تعتبر كل حالة صدمة على الجمجمة سواء خفيفة أو قوية هي حالة رض على الرأس عند الطفل، ولا يشترط بالضرورة أن تكون هذه الضربة قوية حتى تأخذ على محمل الجد، و هي تتراوح بين الرض السطحي الخفيف حتى الرض مع جرح سطحي، أو مع كسر في عظام الجمجمة، وحتى النزف داخل الدماغ

للمزيد: سلامة أطفالنا مسؤوليتنا

الظروف التي يحدث فيها رض الرأس

تكثر رضوض الرأس لدى الذكور بمرتين أكثر من الإناث، وخاصة في المراحل التالية من سن الطفل:

  • بدء المشي (بعد السنة الاولى)، وهو أكثر سن يحدث فيه السقوط.
  • في سن 4 سنوات فما بعد، وذلك بسبب بدء نشاط الطفل الفيزيائي وحبه لممارسة الرياضة وركوب الدراجة.
  • عند الرضع الصغار قبل سن المشي عندما يسقط الطفل من على سرير الوالدين غير المحمي أو من على سريره وتعتبر حالات قليلة تلاحظ.
  • سقوط الطفل الرضيع من على طاولة غيار الفوط بسبب تركه بمفرده دون رقابة ولو لثواني.
  • سقوط الطفل الرضيع عند حمل الطفل الأكبر له.
  • السقوط في المدرسة بسبب التدافع و المزاح.
  • السقوط خلال المراهقة بسبب اللعب بعنف أو خلال الرياضة خاصة الدراجات العادية والنارية دون ارتداء الخوذة الواقية.
  • حوادث السيارات.

لحسن الحظ فإن أكثر حالات ضربات الرأس عند الأطفال هي حالات سليمة وعابرة، و يشفى منها أكثر الأطفال دون مشاكل.

للمزيد: متى يمشي الطفل؟

أعراض تلقي الطفل لضربة على الرأس

تكتشف أكثر ضربات الرأس من خلال قصة الطفل، ومشاهدة ومعرفة ما حدث معه.
في بعض الحالات التي يكون من الصعب فيها مراقبة الطفل، مثل:

  • عدم قدرة الطفل على التعبير (مثل بدء المشي).
  • عند المراهقين (محاولة إخفاء ما حدث).

لا بد من التفتيش عن العلامات التي تثير الشبهة برض الرأس ومن أهمها:

أعراض ضربة الرأس الخفيفة

  • الصداع.
  • ميل خفيف للنوم وتعب.
  • انزعاج الطفل من الضوء والضجة.
  • وجود علامات جلدية على جلد الرأس مثل: بقع زرقاء، أو التسحج والجرح السطحي، أو الجرح العميق.
  • وجود تورم طري تحت الجلد وهو عبارة عن نزف دموي أو تجمع سوائل.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • تغير سلوك الطفل وتصرفاته كالتركيز، والذاكرة، ونمط النوم.
  • فقدان الطفل لتوازنه عند المشي.
  • سماع طنين في الأذن، وتغير طعم الأكل عنده، وتشوش النظر.

أعراض ضربة الرأس المتوسطة أو الشديدة

في هذه الحالة يجب إسعاف الطفل فوراً ونقله الى أقرب مركز طبي، وتكون الأعراض كالتالي:

  • العلامات السابقة نتيجة الضربة الخفيفة.
  • فقدان الوعي.
  • صداع شديد مستمر.
  • غثيان وتقيؤ متكررين.
  • فقدان للذاكرة القريبة (عدم تذكر الحادث وما قبله).
  • تلعثم الكلام.
  • اضطراب المشي.
  • ضعف في استعمال أحد الأطراف الأربعة.
  • التعرق.
  • شحوب (اصفرار) لون الطفل.
  • التشنجات.
  • تهيج الطفل وتغير سلوكه وتصرفاته.
  • سيلان الدم أو سائل أصفر من الأنف أو الأذن.
  • عدم تناظر حدقتي الطفل.
  • وجود جرح كبير أو تهتك في فروة الرأس.
  • حدوث النزف الغزير من الرأس.
  • دخول جسم غريب في الرأس (يشاهد ذلك في حوادث الاصطدام: قطعة من دراجة، قصعة معدنية).

