د. زينب صالح الأشوح تحرك المياه الراكدة

د زينب صالح الأشوح تحرك المياه الراكدة - 15 مجالا للعمل النسائي المنزلي والبقية تأتي- نعم عمل المرأة وراء تراجع دور الرجل الاقتصادي- أمي ربت ورعت وحاورت وأبي وضع كل هذا في إطاره الشرعيـــــــنشأتها في حي يحمل عبق التاريخ والأصالة الإسلامية وكونها امرأة انعكس على اختياراتها العلمية والمهنية فتخصصت في الاقتص

– 15 مجالا للعمل النسائي المنزلي .. والبقية تأتي
– نعم عمل المرأة وراء تراجع دور الرجل الاقتصادي
– أمي ربت ورعت وحاورت… وأبي وضع كل هذا في إطاره الشرعي
size=3>
ـــــــ
نشأتها في حي يحمل عبق التاريخ والأصالة الإسلامية وكونها امرأة انعكس على اختياراتها العلمية والمهنية فتخصصت في الاقتصاد الإسلامي واهتمت بالعمالة النسائية والدور الاقتصادي للمرأة واقتصاديات الأسرة كما حللت الاقتصاد الوضعي مقارنة بالاقتصاد الإسلامي لتؤكد تفرد الأخير وواقعيته.
ورغم أنها أستاذة جامعية تعمل خارج بيتها فقد أجرت كثيرًا من الأبحاث عن عمل المرأة المنزلي وجدواه الاقتصادية وأصلت للعمالة النسائية داخل البيوت.
هي د. زينب صالح الأشوح – أستاذة الاقتصاد بجامعة الأزهر – الباحثة المسلمة الدؤوب التي أثرت المكتبة الإسلامية بدراسات اقتصادية متميزة وحواري معها طرق خفيف على كثير من القضايا وعلامات الاستفهام.
وإجاباتها عن أسلئتي تفتح الباب لمزيد من التساؤلات في مجال شائك يحتاج إلى المزيد من التأصيل والوعي والتطبيق الواقعي.
وبين ظروف النشأة وقضايا التخصص تنقل حواري مع د. زينب بين العديد من التساؤلات.

