دور الصحة النفسية في بناء الشخصية

Share your love

يعد الإنسان هو أساس المجتمع والعامل الرئيسي الذي يقوم عليه بنائه، إذ أن النهضة والتقدم تتم بواسطة الإنسان السوي، وحتى يؤدي الشخص مهامه الاجتماعية بأحسن أداء يجب عليه امتلاك صحة نفسية جيدة، بحيث لا يوجد فيها مشاكل واضطرابات، وهو الأمر الذي يكون له تأثير سلبي على إنجازات الفرد، كما أن الصحة النفسية السليمة تعتبر من عوامل بناء الشخصية، إذ يمكن أن يؤدي وجود اضطراب فيها إلى ظهور بعض السمات الشخصية الغير مرغوب فيها، وفي الغالب يفشل الأفراد المصابون بالاكتئاب، القلق الشديد، أو الغضب في توضيح صفات شخصيتهم العامة، وكذلك فإن الاضطراب النفسي يجعل الشخص غير قادر على التعامل مع ضغوط الحياة، وأيضًا المجالات المهمة التي له دور بها، لذلك فإن امتلاك الفرد الصحة النفسية أو عدم امتلاكه لها يمكنه أن يتحكم في السمات الشخصية له. [1]

أهمية الصحة النفسية للمجتمع

يجب الاهتمام بالصحة النفسية وبالأخص في مراحل الطفولة، إذ أن تلك الفترة هي أساس بناء الشخصية، فيحب على الآباء القيام بذلك على أساس عناصر بناء الشخصية في الإسلام، وذلك لكي تُصبح شخصيات أبنائهم هي الأفضل في المجتمع، كما أنهم حينما يكبرون سوف تؤدي الصحة النفسية الجيدة إلى قيامهم بإنجازات كثيرة في عملهم أو في بعض المهام المجتمعية الأخرى، إلى جانب أن الصحة النفسية لا تكمن علاقتها الوحيدة بالعمل والإنتاج فقط، بل أيضًا في قيام الفرد ببعض النشاطات مثل النشاطات الخيرية أو المجتمعية، بالإضافة إلى أن الشخص يمكنه أن يمر بحالة من الشعور بالقلق أو الإحباط، ولكنه يجب أن يعود إلى اتزانه في فترة قصيرة حتى لا يصل الأمر به إلى الإصابة بمشكلات نفسية وأمراض عقلية. [2]

أهداف الصحة النفسية

الصحة النفسية من العوامل التي لها أهمية كبيرة للفرد والمجتمع، إذ أنها تؤدي إلى الاستقرار، السعادة، والتكامل بين الأفراد، بالإضافة إلى الدور المهم لها في تحديد الأساليب التي يجب أن يتم اتباعها من أجل حل المشكلات الاجتماعية، وذلك لكي لا تؤثر على النمو النفسي السليم للشخص، لذا يمكن توضيح أهداف الصحة النفسية في النقاط الآتية:

  • الصحة النفسية تؤدي إلى إنشاء أشخاص مستقرين، حيث إنه كلما كان الآباء يمتلكون صحة نفسية جيدة كلما كانت فرصة أبنائهم في الحصول على صحة نفسية مستقرة أكبر، لذا يجب عليهم معرفة اثر العبادات في بناء الشخصية الاسلامية، إذ أن الأسرة المتمسكة خارجيًا وداخليًا تعطي المجتمع قوة.
  • استقرار الشخص ذاتيًا، حيث تكون حياته ليس بها مخاوف وتوتر، ويكون دائم الشعور بالهدوء، الأمان الذاتي، والسكينة.
  • تعامل الفرد إيجابيًا مع المشكلات، وجعله قادرًا على القيام بتوازن انفعالاته حينما يكون معرضًا لضغوط في الحياة، كما يستطيع أن يواجه ويتحمل المسؤولية دون الانسحاب أو التهرب.
  • تجعل الشخص قادر على فهم نفسه ومن حوله من أشخاص، كما يمتلك القدرة على ضبط مشاعره، عواطفه، رغباته، وانفعالاته، وكذلك التصرف بطريقة سليمة بدلًا من ردود الفعل السريعة والمتهورة.
  • بالإضافة إلى ذلك، فإن الصحة النفسية لها أهداف مفيدة من الناحية الاقتصادية ومجالات الإنتاج، وأيضًا الوصول إلى التنمية الاجتماعية، إذ أن الشخص حينما يمتلك صحة نفسية يكون قادرًا على استخدام طاقته وكفاءته وتحمل المسؤولية، حيث إن شخصية الفرد عندما تكون متكاملة يصبح هو منتجًا وفعالًا.

