هآرتس

أسرة التحرير

سيمتثل مواطنو اسرائيل اليوم مرة اخرى في صناديق الاقتراع كي يصوتوا على استمرار ولاية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وجسدت حملة التشهير القذرة التي ادارها نتنياهو في الايام الاخيرة ضد خصمه رئيس أزرق أبيض بيني غانتس، جسد جيدا الخطر على مستقبل اسرائيل اذا ما خلدت الانتخابات للكنيست الـ 23 حكم “تكتل اليمين”، بقيادة سياسي عديم الكوابح والتواق للقوة، الساعي على ما يبدو للبقاء في كرسيه الى الابد.
ان الشعارات المتغيرة لحملة نتنياهو، والمدائح الذاتية التي تنصب منها في احداث الانتخابات وفي المقابلات الصحفية، هي غطاء شفاف لهدف رئيس الوزراء الحقيقي – الغاء المحاكمة الجارية ضده بتهمة الرشوة، الاحتيال وخيانة الامانة. “الاصلاح القضائي” الذي تعد به احزاب اليمين يستهدف معالجة متهم مميز واحد، وانقاذه من ربقة القانون، من ظهور مهين في المحكمة وربما ايضا من السجن. من اجل الوصول الى الهدف، ستعمل هذه الاحزاب على جعل جهاز القضاء ذراعا مطيعة لحكومة اليمين.
لقد اثبت نتنياهو منذ الآن بأنه في فراره من المحاكمة فإنه مستعد لأن يهين ويدمر كل مؤسسات الدولة، التي يتهمها بـ “الملاحقة السياسية” بسبب رفضه الانسحاب من المناطق. بعد أن سحق شرعية الشرطة، النيابة العامة والمستشار القانوني للحكومة، وصل كما كان متوقعا ايضا الدور لقضاته. ففي مقابلة مع القناة 12 وصفهم نتنياهو كـ “يساريين” وطلب منهم الاثبات غير ذلك.
ان رسالة نتنياهو تلمع الى مسافات بعيدة: هو جدير بمكانة ملك وطاغية يعلو على القانون، ومن يطالبه باحترام القانون مثل كل مواطن، هو خائن. انتصاره سيسحق سلطة القانون، وسيؤدي الى موجة ملاحقات لموظفين وسياسيين، محامين وقضاة، سيوصفون كاعداء الدولة وسيتعين عليهم أن يثبتوا ولاءهم للحاكم – مثل الرفق الخانعين لنتنياهو في الليكود وفي أحزاب “التكتل”.
هذا هو السب الذي يجعل الانتخابات اليوم ساعة الصفر لانقاذ الديمقراطية الاسرائيلية. كل من يريد أن يواصل العيش في نظام ديمقراطي، عليه أن يخرج اليوم من البيت وان يصوت لاحزاب المعسكر الخصم: أزرق أبيض، العمل – غيشر – ميرتس او القائمة المشتركة.
يمكن الحديث كثيرا عن مواضع ضعف كل واحدة من هذه القوائم ومرشحيها، ولكن ليست هذه هي الساعة للانتقاء والنقاء. فقط اذا حقق أزرق أبيض، العمل – غيشر – ميرتس والقائمة المشتركة ما يكفي من المقاعد، ستسد الطريق لاقامة حكومة متطرفة اخرى برئاسة نتنياهو، وستكبح المبادرات الهدامة لليمين لضم المستوطنات وسحق جهاز القضاء. ان محبي الديمقراطية ممن يريدون ان يمنعوا حكم فرد خالد لنتنياهو، ان يضمنوا استقلالية المحاكم وان ينقذوا الامكانية للتسوية مع الفلسطينيين، عليهم ان يمتثلوا اليوم في صناديق الاقتراع.