أعراض الضربات الشديدة والخطيرة قد يدخل الطفل بحالة غيبوبة تامة.

للمزيد: كيف تتعامل مع طفلك العنيد

إسعاف الطفل بعد السقوط على الرأس أو بعد ضربة الرأس

أولاً: إذا كان الطفل واعياً

تأكد أولاً من بقاء الطفل بحالة الوعي، وذلك عن طريق:

  • توجيه بعض الأسئلة البسيطة له دون تحريكه.
  • أول طلب منه ألا يتحرك.
  • سؤاله إذا كان يتذكر ما حدث.
  • قدرة الطفل على سرد ما حدث له تدل على سلامة الوعي حتى لحظة السؤال.
  • أما إذا قال الطفل أنه لا يتذكر ما حدث فهذا يدل على رض قوي في الرأس ويجب طلب المشورة الطبية.

تأكد من إدراك الطفل

  • اطلب من الطفل أن يفتح ويغلق عينيه.
  • اطلب منه أن يسلم عليك باليد ويشد على يديك.

التصرف الصحيح في حال الحوادث

  • إذا كانت الحالة بسبب حادث هام مثل السقوط من على الدراجة مثلاً، فيجب عدم تحريك رأس الطفل.
  • هنا ينبغي تثبيت الطفل وعنقه فوراً بكلتا يديك بنفس المحور الذي هما عليه.
  • في هذه الأثناء يجب أن يقوم غيرك بطلب الإسعاف.
  • هدف التثبيت هو منع تأذي النخاع الشوكي الرقبي بأي كسر محتمل في الفقرات الرقبية.
  • أي تأذي للنخاع الرقبي قد يسبب الشلل الدائم للطفل.
  • في حال وجود جرح نازف اطلب من شخص آخر الضغط على الجرح بقماش نظيف لوقف النزف ريثما تصل المساعدة الطبية المتخصصة.
  • إذا كانت الحالة ضربة بسيطة على الرأس فقط مع جرح نازف، قم بالضغط على مكان النزف ريثما يتم إسعاف الطفل.

للمزيد: الإسعافات الأولية

ثانياً: إذا كان الطفل فاقداً الوعي

  • تأكد من تنفس الطفل.
  • في حال وجود التنفس الطبيعي، تأكد من عدم وجود رض على العمود الفقري.
  • لا تحرك الطفل إذا شككت بذلك.
  • في غياب رض الفقرات قم بوضع الطفل بوضع الأمان (بحيث يكون الطفل مستلقياً على ظهره ورأسه مائل للجنب).
  • اتصل بالإسعاف.
  • اضغط على الجروح النازفة بقماش نظيف.
  • في حال عدم وجود تنفس عند الطفل عليك البدء بالإنعاش القلبي الرئوي.

مضاعفات ضربة الرأس أو السقوط على الرأس

لحسن الحظ أنه في أكثر الحالات تكون الحالة بسيطة وعابرة وتمر بسلام دون مشاكل وقد يشكو الطفل من صداع بسيط و تقيؤ لمرة أو مرتين.

  • تترافق بعض الحالات مع نزف تحت جلد الرأس وهو لا يحتاج لعلاج ويزول لوحده خلال أسابيع.
  • تترافق بعض الحالات مع جرح قاطع ونزف ويعود تقييم الحالة للطبيب.
  • تترافق بعض الحالات مع كسر في أحد عظام الجمجمة، ومنها:
  1. كسور خطية: هي الأكثر حدوثاً ولا تحتاج للعلاج وتشفى لوحدها ويتم التركيز على الإصابات الأخرى المرافقة للكسر أكثر من الكسر نفسه.
  2. الكسر المنخسف: وهو الذي قد يحدث مع سلامة الجلد فوق الكسر.
  3. الكسر المفتت: وهو الذي قد يترافق مع تأذي دماغي.
  4. كسر قاعدة الجمجمة: قد يترافق كسر قاعدة الجمجمة مع تكدم حول العين و خلف الأذن وقد يترافق مع سيلان سائل اصفر من الأذن، وهو السائل الدماغي الشوكي المحيط بالدماغ، وكسر قاعدة الجمجمة يحتاج لمراقبة دقيقة خوفاً من تطور التهاب السحايا.

