بالإضافة إلى جميع العوامل السابقة التي أدت لتساقط الشعر، تظهر العوامل الوراثية ودورها الرئيسي في ظهور هذا الصلع. وهنا يبدأ الفرد في البحث عن علاج فعال لمشكلة التساقط، والتي تختلف ما بين العلاجات الطبيعية من خلطات ووصفات ولكنها بالفعل بطيئة النتائج، وهناك العلاجات الدوائية عن طريق تناول بعض العقاقير التي تفيد في نمو الشعرد ولكن نتائجها ضعيفة أيضاً، وأخيراً يلجأ الفرد للعلاج الجراحي الذي يتمحور حول عملية زراعة الشعر، فما هي زراعة الشعر؟ وكيف تجرى؟ وما الإحتياطات الواجب إتخاذها. هذا ما سوف نشرحه في السطور القادمة، ويمكنك معرفة المزيد من خلال موقع مركزفيرا كلينيك المتخصص في عمليات زراعة الشعر وفقا لأحدث التقنيات على مستوى العالم.
ما المقصود بعمليات زراعة الشعر؟
هي عملية تجميلية في المقام الأول ولا يمكن تصنيفها تبعًا للعمليات الجراحية، حيث لا يتم إستخدام أي أدوات جراحية فيها، وخاصة مع التطور الطبي في السنوات الأخيرة والتكنولوجيا التي تفرض نفسها بشكل مستمر. زراعة الشعر هي عبارة عن تعويض المفقود من بصيلات الشعر في منطقة معينة من الرأس من منطقة أخرى لنفس الشخص تتميز بكثافة الشعر بها، أي أنّ الشعر يتم إستئصاله من منطقة معيّنة ثم إعادة غرسه في المنطقة المصابة بواسطة بعض الأدوات البسيطة، والتي تساهم بشكل أو بآخر في الحصول على عملية غاية في الدقة.
ويمكن تعريف زراعة الشعر بأنها إعادة لترتيب الشعر الذي ينمو لدى الفرد بشكل مناسب، بحيث يتم أخذ جزء من الشعر الكثيف في مؤخرة الرأس أو على الجانبين، ثم نقله في المنطقة التي تعاني من الصلع بواسطة بعض التقنيات المختلفة، والتي تتوقف كفائتها بشكل كامل على مهارة الطبيب وخبرته في إستخدامها، حيث يعتبر الطبيب العامل الأساسي والأهم في إجراء عملية زراعة الشعر بمهارة وإحترافية.
هناك العديد من تقنيات زراعة الشعر ولكل منهم أدوات تختلف عن غيرها تستخدم في إجراء زراعة الشعر، ولكنّ أغلب التقنيات المستخدمة تعتمد على مبدأ واحد في الزراعة، وهو مبدأ الإقتطاف والذي يتم بالخطوات التالية:
- يقوم الطبيب برسم خط تصويري لشكل الشعر بعد الزراعة، وتحديد الخط الأمامي للجبهة، والذي له دور رئيسي في تحديد ملامح الشخص ومدى تناسق الشعر مع ملامحه.
- يخضع المريض لجميع التحليلات اللازمة لمعرفة أي أمراض أو تأثير أي أدوية على حالته، والتي بدورها قد تساهم في الحصول على نتائج غير مرضية، أو قد تؤثر على حياة المريض نفسها.
- بعد تحديد المنطقة المانحة والتي يزيد فيها الشعر بشكل مناسب، والمنطقة المصابة والتي تحتاج إلى الزراعة، وبعد إجراء التخدير الموضعي لفروة رأس المريض، يقوم الطبيب بإستخدام بعض أدوات الإقتطاف المختلفة بإستئصال البصيلات بمنتهى الدقة والحذر بالعدد المطلوب لزراعته.
- يتم وضع البصيلات المقتطفة في سائل خاص لحين الزراعة، يتسم هذا السائل بإحتوائه على جميع المواد المغذية للشعر حتى يمكن حفظ البصيلات لأطول فترة ممكنة.
- يقوم الطبيب بإحداث شقوق مناسبة أو قنوات حاضنة في المنطقة المصابة لغرس البصيلات بها عن طريق استخدام أدوات مُعَيّنة.
- بعدها يتم غرس البصيلات واحدة تلو الأخرى في الشقوق التي تم فتحها والتي لا يتعدّى طولها الـ 5 ملم.
- وبهذا تكون إنتهت عملية زراعة الشعر، ليبدأ بعدها الطبيب بتوجيه المريض لبعض التعليمات الضرورية والواجب إتباعها بعد زراعة الشعر، والتي من شأنها تحديد نتيجة العملية إن كانت عملية ناجحة أم حدث لها بعض المضاعفات السلبية نتيجة الإهمال، هذه الخطوة تتوقف بشكل كامل على المريض نفسه.
أهم تقنيات زراعة الشعر:
كما سبق وأن ذكرنا هناك العديد من التقنيات المستخدمة لزراعة الشعر، منها ما هو قديم ومنها ما هو حديث، ومازال الطب والتطور التكنولوجي في البحث المستمر عن ما هو أفضل في مجال زراعة الشعر، وذلك من أجل الحصول على عملية أفضل بأقل الآثار السلبية، ومن أهم التقنيات المستخدمة في الوقت الحالي ما يلي:
- تقنية السفير لزراعة الشعر: من التقنيات الرائعة في زراعة الشعر والتي أثبتت فاعليتها ونتائجها المذهلة، تقوم على مبدأ الإقتطاف بإستخدام جهاز الميكروموتور المزوّد برأس من السفير، وهو عبارة عن نوع من الأحجار الكريمة والذي يدخل في تركيبه عنصر الكوروندوم، وهو عنصر شديد الصلابة وغاية في الحدة، تفيد تقنية السفير بأنّها دقيقة للغاية وتساعد في زراعة أكبر عدد ممكن من البصيلات، يعمل السفير على تحفيز الكولاجين للعمل واستقبال البصيلات وسرعة الشفاء.
- تقنية البيركوتان لزراعة الشعر: وهي من التقنيات الحديثة التي تم الوصول إليها في السنوات الأخيرة، والتي تعتمد على نفس مبدأ الإقتطاف بإستخدام جهاز الميكروموتور المزود برأس البيركوتان، وله نتائج مذهلة ويساعد في التخلص من تساقط الشعر والقضاء على الصلع بشكل نهائي عن طريق زراعة عدد كبير من البصيلات.
- تقنية أقلام تشوي لزراعة الشعر: وهي عبارة عن تقنية مميزة تساعد في الحصول على شعر كثيف وجذاب بدون حلاقة، وهي من التقنيات الفعّالة التي يفضلها العديد من الأفراد، وخاصة السيدات اللاتي يرغبن في الخضوع لعملية زراعة الشعر دون معرفة أي شخص آخر، هي عبارة عن أقلام خاصة تستخدم لإقتطاف البصيلات وزراعتها بشكل مباشر دون الحاجة إلى إستخدام سائل لحفظ البصيلات، لذا يطلق عليها زراعة الشعر المباشر.
إجراءات ضرورية قبل البدء بعملية زراعة الشعر:
هناك العديد من التقنيات المستخدمة في زراعة الشعر، ولكن تتوقف جميعها على كفاءة الطبيب ومهارته والخبرة التي يملكها، لذا لابدّ من إتخاذ بعض الإجراءات الضرورية قبل الخضوع لزراعة الشعر، وذلك للتأكد من النتيجة النهائية لعملية زراعة الشعر وأهمها:
- البحث عن مشفى أو مركز طبّي: بحيث يكون على درجة عالية من الخبرة، ويملك سمعة جيدة، ويعمل بشكل قانوني من خلال التراخيص القانونية التي يحملها.
- البحث عن الطبيب الماهر: ذو الخبرة العالية في التقنية التي تنوي إختيارها في زراعة الشعر، وأن يكون هذا الطبيب حاصل على جميع الشهادات العلمية الخاصة بمجال زراعة الشعر، وأن يكون قد قام بإجراء العديد من العلميات الناجحة بنفس التقنية، أي إنه يمتلك سنوات من الخبرة في هذا المجال.
- الخضوع لجميع التحاليل المطلوبة: وأن يكون هذا المريض قادر على إتباع التعليمات الصادرة من الطبيب بعد العملية ومنها:
- عدم ملامسة الشعر المزروع وخاصة في أول فترة.
- إستخدام المستحضرات الطبية الموصوفة من قبل الطبيب.
- غسل الشعر بالطريقة المناسبة والتي سبق وأن شرحها لك الفريق الطبي.
- البعد عن أشعة الشمس وأي مصدر للحرارة.
- تجنب إستخدام أي مستحضرات تجميلية وغيرها من تعليمات.
في النهاية، عزيزي القارئ زراعة الشعر هي عملية تجميلية تعمل على إعادة شكل الفرد إلى حالته الأولى قبل تساقط الشعر، وطالما أن الشعر عنصر هام من عناصر الجمال لذا يجب الحفاظ عليه بشتى الطرق. زراعة الشعر هي عملية نهائية يتم إجرائها لمرة واحدة في العمر، ونتائجها مذهلة ومستمرة طالما تم إختيار أمهر الأطباء الذين يملكون خبرة في هذا المجال.