تعريف الصحة النفسية للطفل

يتم تعريف الصحة النفسية للطفل بأنها “قدرته على تحقيق أفضل أداء نفسي والرفاهية والحفاظ على كلاهما، وأن له علاقة بالمستوى الذي بلغه والكفاءة التي يحققها في الأداء الاجتماعي والنفسي”، وبالإضافة إلى ذلك تشمل الصحة النفسية للطفل تقدير الذات والإحساس بالهوية، كما تتضمن القدرة على استعمال التحديات التنموية والموارد الثقافية لتحقيق القدر الأكبر من التنمية، إذ أن الصحة النفسية للطفل هي من الشروط اللازمة للنمو السليم، وأيضًا التعلم الفعال، إلى جانب أنه يمكن تحفيزها من خلال تقليل عوامل الخطر وتعزيز عوامل الحماية، وكذلك دور القصة في بناء شخصية الطفل من الأمور الهامة في ذلك الأمر، والجدير بالذكر أن الأطفال لا يتحملون التعليقات السلبية على عكس الأشخاص البالغين لذا يجب الحد منها لكي لا تؤثر على صحتهم النفسية. [3]

بناء الشخصية المتزنة

يوجد مجموعة من الصفات التي يمكن بناء الشخصية المتزنة على أساسها، ولكن ليس من الملزم أن تكون كافة تلك الصفات متواجدة في الشخصية، إذ يمكن أن يتم وصف الفرد بأنه متزن حينما يمتلك البعض منها فقط، ومن أهم هذه السمات التي تساهم في بناء الشخصية المتزنة التالي: [4]

الاحترام

يعد الاحترام من السمات التي يتم ذكرها عند تعريف الشخصية المتزنة، والتي يحصل عليها الشخص من التربية والبيئة التي يعيش فيها، ويمكن وصف الفرد بأنه متزن عندما يملك الاحترام بجميع صوره، إذ أنه صفة تشمل الكثير من العناصر وليس احترام الإنسان لغيره فقط، حيث إن الشخص المتزن يحترم كل ما هو موجود في البيئة مثل الأشجار فلا يقوم بحرقها أو قطعها، كما يحترم الحيوانات ولا يتسبب في أذيتهم.

الصدق

يعتبر الصدق أحد مكارم الأخلاق، كما أنه من السمات التي قليلًا ما يمتلكها شخص، وكذلك فهو له مكانة كبيرة في جميع الأديان والمجتمعات المختلفة، إذ أن له نتائج إيجابية تعود بالنفع على الفرد والمحتمع، حيث إن الشخص المتزن حينما يكون صادق تسعى الناس إلى التعامل معه وتثق به، بالإضافة إلى أن المجتمع الذي يتعدد فيه الأشخاص الصادقين يصبح مكان حضاري ومتقدم، ولذلك يصنف الصدق من أهم العوامل في بناء الشخصية المتزنة.

الولاء

من السمات التي تساعد في بناء الشخصية المتوازنة هي الولاء والولاء من السمات الأخلاقية التي تشير إلى التفاني والإخلاص، وهو يشمل الولاء للعائلة، الأصدقاء، أو العمل، إذ يتم وصف الشخص المتزن بالولاء في كافة مجالات حياته، كما أنه يعطي الكثير من المجهود للعمل، ويقدم أي معلومة أو نصيحة يمكنها أن تفيد زملائه وتؤدي إلى تحسن العمل، بالإضافة إلى ولائه لعائلته ومساعدتهم عند الحاجة له، إلى جانب أن الشخص المتزن يصبح في غاية الإخلاص لشريك حياته وأصدقائه.

تحمل المسؤولية

من أبرز السمات التي يمتلكها الشخص المتزن هي تحمل المسؤولية، إذ أن المسؤولية عبارة عن صفة عامة تحتوي على مسؤولية اجتماعية مثل المحافظة على الممتلكات العامة وعدم إهمالها، ومسؤولية وظيفية مثل تأدية العمل الخاص بالمؤسسة وكأنها المؤسسة الخاصة به، فيقوم بإتمام عمله على أكمل وجه، لذا الشخص المتزن يتحمل المسؤولية في جميع مجالات الحياة المختلفة وليس من الناحية العملية أو الاجتماعية فقط.

Source: almrsal.com
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!