رحلة العمر

رحلة العمر الحمد لله الذي افترض حج بيته الحرام على عباده فشدوا إليه رحالا ودعاهم لقربه فما استبعدوا في حبه بعيدا ولا استهولوا أهوالا وفارقوا في حبه ورضاه أهلا ومالا ورفرفت قلوبهم تنشر أشواقا وتطوي رمالا روح دعاها للوصال حبيبهافسعت إليه تطيعه وتجيبه يا مدعي صدق المحبة هكذافعل الحبيب إذا دعاه حبيبه والصلا

Share your love

رحلة العمر

الحمد لله الذي افترض حج بيته الحرام على عباده ، فشدوا إليه رحالا ، ودعاهم لقربه فما استبعدوا في حبه بعيدا ولا استهولوا أهوالا ، وفارقوا في حبه ورضاه أهلا ومالا ، ورفرفت قلوبهم تنشر أشواقا وتطوي رمالا:size=3>size=3>

روح دعاها للوصال حبيبُها                    فسعت إليه تطيعه وتجيبهُsize=3>size=3>

يا مُدَّعي صدقَ المحبة هكذا                    فعلُ الحبيب إذا دعاه حبيبهُsize=3>size=3>

والصلاة والسلام على نبي الرحمة ، وسيد ولد آدم محمد عبد الله ورسوله.size=3>size=3>

أما بعد:size=3>size=3>

فإن الحج من بين أركان الإسلام ومبانيه عبادة العمر ، وختام الأمر ، وتمام الإسلام ، وكمال الدين ، فيه نزل قول الله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناًsize=3>)(المائدة: من الآية3).size=3>size=3>

إنه الحج رحلة العمر ، وكيف لا تكون كذلك وهي رحلة إلى خير البقاع وأحبها إلى الله تعالى ؛ فحين أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة التفت إليها مخاطبا: ” والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله ” .size=3>size=3>

إنها أرض الحجاز مهبط الوحي ومهوى أفئدة الموحدين:size=3>size=3>

أرضَ الحجاز إليك ألف تحية                  خير البقاع وأبهج الروضاتsize=3>size=3>

يا قبلتي عصف الحنين بمهجتي                كيف السبيل وِريحُ شوقيَ عاتيsize=3>size=3>

فعسى إله العرش يكشف كربتي                وإليه أرفع خالص الدعواتsize=3>size=3>

رَبَّاه ذا الإنعام أنت المُرتَجَى                    فامنن بحج البيت قبل مماتِsize=3>size=3>

إنهارحلة إلى الله في دار الدنيا تريك آثار الجنة ، ومواطىء أقدام الخليلين ، وإنا لأيام تري المسلم أصله العريق الضارب في أعماق الزمن منذ أبيه إبراهيم الخليل عليه السلام:size=3>size=3>

هنا أُمرِّغُ خدي صَبوةً وجَوىً        فتهتف الحُور بُشرى خدِّك التَّرِبِsize=3>size=3>

فإن رأيت دموعي أنبتتحجرا       فتلك مني دموعُ الفرحةِ العجبsize=3>size=3>

هنا بمكة آيُ الله قد نزلت            هنا تربى رسولُ الله خير نبيsize=3>size=3>

هنا الصحابة عاشواsize=3>
يصنعون لنا     مجدًا فريدًا على الأيام لم يَشِبِsize=3>size=3>

إنها رحلة العمر التي يشتاق إلها كل مؤمن ، كيف لا وهناك الكعبة بيت الله الذي هو أول بيت وضع للناس : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَsize=3>) (آل عمران:96).size=3>size=3>

كيف لا وهناك الحجر الأسود حجر من الجنة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم؟size=3>size=3>

هناك الركن اليماني ومقام إبراهيم ياقوتتان من يواقيت الجنة طمس الله نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب وقد ثبت بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.size=3>size=3>

هناك زمزم طعام الطعم وشفاء السقم التي يتضلع منها المؤمنون ولا يطيق التضلع منها المنافقون:size=3>size=3>

خذوني خذوني إلى المسجد         خذوني إلى الحجر الأسودsize=3>size=3>

خذوني إلى زمزمعلَّها              تبرد من جوفيَ الموقدsize=3>size=3>

خذوني لأستار بيت الإله            أشد به في ابتهاليديsize=3>size=3>

دعوني أحط على بابه               ثقال الدموع وأستنفدsize=3>size=3>

فإني أحيا علىلطفه                وإن يأتني الموت أستشهدsize=3>size=3>

إنها رحلة العمر التي يقود فيها الحاج الكون إلى خالقه ومالكه وباريه ، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من شجر أو حجر أو مدر  ، حتى تنقطع الأرض من ههنا وههناsize=3>”. وأشار صلى الله عليه وسلم عن يمينه وشماله.size=3>size=3>

إنها رحلة العمر لأن العبد يرجع منها وقد غفرت ذنوبه وحطت عنه خطاياه، قال صلى الله عليه وسلم: ” من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمهsize=3>”.size=3>size=3>

وقال:” تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضةsize=3>”.size=3>size=3>

وحين جاءه عمرو بن العاص رضي الله عنه مسلما مبايعا فقال: أشترط أن يغفر لي ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ” أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله ، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها ، وأن الحج يهدم ما كان قبلهsize=3> ” .size=3>size=3>

إنها رحلة العمر لأن العبد إن أحسن فيها وكان حجه مبرورا كتب من أهل الجنة ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : ” والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنةsize=3>”.size=3>size=3>

فلله ما أحلاها رحلة تؤدي بك إلى السبق لقرع أبواب الجنة!!.size=3>size=3>

فلماذا لا يبادر العبد قبل الشواغل والعوارض؟ألا يعلم انه منذ يخرج في هذه الرحلة المباركة إلى أن يعود أنه في حفظ الله ورعايته ؟لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” ثلاث في ضمان الله : رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله ، ورجل خرج غازيا في سبيل الله ، ورجل خرج حاجاsize=3>”.size=3>size=3>

إن من يخرج في هذه الرحلة المباركة إنما ينزل ضيفا على الله الكريم سبحانه وتعالى ، وهناك تجاب دعوته وتغفر زلته وتكفر خطيئته :” الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله ، دعاهم فأجابوه ، وسألوه فأعطاهمsize=3>”.size=3>size=3>

إنه حين يحرم فيلبي ويكبر ويهلل فإنه يُبشر بجنة عرضها السموات والأرض ، وقد جاءت هذه البشارة على لسان الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم حين قال: ” ما أهل مُهلٌ قط ، ولا كبّر مكبر قط إلا بُشر بالجنةsize=3>”.size=3>size=3>

فهيا أيها الحبيب إلى جهاد لا شوكة فيه هيا إلى رحلة العمر لعل الله تعالى يقبلنا في الصالحين.size=3>size=3>

Source: islamweb.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!