب الذي لا يكذب وعده ولا يضيّع من استند عليه وألجأ ظهره إليه وتوكّل عليه. [٤]
دعاء نزول المطر
بعض الأحداث في حياة المسلم لها أدعية مخصصة بنصوصٍ وردت باللفظ الدقيق عن النبي -عليه السلام- كدعاء رؤية هلال أول الشهر ودعاء الفِطر ودعاء الاستخارة ودعاء قضاء الحاجة وغيرها، بينما دعاء نزول المطر لا يأخذ حقًّا نفس الشاكلة، إنّما ورد عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنها قالت: “أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كان إذا رأى ناشئًا في أفقِ السماءِ ترك العملَ وإن كان في صلاةٍ ثم يقولُ اللهمَّ إني أعوذُ بك من شرِّها فإنْ مطر قال اللهمَّ صيِّبًا نافعًا”، وفي روايةِ النسائيِّ “سيبًا نافعًا”. [٦][٧]
وقد كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يتبرّك بالمطر حين نزوله ويتعمّد الوقوف تحته حتى تبتل ثيابه ولحيته، عَنْ أنس -رضي الله عنه- قال: “أَصَابَنَا مَطَرٌ وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَخَرَجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَحَسرَ ثَوْبهُ حَتَّى أَصَابَهُ الْمَطَرُ، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ صَنَعْتَ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ”[٨][٩]
فضل دعاء نزول المطر
وأمّا عن استجابة الدعاء، فيجب أن يتعيّن المسلم الفطِن أوقات إجابة الدعاء، كالدعاء في السجود وفي آخر ساعة من يوم الجمعة ودعاء الصائم عند فطره ودعاء ما بين الأذان والإقامة وأيضًا دعاء نزول المطر، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “اطلبوا إجابةَ الدعاءِ عندَ التقاءِ الجيوشِ وإقامةِ الصلاةِ ونزولِ المطر” [١٠]، لذا فالأصل أن يخصص المسلم لنفسه دعاءً لكل وقت من الأوقات المباركة لا يغفل به عن مصالح دنياه وآخرته، كأن يتعيّن لنفسه دعاء الإفطار ودعاء يوم الجمعة ودعاء نزول المطر ودعاء الإقامة، علّه بفضل هذه الأدعية طال ما يصبو إليه من مطامع في الحياة الآخرة ومصالح في دنياه. [١١]
ماذا يقال عند سماع الرعد
كما تمت الإشارة مسبقًا فإنّ الشريعة الإسلامية نظّمت تفاصيل حياة المسلم جميعها -وفقًا لما ورد في مصادر تشريعها، القرآن والسنة-، ويشمل ذلك الأدعية التي خصصتها لبعض الأحداث اليوميّة التي تقتضي الحكمة الربانية أن يُوجَّه تفكير المسلم عندها بالأذكار والأدعية التي تحفظ عليه سلامة معتقده بعدم إسناد المظاهر الكونية -مثلًا- وربطها بالإنسان رغم ضعفه وعجزه، كما شاعت الخرافات حول الخسوف والكسوف ورؤية الشهب والزلازل ورؤية الهلال وسماع الرعد ورؤية البرق، وقد بيّنت الشريعة سبب هذه الأحداث وعدم ارتباطها بأيّ مخلوق إنّما هي أمر الله -عز وجل-.
ومن ذلك ما ورد نصه مُسبقًا في المقال عن دعاء نزول المطر، وكما هي الحال عند الحديث عن دعاء نزول المطر هناك أيضًا دعاء سماع الرعد، فعن عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ -رضي الله عنهما- “أنَّه كان إذا سمِعَ الرَّعدَ تركَ الحديثَ وقال: “سبحان الَّذي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ” [١٢] ثمَّ يقولُ: إنَّ هذا لوعيدٌ شديدٌ لأهلِ الأرضِ”. [١٣][١٤]
المراجع[+]
- ↑{النمل: الآية 62}
- ↑فضائل الدعاء, ، “www.alukah.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 03-11-2018، بتصرّف
- ↑الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 2418، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ^أبفضل الدعاء، وفضل الإكثار منه، والإلحاح على الله فيه, ، “islamqa.info”، اطُّلع عليه بتاريخ 03-11-2018، بتصرّف
- ↑الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 2735، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: ابن القطان، المصدر: أحكام النظر، الصفحة أو الرقم: 422، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑الذكر عند هبوب الريح ونزول المطر, ، “fatwa.islamweb.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 03-11-2018، بتصرّف
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: أبو داود، المصدر: سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 5100، خلاصة حكم المحدث: سكت عنه، التخريج: أخرجه مسلم (898) باختلاف يسير، وأبو داود (5100) واللفظ له
- ↑هدي النبي حال نزول المطر, ، “fatwa.islamweb.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 03-11-2018، بتصرّف
- ↑الراوي: مكحول، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 1469، خلاصة حكم المحدث: حسن لشواهده
- ↑الدعاء عند نزول المطر, ، “fatwa.islamweb.net”، اطُّلع عليه بتاريخ 03-11-2018، بتصرّف
- ↑{الرعد: الآية 13}
- ↑الراوي: -، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الأدب المفرد، الصفحة أو الرقم: 556، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ما يقال عند سماع الرعد ورؤية البرق, ، “binbaz.org.sa”، اطُّلع عليه بتاريخ 03-11-2018، بتصرّف