تكامل قويsize=3>
– إلى أي مدي لعبت التنشئة الاجتماعية دورها في تكوين شخصيتك الإسلامية ؟size=3>
– لقد و لدت في حي السيدة زينب عام 1949 وكنت الثانية بين سبعة أشقاء وقد تربيت تربية أعتز بها ؛ تربية متدينة جادة ونموذجية حرص فيها والدي على تدريبي على الصلاة منذ الصغر وتعليمي القيم والمبادئ الإسلامية أما أمي فقد كانت مثقفة حرصت على رعايتنا وتلبية رغباتنا.
ومازلت أذكر مبادئ رباني عليها والدي منذ الصغر منها: لا تنحني أمام من تربينه حتى ولو رفض مبادئك فسوف يأتي اليوم الذي يقدر فيه هذه المبادئ ويدافع عنها.
وقد تجلي هذا المبدأ عمليًا في موقفي من الحجاب وتشددي في عدم ارتدائه خلال سنوات الجامعة برغم إلحاح والدي علي ومحاولاته المتعددة لإلزامي به بالتشجيع والإقناع وحتى العقاب ولكنني ارتديته بعد ذلك طواعية.
أما المبدأ الثاني فكان الصبر وعدم اليأس وكنت أشعر بتكامل قوي بين دور أبي وأمي في تربيتنا فكانت أمي تستخدم وعيها وثقافتها في رعايتنا فكريًا وثقافيًا وغذائيًا وأخلاقيًا وكان والدي يضع كل هذا في الإطار الشرعي.
– في رأيك الاستثمار الأمثل بعيدًا عن المال هو التربية السوية ؟size=3>
– الأخلاق الحسنة بلا شك هي الاستثمار الأمثل ، لذا فقد حرص الإسلام على استثمار هذه القيمة ببث القيم الأخلاقية الحسنة في أبنائنا منذ لحظة الولادة وذلك بالأذان في أذن الطفل عند ولادته.
ومنهج الإسلام في ذاته منهج استثماري يحرص على تحقيق أعلى فائدة ليس في الدنيا فحسب بل في الآخرة أيضاً فهو يسأل المرء عن أربع: عن عمره عن ماله عن شبابه وعن علمه.
وتنطوي مرحلة الشباب تحديدًا على قمة الإنتاجية ومن ثم لابد أن تستثمر طاقة الشباب الاستثمار الأمثل.
– وكيف يكون ذلك ؟size=3>
– بالتوحيد والفهم والصحيح للإسلام بالتعليم بالتغذية الصحية بتوجيه السلوك بحماية العقل من المواد الضارة ، فالإنسان هدف وعنصر إنتاجي إذ إنه يتحمل الأمانة على الأرض.
– هل يسهل هذا الاستثمار كلما كان عدد السكان أقل مما يعطي كل فرد نصيباً أكثر من الموارد خاصة أن هناك أصواتًا تعلو بالدعوة إلى الحد من النسل لمواجهة ندرة هذه الموارد ؟size=3>
– الاقتصاد الوضعي يقوم أساساً على أن هناك مشكلة ندرة في الموارد بالنسبة للاحتياجات ، أما الاقتصاد الإسلامي فيرى أنه ليس هناك ندرة في الموارد على الإطلاق بل إن أمر استثمار هذه الموارد لتغطية الاحتياجات المتزايدة يتوقف على علم الإنسان وعمله وأيضًا إيمانه بأن ظهور الفساد في البر والبحر مردُّه إلى ما كسبت أيدي الناس {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض }(الأعراف/96).
فعندما يزيد السكان يزيد عملهم فتزيد الموارد المكتشفة وتنتج فرصًا معرفية أكثر تنوعاً وكذلك فرص عمل ، وكلما زاد السكان زادت القدرات وتنوعت وتكونت علوم جديدة.
وقد أثبتت التجارب أن الإنسان عندما اكتشف الفحم لم يكن يعرف البترول وعندما اكتشف البترول لم يكن يعرف الطاقة الشمسية واليوم تتعالى الصرخات محذرة.. الطاقة بدأت تنذر بالنفاد.
ولكن ينبغي الحذر من مؤامرات الغرب في استنزاف عقول أبنائنا وتفريغ أرضنا من الطاقات البشرية المتميزة واستثمارها لصالحه.

المرأة مسؤولةsize=3>
– المجتمع يعاني من العجز عن تخطيط اقتصاده فماذا عن الأسرة وميزانيتها ؟size=3>
– هناك عدد من المعايير والعناصر التي لابد أن تغلف أي ميزانية أهمها: الصدق وعدم التبذير وعدم التقتير ثم الادخار وإعداد الميزانية ، تقوم ربة البيت بتقسيمها إلى بنود ثابتة مثل: إيجار الشقة وبنود شبه ثابتة مثل: فواتير الكهرباء والماء وبنود غير ثابتة مثل: المواصلات بند احتياطي: المرض ، الهدايا.
وهناك بعض المحاذير التي يجب مراعاتها في إعداد الميزانية:
– عدم التورط في الهدايا والمناسبات وعدم المغالاة في قيمتها.
– تقليل استهلاك الكهرباء والماء والهاتف في حدود الضروريات.
– الاهتمام ببند الاحتياطي لأهميته القصوى.

–  ما هي الصورة التطبيقية المثلى للاقتصاد الإسلامي والتي تتمني تحقيقها?size=3>
– التعليم الإسلامي ، البنوك الإسلامية ، العملة الموحدة ، ثلاث ركائز للاقتصاد الإسلامي الذي يحقق التكتل ويترجم مفهوم الأمة الإسلامية الموحدة ذات الهوية المستقلة ويحفظ لها أموالها وكرامتها.
–  بعض الرجال تخلوا عن تحمل مسئولياتهم وأدوارهم الأسرية فهل المرأة مسئولة عن ذلك?size=3>
– نعم فنتيجة المبالغة في مطالبتها بالمساواة بالرجل أخذت المرأة من الرجل الكثير من حقوقه التي آثره الله وحده بها فأصابه إحباط أدى به إلى الانسحاب المؤقت أو الدائم قصير المدى أو طويل المدى من العديد من الميادين وتركها للمرأة ومن ثم قلبت الموازين في بعض الأسر واختلطت الأدوار واختل نظام الأسرة ، إذ تلهث المرأة في الخارج لتدبير احتياجات البيت بينما الزوج يجلس في المنزل أو في المقهى.