تترافق الحالات الشديدة كلاً مما يلي:

  •  ارتجاج الدماغ (بالإنجليزية: concussion)، وارتجاج الدماغ هو أذية دماغية خفيفة معممة بسبب الرض تسبب وذمة دماغية عابرة، ويسبب ارتجاج الدماغ فقد الإدراك و التوجه لدقائق أو ساعات بعد الرض.
  • الحالات الأشد تترافق مع تكدم الدماغ (بالإنجليزية:contusion)، وتكدم الدماغ عبارة أذية دماغية هامة تترافق ع النزف البسيط و التكدم، وقد يسبب تكدم الدماغ أذية عصبية هامة بسبب المنطقة المتأذية من الدماغ. [2][3]

للمزيد: ما الأطعمة والأعشاب التي تؤثر في التئام العظام؟

كيف يتأذى الدماغ بعد رض الرأس؟

  • ما يحدث بعد تلقي الطفل لضربة على الرأس هو نوع من الأذية تسمى الصدمة والصدمة المرتدة، وهو يشبه ما يحدث في حوادث السيارات.
  • الضربة الأولى تسبب أذية مباشرة للنسج التي تلقت الصدمة.
  • بارتداد الدماغ بعد الضربة الأولى يعود الدماغ ليصطدم من جديد بعظام الجمجمة من الداخل مما قد يسبب تأذي النسيج الدماغي وتمزق وتكدم وتورم النسج والأوعية الدموية وقد يحدث النزف.

تشخيص رض الرأس

يتم تصوير الرأس بعد سقوط الطفل على الرأس أو ضربة الرأس لتشخيص رض الرأس:

  • ينصب الاهتمام في أول الأمر على إسعاف الطفل وتأمين استقرار حالته القلبية التنفسية ثم العصبية.
  • ثم ينتقل الطبيب لتتمة الفحوص للتأكد من درجة تأذي دماغ الطفل، حيث يقوم بفحص كامل للطفل وسماع قصة الحادث بالتفصيل من الأهل أو ممن مع الطفل.
  • أكثر الحالات لحسن الحظ لا تحتاج لأي فحوص، سوى مراقبة الطفل لمدة 24 ساعة في المنزل أو المستشفى.

الفحوصات اللازمة لتشخيص رض الرأس

  • فحص كامل للدم للتأكد من درجة فقر الدم في حال النزف.
  • صورة عادية للجمجمة فقد تكشف الكسور العظمية (نادراً ما تطلب حالياً).
  • تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي MRI، وهو فحص ضروري في حال وجود إحدى علامات الخطورة عند الطفل بعد ضربة الرأس وفي حال عدم توفر تصوير الرنين المغناطيسي يمكن تصوير الطفل بجهاز التصوير الطبقي CT.
  • قد يجرى لبعض الأطفال تخطيط الدماغ الكهربي (بالإنجليزية:EEG).

علاج رض الرأس

أكثر حالات رض الرأس لا تحتاج للعلاج، وهي الحالات البسيطة دون علامات خطورة، والعلاج هو المراقبة والمسكنات. أما علاج الحالات الأخرى يعتمد على عدة أمور منها: الطفل، وحالته الصحية السابقة، وشدة الضربة على الرأس، ونوع الضربة، والأذى الدماغي، وفحص الطفل العصبي.

ينصح بالإجراءات العلاجية التالية بشكلٍ عام للتعامل مع رض الرأس:

  • وضع الثلج أو الجليد فوق مكان الرض أو النزف غير المكشوف.
  • التزام الطفل للراحة في السرير.
  • تناول الباراسيتامول لتسكين الألم.
  • مراقبة الطفل لمدة 24 ساعة على الأقل.
  • إسعاف الطفل في حال ظهور إحدى علامات الخطورة أو علامات ارتفاع التوتر داخل القحف أو الجمجمة.
  • خياطة الجروح السطحية المفتوحة عند الطبيب.
  • خضوع الطفل للجراحة في الإصابات الشديدة.
  • لقاح الكزاز في حال وجود جرح ملوث وعدم معرفة حالة الطفل التلقيحية أو مرور أكثر من 5 سنوات على آخر جرعة من لقاح الكزاز.
  • المضادات الحيوية العامة أو الموضعية على الجروح الملوثة.
  • مراقبة الطفل في المستشفى أو وحدة العناية المشددة في الحالات الشديدة.
  • العلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل للإصابات العصبية الحركية الشديدة.

مستقبل الطفل بعد السقوط على الرأس أو ضربة الرأس عند الطفل

يجب التركيز دوماً على الوقاية من وقوع الحوادث، ويعتمد مستقبل الطفل على شدة الإصابة، ومدى تأذي دماغ الطفل، وأهمية وظيفة المنطقة المتأذية من الدماغ:

  • في أكثر الحالات تمر الحالة دون أي مشاكل ويشفى الطفل خلال أيام.
  • الحالات الشديدة قد تترك بعض المضاعفات مثل الضعف العضلي في مكان من الجسم حسب مكان التأذي الدماغي.
  • تلعثم الكلام والنطق.
  • خلل في النظر والسمع.
  • قد تحدث تغيرات عابرة أو طويلة الأمد في شخصية وسلوك الطفل.
  • قد يحتاج الأطفال للعلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل عند حدوث خلل حركي.

للمزيد: 7 طرق تجعل التعامل مع الطفل كثير الحركة أكثر سهولة


ارتفاع التوتر داخل الجمجمة

يتموضع دماغ الطفل والإنسان ضمن جوفٍ عظمي صلب، فتلقي هذا الدماغ لضربة وارتجاجه ضمن الجوف القاسي أو إصابته بأي حالة التهابية أو ورمية يعرضه للتورم والتوذم، وهذا التورم في النسيج الدماغي يسبب زيادة الضغط داخل الجمجمة أو ما يعرف بارتفاع التوتر داخل القحف.

علامات ارتفاع التوتر داخل الجمجمة عند الطفل

  • عند الطفل الرضيع حتى 18 شهر

قد تكون هذه العلامات تكون متأخرة ومبهمة عند الطفل الرضيع بسبب عدم انغلاق اليافوخ والدروز القحفية في الجمجمة، وأهمها هي:

  1. توتر وانتفاخ اليافوخ الأمامي وتباعد دروز عظام الجمجمة.
  2. توسع أوعية الدم في الجمجمة وظهورها بشكلٍ واضح.
  3. ترقق وشفافية جلد الرأس.
  4. ميل الطفل للنوم أو النزق، والعصبية، وتراجع مهاراته وشهيته.
  5. ظهور علامات إصابة الجملة العصبية المركزية عند الطفل مثل نقص الرخاوة العضلية أو التشنج العضلي والتشنج.
  6. ظهور علامة غروب الشمس على العينين (سواد العين أو بؤبؤ العين في أسفل العين وقد لا يظهر كاملاً).
  • عند الأطفال بعد 18 شهراً

تشاهد هنا علامات ارتفاع الضغط القحفي الكلاسيكية وهي:

  1. الصداع وخاصة في الليل مع الإقياء خاصة في الصباح.
  2. تشوش وتضاعف الرؤية وعدم القدرة على النظر إلى الجانب.
  3. تغير سلوك وتصرفات الطفل ونظام نومه.
  4. التشنجات وتبدل الوعي.
  5. تصلب الرقبة.

للمزيد: 4 طرق لتدريب الأطفال على النوم