
يعد الفراغ العاطفي أحد المشاكل التي يتعرض إليها الأولاد والبنات بشكل كبير في الفترة الأخيرة، ويقصد بالفراغ العاطفي نقص الحب والمشاعر والأحاسيس لدى شخص معين، والتي ترجع بالأصل إلى التربية، أو بمعنى آخر الحرمان العاطفي للأبناء، وعدم اهتمام الآباء والأمهات أبناءهم، وعدم منح الحب والحنان والأمان والاهتمام الكافي لأبناءهم، وبالتالي ينشأ الأبناء على الوحدة، ونقص مشاعر الحب لديهم، لهذا فأن المنزل هو العامل الأساسي لتجنب تلك المشكلة، وذلك من خلال رعاية الأبناء، والجلوس معهم لفترات طويلة، والتحدث معهم والإنصات إليهم، وتباد المشاعر والأحاسيس بينهما، لهذا نعرض لكم في هذا المقال في موسوعة بعض النقاط الهامة التي يجب معرفتها بخصوص هذه المشكلة ، والتي تتمثل فيما يلي
- ما هي الأسباب التي تؤدي إلى وجود الفراغ العاطفي لدى الأبناء.
- كيف يمكن علاج تلك المشكلة.
أسباب الفراغ العاطفي لدى الأبناء
توجد العديد من الأسباب المؤدية إلى شعور الأبناء بالفراغ العاطفي، والحرمان من جميع مشاعر الحب والحنان، نذكر أهمها فيما يلي:
-
تجاهل الآباء والأمهات للأبناء
أهم أسباب الفراغ العاطفي هي أن ينشأ الأبناء بجو أسري مفكك خالي من العاطفة والحب، بمعنى عدم اهتمام الأب والأم بأبنائهم، وانشغالهم عنهم طول الوقت، وعدم الجلوس معهم، وعدم السماع لمشاكلهم، ومحاولة حلها، وعدم مشاركة الآباء والأمهات اهتمامات الأبناء، وعدم منح الآباء والأمهات الحنان، والحب، والاهتمام الكافي الذي يجب الحصول عليه، وخاصة في مرحلة الطفولة، وفي فترة المراهقة، كما يحدث الفراغ العاطفي للأبناء نتيجة كثرة المشاكل والصراعات بين الأب والأم.
-
التربية القاسية للأبناء
تتسبب التربية القاسية بعض الأحيان في شعور الأبناء بالفراغ العاطفي، حيث لا زالت توجد العادات القديمة لدى بعض الأسر، وخاصة بالنسبة للبنات، على سبيل المثال: عدم إعطاء الحق للبنت في ممارسة حياتها بشكل طبيعي، ويتجهون إلى حبسها بالمنزل لاعتقادهم بأن ذلك يحافظ عليها، والخروج فقط لأوقات الدراسة، تحت مسمى العيب، كل هذا يسبب فجوات لدى الأبناء، ينتج عنها فراغ عاطفي، وخوف، ولجوء الأبناء إلى الكذب.
3.عدم معرفة الآباء والأمهات ما يفعلونه أولادهم
قد يتسبب انشغال الآباء والأمهات عن أولادهم إلى انشغال الأبناء بوسائل أخرى، مثل الخروج من المنزل في أي وقت، المكالمات التليفونية بدون حساب، الجلوس على الإنترنت لفترات طويلة، وغيرها من الوسائل التي يلجأ إليها الأبناء لتعويض إحساس الفراغ الذي بداخلهم، وقد تتسبب تلك الوسائل في حدوث مشاكل كبيرة لهم، وذلك لعدم وجود رقيب عليهم يحكم تصرفاتهم، ويقدم لهم النصيحة.
-
إهدار حق الفتاة بين أخواتها الأولاد
ما زال يوجد في الكثير من البيوت مشكلة ضياع حق الفتاة، وأنها ليس لها أي قيمة بالبيت، وأن الولد هو كل شئ، حيث ينتج عن ذلك نشأة الفتاة في ظلم، وفراغ عاطفي، مما قد يجعلها تنظر إلى الخارج لتعويض شعورها بالحرمان العاطفي، وقد يعرضها للعديد من المشاكل.
-
غياب الوالدين في مرحلة المراهقة
تعد تلك المرحلة من أكثر مراحل الحياة خطورة للأبناء، وذلك بسبب تحولهم من مرحلة إلى مرحلة، يصبح فيها العقل مشتت، غير ناضج، يريد معرفة الكثير من الأمور بالحياة، كما تكون تصرفاتهم غير صحيحة، لهذا فأن ابتعاد الأب والأم عن الأبناء في تلك المرحلة، يسبب لهم مشاكل كبيرة قد تؤدي إلى ضياعهم.
كيف تتغلب على الفراغ العاطفي
نعرض لكم مجموعة من النصائح التي يجب اتباعها جيداً، لحماية أبنائنا، والحفاظ عليهم، وتجنب جميع المشاكل التي يمكن أن يتعرضون إيها، وخاصة مشكلة الفراغ العاطفي، نذكر أهمها فيما يلي:
-
منح الآباء والأمهات الحب والحنان والاهتمام للأبناء
من أهم وسائل علاج مشكلة الفراغ العاطفي، احتضان الأبناء، ومعرفة أسرارهم، والحديث معهم لأوقات كبيرة، وعدم الانشغال عنهم، وتقديم النصيحة لهم، وحل مشاكلهم، والقرب منهم، حتى لا يبحثون عن كل هذه الأمور من خارج البيت، مما يعرضهم لمشاكل كبيرة.
-
الحرص على تنمية اهتماماتهم وأنشطتهم المفضلة
بمعنى أن يجب على كل أب وأم معرفة ما يدور بداخل أبناءه، ومشاركتهم في أفكارهم، ومحاولة إشغال أوقات الفراغ وخاصة في فترة العطلة بأمور هامة مفيدة، مثل: ممارسة الرياضة، القراءة، أداء الأنشطة المفيدة والمفضلة لهم، …. إلخ.
-
زرع حب الله والأصول الدينية في قلوبهم
بمعنى تعليم الأبناء كل ما قاله الله عز وجل، وتعليمهم الصلاة منذ الصغر، وصيام شهر رمضان، وغرس الخوف من الله، والابتعاد عن كل ما يغضبه، وكل ما حرمه الله عز وجل، فأن القرب من الله يحميهم، ويبعد عنهم كل ضرر.
-
متابعة مواعيد دخول وخروج الأبناء من البيت، ومعرفة أصدقائهم
كذلك من الأمور الهامة التي لا يجب الإغفال عنها، تحديد مواعيد معينة للخروج من المنزل، وفي نفس الوقت لا نسبب لهم ضيق وإزعاج، فيجب مراقبتهم بشكل جيد، ومعرفة أصدقائهم.
-
غرس الثقة بهم، وتحملهم المسؤولية
يجب غرس ثقة والأمان والصدق في قلوب الأبناء، وإعطاء فرصة لتحمل المسؤولية منذ الصغر.
-
النقاش مع الأبناء، وتقديم النصيحة لهم
يجب معرفة ما يفكرون به، بمعنى يجب الإنصات إليهم، ومعرفة ما بداخلهم، وتصحيح معلوماتهم بأسلوب هادئ، ومحاولة تقديم النصيحة بشكل بسيط، ويحذر من أن يصل الأبناء إلى مرحلة الخوف من الآباء والأمهات، أو الكذب، لأن كل هذه الأمور قد تتسبب في وجود فجوة بين الأبناء والآباء والأمهات.
المراجع :
- 1
