يتعرض الأطفال لاضطرابات مرضية وصحية في مختلف مراحلهم العمرية وتحتاج بعض الحالات للتدخل العلاجي بالعقاقير الدوائية التي يتم اختيار الملائم منها لحالة الطفل وضمان عدم حدوث أية مضاعفات جانبية ترافق تناوله للعلاج الدوائي .

عند الحديث عن الإستخدام الآمن للعقاقير الدوائية للاطفال يُوصى بضرورة استشارة الطبيب حول الأعراض التي يعاني منها الطفل لاختيار أفضل علاج سواء باستخدام العقاقير الدوائية أو الاستغناء عنها فبعض الحالات المرضية للأطفال تتطلب الراحة و أخذ السوائل المختلفة ( كالماء، العصائر و الشوربات) فقط وخاصة في حالات العدوى الفيروسية .

لضمان السلامة الدوائية أثناء إعطاء العلاجات الدوائية للطفل لا بد من مراعاة ذوي الطفل للتعليمات التالية :

–  الالتزام بالجرعة المقررة للطفل اذ يتم حساب الجرعة المناسبة للطفل اعتماداً على عمره و وزنه ، لذلك يُوصى بالتقيد بالجرعة التي يحددها  الطبيب أو الصيدلاني و عدم تخطيها لتجنب اصابة الطفل بالتسمم الدوائي اضافة الى الالتزام بالمدة المقررة لتناول الطفل للعلاج فبعض الأدوية تتطلب انهاء العبوة كما في المضادات الحيوية للحصول على الفائدة المرجوة .

– الأدوية التي تباع دون وصفة طبية ليس بالضرورة أن تكون آمنة للأطفال كأدوية السعال و الزكام اذ أصدرت مؤسسة الغذاء و الدواء ( FDA ) تحذيراً بعدم إعطائها للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ستة سنوات بالرغم من إقبال الأبوين على شراء هذه الأدوية من الصيدليات دون استشارة الطبيب أو اعلام الصيدلاني بعمر الطفل .

– لا تعطى أدوية البالغين للأطفال حتى وان كانت بجرعات منخفضة مما يؤكد على ضرورة استشارة الطبيب قبل اعطاء الطفل لأي عقار دوائي اذ أن عملية استقلاب الدواء (عملية التي يتم من خلالها طرح العقار الدوائي خارج الجسم ) تختلف عند الأطفال مقارنة بالبالغين و لذلك قد يتسبب استخدام بعض العلاجات الدوائية المخصصة للبالغين بالتسمم الدوائي عند الطفل .  

تجنب إعطاء الطفل عقار دوائي تم وصفه  لطفل آخر وحتى ان تشابهت الأعراض المرضية وكذلك الحال بالنسبة للبالغين .

– تتوافر الأدوية بأشكال صيدلانية مختلفة كالشراب ، التحاميل ، الكبسولات أو الأقراص ، البخاخات و غيرها ولذلك يُوصى بإعطاء العقار الدوائي  بالطريقة الصحيحة التي يُوصي بها الطبيب  ، وتجدر الاشارة الى ضرورة عدم تناول الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 عام للأقراص أو الكبسولات والاستعاضة عنها بالشراب .

– تلجأ بعض الامهات الى اتباع وسائل مختلفة لتسهيل تناول الطفل للدواء كسحق الدواء أو خلطه بالعصير أو الحليب بالرغم من تناقص فعالية العقار الدوائي باتباع هذه الوسائل ولا بد من استشارة الصيدلاني حول الطريقة المثلى لإعطاء العلاج في حال رفض الطفل له .

التزام الأبوين بشروط حفظ العقاقير الدوائية كما هو مرفق على العبوة المخصصة للدواء اذ ويُوصى عادةً بأن تحفظ في مكان بعيد عن متناول الأطفال ، فبعض الأدوية تشبه الحلوى مما  يثير فضول الطفل لتناولها وزيادة فرصة تعرضه لآثار جانبية غير مرغوب بها وبحسب احصائية منظمة (  safekids.org ) فإن العقاقير الدوائية هي المسبب الرئيسي لاصابة الاطفال بالتسمم , و في كل عام يراجع ما يقارب 67.000 طفل ( أي ما يقارب طفل كل 8 دقائق) قسم الطوارئ بسبب التسمم الدوائي الناجم عن سوء مراقبة الأهل أو عدم الالتزام بحفظها في مكان بعيد عن متناول الأطفال .

–  اذا كان الطفل مصاباً بالعدوى الفيروسية يُحظر اعطاءه الأسبرين لتجنب اصابته بمتلازمة راء ( Reye syndrome  ) التي تهدد حياة الطفل .

– عند إعطاء الطفل العقار الدوائي لأول مرة لا بد من الإنتباه إلى ظهور أعراض فرط الحساسية و وخاصة تلك التي تتركب من البنسيلين ومراجعة الطبيب فوراً و من هذه الأعراض الحكة , الطفح الجلدي ، صعوبة التنفس ، الصفير، تورم الشفاه و اللسان ، احمرار الجلد وتسارع دقات القلب .

* اذا كان الطفل يعاني من حساسية لأي عقار دوائي لا بد من اعلام الطبيب أو الصيدلاني قبل صرف أية وصفة طبية .

– يُوصى باعلام الطبيب أو الصيدلاني عن طبيعية العلاجات الدوائية التي يتناولها الطفل لتجنب التفاعلات الدوائية الغير مرغوب بها .

* في الملخص ننصح الأهل بمراعاة أعلى معايير الدقة قبل إعطاء أي عقار دوائي للطفل والالتزام  باستشارة الطبيب قبل اعطائه أي علاج دوائي .

تحتاج أدوية الأطفال للمزيد من الدراسات و الأبحاث من قبل الجهات المختصة  لمعرفة فعالية ومدى سلامة استخدامها لأاطفال , إذ يُلاحظ في جميع أرجاء العالم استعمال الكثير من العقاقير الدوائية التي لم تخضع لأي دراسة و لم تحصل على ترخيص لاستخدامها للأطفال .

كما يُلاحظ  نقص التركيبات الدوائية الخاصة بالأطفال بالرغم من الحاجة الُملحة لها ، فمثلا و بحسب احصائيات منظمة الصحة العالمية ( WHO ) فإن ثلاثة ملايين طفل دون سن الخامسة يقضون نحبهم كل عام بسبب الإصابة بالإسهال و الالتهاب الرئوي و تشير العديد من الدراسات أن علاج هذه الحالات غير متاح في العديد من الصيدليات والعيادات في العديد من الدول التي تشيع فيها الاصابة بهذه الاضطرابات و تؤكد منظمة الصحة العالمية أنه بالامكان انقاذ حياة الملايين من الأطفال فقط بتحسين فرص الحصول على العلاج المناسب .