حل إيجابيsize=3>
– ما أهم النتائج التي توصلت إليها في دراساتك حول النشاط النسائي المنزلي ودلالته في تنمية الاقتصاد القومي ؟size=3>
– لقد توصلت من هذه الدراسات إلى أنه على الرغم من الاهتمام المتزايد بقضايا المرأة بوجه عام وبإعطائها حقوقاً مطلقة في العمالة والتشغيل فإن بعض الآثار السلبية لعمل المرأة خارج المنزل أدت إلى تعالي الصيحات التي تطالب بعودة المرأة إلى قواعدها الأصلية والاهتمام بالعمل من داخل المنزل فالعمل الاقتصادي من داخل المنزل يعد وسيلة فعالة وحلاً إيجابياً لقضية العمالة النسائية خاصة إذا كان العمل يمكن أداؤه داخل المنزل ، والمرأة إذ تشغلها اهتمامات كثيرة يمكنها العمل من داخل منزلها في الأوقات التي تحددها هي بشرط ألا يتعارض نوع المنتج أو النشاط الاقتصادي مع أحكام الشرع فمثلا لا يجوز لها تعبئة الخمور أو تغليفها أو غيرها من الأنشطة المخلة.
وعموماً فالدول الأوروبية لديها تجارب فعلية وناجحة للإنتاج النسائي من داخل المنزل ويحظى هذا النوع من العمل النسائي باهتمام العديد من الدول المتقدمة والآخذة في النمو مثل: اليابان والصين والهند كما يلعب دورًا ملموساً في شكله المتطور داخل الاقتصاد الأمريكي بالذات ويمثل 10% من إجمالي الاقتصاد الأمريكي إذ إن حوالي 26 مليون أمريكي يسهمون الآن بالإنتاج من داخل المنزل.

– هل هناك أمثلة لأنشطة العمالة النسائية المنزلية في الدول العربية؟size=3>
– بالطبع فهناك أنشطة اقتصادية متعددة مقبولة وجائزة شرعاً وقانوناً لهذه العمالة في البلاد العربية منها: أعمال الترجمة باللغات المختلفة دروس الكمبيوتر والآلة الحاسبة الدروس الدينية وتحفيظ القرآن الحضانة دروس الطهي وفن التعامل ودروس التقوية للطالبات تقديم الخدمات التسويقية لربة المنزل من سباكة وكهرباء وأدوية وتمريض إعادة تصنيع المهملات الخياطة تصفيف الشعر وإعداد العرائس التمرينات الرياضية للنساء البيع والتجارة باستخدام الكمبيوتر أو الإنترنت أو البريد كما يمكن للمنزل أن يكون مصنعاً للصابون والشامبو والكريمات والملابس الجاهزة الراقية ومنتجات الألبان ومصنعات اللحوم والطهي بشكل عام.

الخطر الأخضرsize=3>
– يتسم الجيل الحالي بالتمرد وعدم الرضا بحالهم في ظل إمكانات الأسرة بماذا تفسرين ذلك? وما السبيل إلى شباب جاد مسئول اقتصاديًا ؟size=3>
– العولمة كما هي على المستوي العالمي هي أيضًا على مستوي المجتمع المحلي ، فليس هناك بيت مغلق على نفسه أو ليس فيه صحيفة أو تليفزيون ، فالشاب يطلع من خلال أجهزة الإعلام ووسائله المختلفة على ما يدور في العالم ماذا يأكل الآخرون ؟ ماذا يلبسون ؟ كيف يتزوجون ؟ وكم ينفقون؟ ولاشك أن هذا الانفتاح يدفع الشباب إلى الوقوع في مأزق الطموحات اللامتناهية والتي تفوق إمكاناتهم بكثير مما يصيبهم بإحباط ينتهي بهم إلى التمرد أو الضياع.
فالخلل الذي نراه ونلمسه في حياة شبابنا هو مسئولية الكبار في المقام الأول: الأسرة ، المعلم ، الإعلام، مؤسسات الدولة والهيئات ، والمنظمات العالمية.

