سرطان الحنجرة

}
سرطان الحنجرة
تعدّ الحنجرة الجزء العلوي من الحلق الواقع بين قاعدة اللسان والقصبة الهوائيّة، وتحتوي على الأحبال الصوتيّة التي تهتز لإحداث الصوت عند مرور الهواء من خلالها، ويُعرف سرطان الحنجرة بأنّه؛ خلايا سرطانيّة تتشكَّل في بطانة الحنجرة، وتعدّ معظم سرطانات الحنجرة؛ سرطانات الخلايا الحرشفيَّة، التي تتكوَّن معظمها في خلايا رقيقة ومسطَّحة تشبه حراشف الأسماك، وينتشر هذا المرض إلى القصبة الهوائيّة، والحلق، والرئتين، ولسان المزمار، والجزء العلوي من العموم الفقري، والغدد اللمفاويّة الموجودة في الرقبة والصدر، والغضاريف المحيطة بالغدة الدرقية والقصبة الهوائيّة، وتعدّ سرطانات الحنجرة نوعًا من أنواع سرطانات الرأس والعنق، ويعدّ تناول الكحول والتدخين من الأسباب الرئيسية للإصابة بهذا النوع من السرطانات.[١].
‘);
}
أسباب الإصابة بسرطان الحنجرة
لا يُعرف السَّبب الكامن وراء الإصابة بسرطان الحنجرة تمامًا، ولكن ثمَّة بعض عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمالات الإصابة بهذا المرض، وتزيد معدَّلات الإصابة بسرطان الحنجرة لدى الرجال الذي تجاوزوا سن الخامسة والستين، بالإضافة إلى أنّ سرطان الحنجرة شائع بنسبة أكبر لدى الرّجال منه لدى النّساء[٢]. وتتضمَّن أسباب الإصابة وعوامل الخطر التي تزيد من احتمال الإصابة به ما يلي:
- الإصابة بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري[٢].
- الإصابة بمرض الارتجاع المعدي المريئي[٢].
- التَّعرض للأبخرة والمواد الكيميائيَّة لفترة طويلة، فقد يتعرض العاملين في مجال بعض الصناعات مثل؛ صناعة الخشب، وعمال المعادن والجلود الذين يتعرضون للكثير من المواد الكيميائيّة إلى خطر الإصابة بالمرض، بالإضافة إلى التعرض إلى مادة الآسبيستوس في مناطق العمل[٢].
- التَّدخين المستمر ولفترات طويلة يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بهذا المرض[٢].
- تناول المشروبات الكحوليَّة لفترة طويلة جدًا يجعل المرء عرضةً للإصابة بسرطان الحنجرة، ولا سيَّما إذا كان مدخنًا شرهًا أيضًا[٢].
- العوامل الوراثيَّة وتاريخ الإصابة بالسَّرطان في العائلة، قد يزيد من خطر الإصابة بالمرض، مثل؛ الإصابة فقر الدم اللاتنسجي[٣].
- اتباع نظام غذائي قائم على تناول الكثير من المأكولات الغنيَّة بالدهون، والقليل من الخضراوات والفواكه[٣].
- وجود مشكلات في الجهاز المناعي[٣].
أعراض الإصابة بسرطان الحنجرة
تعتمد أعراض المرض على مكان وجود الخلايا السَّرطانية الخبيثة، والتي غالبًا ما تتشكَّل بدايةً في الحبال الصوتيَّة أو بالقرب منها، وتتضمن الأعراض العامة للمرض ما يلي:
- ظهور أورام أو كتل في الرقبة أو الحلق[٤].
- المعاناة من صعوبة في ابتلاع الطَّعام، والشّعور بالألم عند المضغ[٤].
- الشّعور بأوجاع في الأذن لا يطرأ عليها أي تحسن حتى مع العلاج[٤].
- الشّعور بضيق النَّفس[٤].
- التهاب الحلق والسّعال المستمر[٤].
- خسارة الوزن غير المبرّرة[٤].
- وجود رائحة فم كريهة[٤].
- وجود حشرجة أثناء التنفس[٤].
- الإحساس بالتعب الشديد[٤].
- التهاب الحلق ووجع الأذن المستمرين[٤].
- حدوث تغيّرات في الصَّوت، أمّا في حالة الأورام السّرطانية التي لا تبدأ في الحبال الصوتية، فتظهر بحة في الصّوت عندما يصل المرض إلى مراحل متقدِّمة، أو عندما ينتشر إلى الحبال الصوتية[٥].
تشخيص سرطان الحنجرة
قد يظهر الورم ككتلة مرئيّة خارج الرقبة وفي هذه الحالة يلجأ الطبيب لإجراء الخزعة من أجل تأكيد الإصابة، بعد دراسة الأعراض التي يعاني منها المصاب إضافة إلى تاريخه الطّبي، ويلجأ الطبيب إلى إجراء تنظير للحنجرة والجهاز التَّنفسي العلوي، إذا كانت الأعراض تشير إلى وجود ورم في الحنجرة أو الرأس ويكون الشخص تحت التخدير الموضعي أثناء إجراء التنظير، وقد يُعاني المصاب من بعض الصعوبة أثناء إجراء التنظير، لذلك يمكن أن يُجرَى أحيانًا تحت التخدير العام[٦]، ولكن قد يضطر الطّبيب إلى اتباع إجراءات أخرى للتأكد من مرحلة المرض، ومدى انتشار الخلايا الخبيثة في جسم المصاب، ويتضمن ذلك:
- التَّصوير الطّبقي المحوري[٦].
- التّصوير بالرنين المغناطيسي؛ لتحديد حجم ومدى انتشار الورم؛ لمساعدة الطبيب لمعرفة فيما إذا انتشر المرض للعقد اللمفاوية المجاورة والموجودة في الرقبة[٦].
- استخدام الأشعة فوق الصوتية، وتستخدم للتحقق من وجود دلائل على وجود سرطان الغدد اللمفاويّة بالقرب من الحنجرة[٤].
- صور الأشعة السينيّة[٧].
- إجراء فحوصات الأنسجة، والتي تُعرف بالتحاليل الباثولوجيّة؛ لتأكيد وجود ورم أو أنسجة غير طبيعيّة تؤكد وجود السرطان، وهذه الفحوصات التي يتم خلالها تحليل الخزعة التي تم أخذها سابقًا من قبل الطبيب[٦].
علاج سرطان الحنجرة
عند الانتهاء من تشخيص المرض، يقوم الطبيب بوضع خطة العلاج للمصاب، آخذًا بعين الاعتبار مكان الورم السَّرطاني ومرحلة المرض. وتضمن خيارات العلاج كلًا مما يلي:
-
العلاج الكيميائيّ، ويستخدم العلاج الكيميائي لتدمير الحمض النووي للخلايا السرطانيّة، ومنع تكاثرها، ويمكن استخدامها؛ لتقليل حجم الورم قبل الجراحة أو العلاج الإشعاعي، ويستخدم العلاج الكيميائي لعلاج سرطان الحنجرة في المراحل المتقدمة، وتبطيء نمو السرطان[٤]. وتوجد بعض الأعراض الشائعة للعلاج الكيميائي، ومنها ما يأتي:[٤].
- تساقط الشعر.
- فقدان الشهيّة.
- تقرحات الفم.
- الإسهال.
-
العلاج الإشعاعي، إذ يُوجه الإشعاع إلى الحنجرة، ويستخدم في المراحل المبكرة من السرطان أو بعد الجراحة؛ لإيقاف عودة الخلايا السرطانيّة، وقد يؤثر العلاج الإشعاعي على الأنسجة السليمة المحيطة[٤].، وللعلاج عدّة أعراض جانبيّة نذكر منها ما يأتي:[٤].
- التهاب جلدي يشبه حروق الشمس.
- جفاف الفم.
- فقدان حاسة التذوق.
- فقدان الشهيّة.
-
العملية الجراحيَّة؛ إذ توجد ثلاثة إجراءات جراحيّة يتم اتخاذها في حالة سرطان الحنجرة نذكرها كالآتي:
- استئصال الورم بالمنظار، ويُلجأ إلى هذه الحراجة في المراحل المبكرّة من السرطان، ويكون المصاب بالسرطان تحت التخدير العام[٤].
- استئصال جزئي للحنجرة، ويُستأصل الجزء المصاب من الحنجرة مع إبقاء بعض الأحبال الصوتيّة في مكانها، لذا يكون الشخص قادرًا على التحدث لكن بصوتٍ ضعيف، ويقوم الطبيب بإنشاء ثقب مؤقت في العنق ووضع أنبوب يساعد المصاب على التنفس، وبمجرد شفائه يقوم الطبيب بإزالته[٤].
