كثيرا من الزوجات بعد مرور مدة على الزواج يشعرن بأن حب الزوج يتناقص , و مع مرور مزيد من الوقت يزداد الشعور , و المعظم يسأل لماذا لم يعد زوجي يحبني؟ و تتساءل الزوجة بينها و بين نفسها هل بدر شئ مني أدى لوجود حزن أو إنطباع سئ أم أنه بدأ يمل من حبي؟ لماذا لم يعد يهتم بي كما كان فترة الخطوبة أو بداية الزواج؟ , و مجرد التفكير و المزيد من التصورات و الهواجس تزيد من صعوبة الحياة بينها و بين زوجها , فما هو السبب الأساسي لهذا الشعور؟ و كيف تتعامل معه الزوجة حتى لا تؤثر على الأسرة ؟ و ما هي الحلول لتفادي أو إنهاء هذه المشكلة؟
أسباب الزوج:
نعم قد ينشغل الزوج و يجتهد و يعمل و يضاعف جهده بعد الزواج ليكفي كل إحتياجات المنزل و الزوجة , و أيضا لو أصبحت حامل أو كان لديه ولد أو اثنين , فبكل تأكيد لن يكون لديه الوقت و الجهد ليقول كل كلام الحب الذي كان يقوله قبل الزواج أو حتى في بدايته فتركيزه أصبح الآن منصب على العمل و تدبير الإحتياجات المادية للأسرة و الأولاد و المصروفات التي تزداد كل يوم من مأكل و مشرب و ملبس و علاج و حضانة أو مدرسة و مجاملات و غيرها , فقبل الزواج لم يكن لدى الزوج مسئوليات بنفس حجم المسئوليات بعد الزواج و بناء الأسرة , فقد أصبح هو المسئول الأول عن الزوجة و الأبناء و المنزل في كل شئ , فكل هذه أسباب لابد أن تأخذها الزوجة بعين الإعتبار قبل أن تقول إن زوجها لم يعد يحبها و أنه لم يعد يقول لها كلمات الحب كسابق عهده.
الحب بعد الزواج:
الحب بعد الزواج يأخذ إتجاه أخر فالعشرة و مواجهة المواقف المختلفة معا يزيد من الحب , فالحب لا يقتصر فقط على التلفظ ببعض الكلمات و العبارات الغزلية – و إن كنا لا نقلل من أهمية هذه الكلمات الجميلة بين الزوجين – بل الحب مواقف و تصرفات , فحب الزوج يتحول لإهتمام بالزوجة , و من منطلق حب الزوج لزوجته يسعى جاهدا ليلبي لها و للأسرة إحتياجاتهم دون التقصير , حتى لو هذا سيتسبب في إرهاقه و تعبه و عودته صامت أو متعب من العمل , و هذا ربما يكون سبب ضيق الزوجة أو إعتقادها إن الزوج لم يعد يحبها , و لكن الزوج يترجم حبه للزوجة و للأسرة بالإهتمام و التعب من أجل راحتهم , فإن كان الزوج لا يلبي إحتياجاتهم و يقول كلمات الحب بإستمرار كيف سيكون رد فعل الزوجة؟
حال الزوجة:
علينا إلتماس العذر للزوجة في ما تشعر به لأن لها أسبابها التي تؤخذ بعين الإعتبار , فهي بعد الزواج لم يعد لديها إهتمامات إلا بالزوج و المنزل و الأسرة , و تظل طوال اليوم تنتظر لحظة عودة الزوج للمنزل لتتحدث معه و تجلس معه , و لكن للأسف يعود الزوج مرهق من العمل و يبحث عن الهدوء و الراحة , و لذلك تعتبر الزوجة عدم جلوسه معها و تحدثه معها كالسابق قلة في الحب.
نصائح و كبسولات:
- على الزوجة أن تقدر حجم المسئوليات التي أصبحت مطلوبة من الزوج بعد الزواج , و مع مرور الوقت تزداد هذه المسئوليات فعليها عدم تحميله فوق طاقته.
- على الزوجة مناقشة الزوج في أمور حياتهم و عليها لفت إنتباهه لو أصبح – بقصد أو بدون قصد – مقصرا بعض الشئ في توصيل حبه لها أو التعبير عن مشاعره لها.
- إن شغلت الزوجة نفسها بأي عمل حتى لو من المنزل سيملاء هذا العمل وقتها حتى لو عمل خيري , و لن تركز جدا في كلمات الزوج لها و تتهمه بالتقصير في حقها أو عدم حبه له , بل ستشغل وقتها و أيضا ستشعر بشعور الزوج بسبب مسئوليات و متطلبات العمل.
- على كلا الزوجين تحمل الآخر في مواقفه المختلفة فالزوج تأتي عليه أوقات عصيبة يحتاج لتفهم من الزوجة , و هي أيضا تحتاج لتفهم من زوجها في بعض مواقفها.
- عليهما أيضا توقع وجود بعض العقبات و الصعوبات فنحن لسنا بشر و الأرض ليست جنة , فبالتأكيد يوجد حزن و فرح و شقاء و راحة و كل هذا يهونه وجود الزوجين معا.
و في النهاية أتمنى ان أكون قد أفدتكم بهذه النصائح و لمزيد منها تابعونا في قسم العلاقات الأسرية و أشركونا دائما بإستشاراتكم و تجاربكم و أيضا أسئلتكم.