– السوق العربية والإسلامية قضية مطروحة في كل المؤتمرات لكنها مازالت نظرية أو حلماً .. فلماذا ؟size=3>
– لأن الدول الإسلامية والعربية غير صالحة وغير مهيأة لتطبيق الإسلام في صورته الصحيحة كما أن الإسلام مستهدف أصلاً ، وقد أعلنها الغرب “لقد تخلصنا من الخطر الأحمر وبقي الخطر الأخضر” ويقصد به الإسلام.
والناتج: شعارات وتراكمات نظرية دون أي إنجازات عملية حتى هذه الشعارات والتراكمات تبدو في ثوب عربي وحتى البنوك الإسلامية لا تتعامل بعملة واحدة.
فإذا كنا جادين حقاً في السعي نحو الوحدة فعلينا بالعودة إلى القرآن والسنة معرفة وتطبيقاً عملياً في كل نواحي حياتنا بما فيها البعد الاقتصادي.

– هل ترين المقاطعة الشعبية للبضائع والمنتجات الإسرائيلية والأمريكية مجدية على المدى البعيد، وما هو دور المرأة والأسرة فيها ؟size=3>
– المقاطعة سلاح فعال وأنا أنفذها بدقة وأدعو الآخرين لتطبيقها وبخاصة على المستوى الشعبي أو الفردي ، من منطلق ” أعطني قرشاً لكي أمارس حقوقي السياسية والاجتماعية” ومفهوم القرش هنا ليس نقدياً فحسب ، فالقرش الاقتصادي يعني رفاهيتي كإنسان وحقي الأساس في الحياة.
وقد طبقت المقاطعة تلقائياً من قبل الشعب المصري المتحمس لإخوانه ومعاناتهم في فلسطين ، فالكل يقاطع حتى الأطفال ، حتى إن كثيراً من السلع الأمريكية والإسرائيلية قد تأثرت بقوة وانخفضت مبيعاتها بشكل ملحوظ بعد شهور محدودة من تطبيق المقاطعة مما يؤكد جدوى المقاطعة وفعاليتها على المدى البعيد.
ومن ثم فأنا أطالب الجاليات العربية الموجودة في الدول الغربية بمقاطعة المنتجات نفسها ، فإن مثل هذا الموقف سيكون له مردود فعال ومؤثر بخاصة في مثل هذه الظروف وإن كنت أرى أن المقاطعة على المستوي الرسمي أقل فعالية بل تضر باقتصادنا الوطني لأننا نحصل على منح مشروطة من الدول المانحة وفي مقدمتها أمريكا مما يجعل من الصعب تطبيق المقاطعة على المستوي الرسمي .
ـــــــ
د. زينب صالح الأشوحsize=3>
بكالوريوس تجارة 1973 كلية البنات الإسلامية – جامعة الأزهر.
– ماجستير اقتصاد 1980 كلية التجارة (بنات) – جامعة الأزهر حول موضوع (دور الفوائض البترولية العربية في تحقيق التنمية الاقتصادية في مصر).
– دكتوراه اقتصاد 1990 جامعة ويلز (بريطانيا) عن (أثر الحالة الاقتصادية والاجتماعية للأمهات على الحالة الغذائية للأطفال دون سن الدراسة في مصر).
الوظيفة الحالية: أستاذة مساعدة بقسم الاقتصاد كلية التجارة جامعة الأزهر بنات.
نشاطها العلمي:
شاركت بالحضور والأبحاث في عدد من المؤتمرات والندوات المحلية والدولية في مجال تحديث الخبرة والمعرفة الاقتصادية وتطبيقاتها العملية.
أهم مؤلفاتها:
– الاقتصاد التطبيقي بين المجالات العلمية المختلفة1994.
– الاقتصاد الوضعي والاقتصاد الإسلامي.. نظرة تاريخية مقارنة 1998 .
فضلاً عن عدد من الدراسات والأبحاث المنشورة حول الاقتصاد الإسلامي والتنمية البشرية والاجتماعية منها:
– دور النشاط الاقتصادي المنزلي في تحقيق الضوابط الشرعية والقانونية للعمالة النسائية مجلة الجامعة الإسلامية 2000م.
– الهيكل النسائي للعمالة في مصر وأثره على عمالة الرجال مجلة النهضة الإدارية يناير 1995.
– الإنتاج داخل المنزل في بعض الدول الأجنبية مجلة البحوث الإدارية 1998م.
– الأهمية الاقتصادية والاجتماعية للصدقات التطوعية مجلة مركز صالح كامل 1999

Source: islamweb.net

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *