إن سلوك الإنسان فى الإنفاق يعكس ما نشأ عليه، وما رآه من أفعال والديه، ولهذا فإن التربية الشرائية تبدأ قبل سن المدرسة، وتهدف لأن تؤكد الأم للطفل قيمة المال، وأهمية عدم إنفاقه إلا بمقابل يساويه على الأقل إن لم يكن أكثر قيمة، خاصة أن الإعلانات التجارية التى يشاهدها الأطفال فى سن لا يجيدون فيها الكلام تبدأ فى التأثير على نفوسهم، وتشوقهم لشراء أشياء لا يعرفون عنها إلا إغراءها؛ لذا يجب علينا أن نحصنهم بقوة دفاعية ضد مغريات الإعلانات، وأن نعلمهم الفرق بين الانسياق اللاإرادى لشراء السلعة وبين شرائها بعد التأكد من أربعة حقائق مهمة:
(1) أنها ضرورية لا غنى عنها.
(2) صنفها جيد.
(3) سعرها مناسب.
(4) الكمية المشتراة تناسب الاحتياجات.
فالاهتمام بزرع التعقل فى الإنفاق فى نفوس أطفالنا يجعل القليل فى أيديهم كثيرًا، وقد تجد شخصين أحدهما ثرى له مدخرات، والآخر فقير يستدين ، مع أن لهما نفس الظروف الاجتماعية والاقتصادية ، ولم يرثا شيئًا، ويحصلان على ذات الدخل، ويعولان العدد نفسه من الأفراد فى ظروف متماثلة، ثم يتضح أن الفارق هو ما نسميه سوء التدبير أو حسن التدبير الذى يميز الأسر بعضها عن بعض.
ولذا نلمس أهمية تعليم أولادنا أحكام الشراء، وقواعد الاستهلاك بمجرد أن يعرفوا النقود، كما يجب أيضًا أن ندخل بعض التعديلات على مناهج التعليم، وأن يناقش المدرسون مع الأطفال هذا الموضوع.
ومن ألزم الأمور لنجاح التربية الشرائية أن تكون الأمهات قدوة صالحة لأطفالهن، وأن يقمن بإشراكهم فى جولات التسوق، ومناقشتهم فى الأسعار والأصناف، ولكن مجرد التلقين لا يكفى الطفل، ولكن يجب أن نعتمد عليه فى عمليات شراء محدودة مناسبة مع استمرار التوجيه، ولا بأس أن يحضر كبار الأولاد مناقشات الأبوين فى الأمور المالية الخاصة بالأسرة، ومشكلات الإنفاق، ومشاريع المستقبل بين الحين والآخر، مما يعودهم الإدراك العام للأمور، ويزرع فيهم الثقة بالنفس، ويزودهم بالتعقل والتخطيط.
**قواعد خفض الإنفاق فى الأسواق والبيت:***
ويرشد الأستاذ أحمد جمال الدين فى كتاب “دليل المرأة الذكية لتوفير ميزانية البيت والتغلب على الفراغ” كل امرأة إلى قواعد مجربة، يمكنها إذا اتبعتها أن تخفض مدفوعاتها فى الأسواق بنسبة تصل إلى 10% من هذه القواعد:
(1) إعداد قائمة بالسلع المطلوبة قبل الذهاب إلى السوق، والالتزام بها.
(2) على كل سيدة أن تتسوق بمفردها دون مرافقة صديقاتها ؛ لأن التنافس والتباهى والتقليد يلعب دورًا فى زيادة الشراء، وشراء سلع غير مهمة.
(3) مقاومة إغراء السلع الجذابة، ومقارنة السلع ذات الإنتاج المختلف من الصنف الواحد.
(4) الحذر من شراء أى سلعة لمجرد الحصول عن طريق الصحافة وغيرها على كوبون يتيح الحصول عليها بثمن أرخص ما لم تكن ضرورية ومطلوبة.
(5) عدم شراء الوجبات الجاهزة المغلفة، لأن ثمنها يشمل تكلفة التجهيز والتغليف.
(6) مقارنة فارق المجهود بما يقابله من ثمن فى الأشياء المتطورة، فمثلاً فتاحة العلب الكهربائية لا توفر سوى ثوانٍ مقابل الفتاحة اليدوية وهكذا.
(7) التأكد من شراء كل الاحتياجات فى رحلة شرائية واحدة توفيرًا للجهد والوقت والمال.
(8) الابتعاد عن عادة التجول فى الأسواق ومشاهدة الفترينات والأسعار فى وقت الفراغ؛ لأن ذلك يرفع من القابلية للشراء.
**كيف تخفضين نفقات المشتريات المختلفة***
وعن أسلوب خفض نفقات المشتريات المختلفة ينصحك الأستاذ أحمد جمال الدين:
(1) لا تذهبى للتسوق وأنت واقعة تحت تأثير الغضب أو الاكتئاب، لأنك إن فعلت، فإنك غالبًا ما تتورطين فى شراء أشياء لا تريدينها.
(2) تحديد الكمية الفعلية التى تحتاجها الأسرة، والاستغناء عن بعض السلع الغالية، والاستعاضة عنها بسلع بديلة تحتوى على عناصر غذائية مشابهة.
(3) تجاهلى السلعة فى أوائل الموسم وآخره؛ حيث تكون أسعارها فى ذروتها.
(4) الحرص على عدم فقد أى جزء من الأطعمة سواء بسوء التخزين، أو الطبخ غير الجيد.
(5) استغلال موسم رخص السلعة فى الشراء الوفير للتخزين، تجفيفًا وتخليلاً وتجميدًا وتعليبًا لاستخدامها وقت اختفاء السلعة، أو ارتفاع ثمنها.
(6) اتباع مبدأ الشراء عند الحاجة، وليس الشراء تبعًا للرغبة، وتحديد ما نحتاج إليه فعلاً، وحبذا لو كان ما نشتريه متناسبًا مع قطع لدينا، فيكون لدينا أطقم كثيرة من قطع قليلة، يجب أيضًا وضع تكاليف التنظيف والكى لما نشتريه فى حسابنا، وألا نشترى شيئًا يبلى بسرعة، أو من أقمشة تبهت ألوانها، أو تنكمش مع الغسيل، ففى ذلك إهدار للمال.