- استئصال الحنجرة الكلي، ويلجأ الطبيب لهذه الجراحة في المراحل المتقدمة من السرطان، ويقوم الطبيب باستئصال الحنجرة بالكامل وإزالة الغدد اللمفاوية المجاورة، وبالتالي ستُستأصل الأحبال الصوتيّة بالكامل، ويقوم الطبيب بإنشاء ثقب دائم في الحنجرة؛ لمساعدة المصاب على التنفس بعد العمليّة[٤].
- العلاج المُوجّه، وفي هذا النوع من العلاجات يُستخدم دواء يُعرف بسيتوكيسيماب، والعلاج الموجّة يُعرف أيضًا بالعلاج البيولوجي، وهنا يقوم هذا العلاج باستهداف وتعطيل العمليات التي تستخدمها الخلايا السرطانيّة في النمو والتكاثر، وقد يُستخدم سيتوكيسيماب بجانب العلاج الإشعاعي في الحالات المتقدمة من علاج سرطان الحنجرة، وأيضًا لعلاج الأشخاص غير القادرين على العلاج الكيميائي مثل؛ المصابين بأمراض الكلى والقلب، والمعرضين إلى العدوى باستمرار[٤].
-
العلاج بالطب البديل، بالإمكان الاستعانة بالطب البديل أثناء علاج سرطان الحنجرة؛ للتخفيف من حدّة الأعراض الجانبيّة المُصاحبة للعلاج، ومنها كلٍ مما يأتي:[٣].
- ممارسة اليوغا.
- ممارسة التأمل.
- اللجوء إلى الوخز بالإبر.
- اللجوء إلى العلاج بالتدليك.
- الرعاية التلطيفيّة، وهي رعاية طبيّة متخصصّة بتخفيف الألم الناتج عن المرض وعلاجه، ويعمل الطاقم الطبي جنبًا إلى حنب مع أهل المُصاب بالسرطان؛ لتوفير البيئة الداعمة والرعاية المستمرة له، ويشعر المريض بأنه قادر على الحياة بشكلٍ أطول بسبب الرعاية التلطيفيّة والتي يقوم الاطباء والمرضى بتوفيرها[٨].
وبوسع المريض اللجوء إلى أحد هذه الخيارات منفردةً أو مجتمعةً، وذلك اعتمادًا على حالته الصحيَّة[٤].
طرق الوقاية من سرطان الحنجرة
عمومًا، يوجّه الأطباء مجموعةً من النصائح لتقليل خطر الإصابة بسرطان الحنجرة، نذكر منها ما يأتي:
- تجنّب التَّدخين والمشروبات الكحوليّة.
- استخدام معدّات السلامة العامّة في بيئات العمل المحتوية على مادة الأسبيستوس[٣].
- اتباع نظام غذائي صحي، عن طريق تناول الغذاء المتوازن المليء بمضادات الأكسدة[٣].
- التقليل من استهلاك السّكر[٩].
المراجع
- ↑“Laryngeal Cancer Treatment (Adult) (PDQ®)–Patient Version”, cancer, Retrieved 2019-11-8. Edited.
- ^أبتثجح“Risk Factors for Laryngeal Cancer”, ahns,2015-3-10، Retrieved 2019-11-8. Edited.
- ^أبتثجحKristeen Moore (2018-4-9), “Laryngeal Cancer”، healthline, Retrieved 2019-11-8. Edited.
- ^أبتثجحخدذرزسشصضطظعغف“Laryngeal (larynx) cancer”, nhs, Retrieved 2019-11-8. Edited.
- ↑“Laryngeal/Voice Box”, voicefoundation, Retrieved 2019-11-8. Edited.
- ^أبتثSy Kraft (2019-2-21), “What to know about laryngeal cancer”، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-8. Edited.
- ↑“What Is Laryngeal Cancer?”, webmd, Retrieved 2019-11-8. Edited.
- ↑“Throat cancer”, mayoclinic, Retrieved 2019-11-8. Edited.
- ↑Linda Rath, “Cancer and Sugar: Is There a Link?”، webmd, Retrieved 2019-11-8. Edited.
