سرطان الفم مرض يتطور نتيجة نمو خلايا سرطانية في الفم، أو على سطح اللسان، أو الشفتين، أو باطن الخدين، أو اللثة، أو سقف الحلق والفم، أو اللوزتين، أو الغدد اللعابية، وينتمي نوع السرطان هذا إلى مجموعة أكبر من السرطانات تدعى بسرطانات الرأس والرقبة.

 فقد يؤثر السرطان بنوعيه الحميد والخبيث على  أنسجة الفم ويسبب لها اضطرابات مرضية، ومن الممكن أن ينتشر الى باقي أجزاء الجسم إن لم يتم معالجته في وقت مبكر. وتصنف أنواع السرطانات بحسب التكوين النسيجي، ومن أكثر سرطانات الفم انتشاراً هو سرطان الخلايا الحرشفية المنبثقة من الخلايا الطلائية التي تكون مبطنه للفم والشفتين، وتنتشر سرطانات الفم الخبيثه بسرعة كبيرة مما يجعلها تسسبب خطرا على الصحه العامة.

تشخيص سرطان الفم واللثة

في كثير من الأحيان يتم الكشف عن الاورام في الفم واللثة من خلال زيارة المريض لعيادة طبيب الأسنان لاجراء الفحص الدوري، قد يكتشف الطبيب وجود تغييرات في الفم وقد تكون هذه التغيرات نتيجة انتشار الخلايا السرطانية، ومن هذه العلامات وجود جرح غير ملتئم، أو ظهور تغيّر غير مؤلم فى الانسجة.

وفي حال ملاحظة الطبيب لوجود ورم أو تقرح مشكوك في أمره في الفم، فسينصح المريض بالتوجه إلى طبيب أو مستشفى مختص لأخذ خزعة من الفم.

قد لا يشعر المريض بأي أعراض في الحالات المبكرة من السرطان، ومن الممكن أن يكتشفه الطبيب خلال الفحص السريري، كما وتتميز سرطانات الشفاه، واللسان، والحلق بالخطورة و خاصةً إن تم تشخيصها في وقت متأخر.

قرحة الفم العادية والقرحة الخبيثة

يمكن التفريق بين قرحة الفم العادية والقرحه الخبيثة، حيث أن القرحة المعتادة في الفم مدتها لا تتجاوز (12- 14) يوماً، وإن استمرت أكثر من ذلك مع تناول العلاج، فإنه من الأجدى أخذ خزعة وفحصها  للتأكد من خلو الفم من الأورام والتقرحات السرطانية.

أعراض سرطان الفم واللثة

لا تظهر غالباً أي أعراض في المراحل المبكرة من المرض، ومن المهم أن يحرص المدخنون على فحص فمهم بشكل دوري للتحقق من عدم وجود أي أعراض، التي تتضمن ما يأتي:

  • اختلاف لون السطح، فمنها ما يكون على شكل بقع  بيضاء، أو حمراء، أو الوان مختلطة في الغشاء المخاطى للفم.
  • وجود تقرحات داخل الفم، وخاصة تلك التي لا تستجيب للعقاقير الدوائية الخاصة بالتقرحات.
  • الشعور بالتعب العام، وهنا في الغالب يكون بسبب مرض سببه عدوى فيروسية و يسبب الإصابة بالسرطان.
  • وجود جروح داخل الفم، لا حدود لها وغير واضحة المعالم.
  • الإحساس بوجود شيء عالق في الحلق.
  • الشعور بالخدران في الفم، ويشبّه العلماء هذا الشعور كشعور تخدير ابرة البنج في الفك من قبل طبيب الاسنان.
  • صعوبة في البلع.
  • صعوبة النطق.
  • صعوبة في فتح الفم.
  • قلقلة الأسنان مما يؤدي لسقوطها من مكانها تلقائياً.
  • عدم تطابق الاسنان الاصطناعية في الفك.
  • نزف اللثة بشكل مستمر، يرافقه تورم في اللثة وتغيير في لونها.

ويجدر بالذكر أن وجود أي من هذه الأعراض لا يعني بالضرروة الإصابة بسرطان الفم، ولكن من المهم عرضها على الطبيب مباشرة، ومن المعروف أن وجود مرض السرطان لمده طويلة دون تشخيصه أو علاجه يزيد من خطر انتشاره الى أجهزة الجسم القريبة بما فيها الغدد الليمفاوية فى الرقبة. 

أسباب الإصابة بسرطان الفم أو اللثة

إن السبب المباشر للإصابة بسرطان الفم واللثة والسرطانات بشكل عام غير معروف إلى الآن، ولكن هناك عوامل خطورة تزيد خطر إصابة الشخص بالمرض، وهي:

  • التدخين: 70% من حالات سرطان الفم سببها التدخين، حيث يسبب التدخين تهيج الأغشية المخاطية المبطنه للفم، فمن المعروف أنه يوجد في التبغ مواد مسرطنة تشكل خطراً على الصحة، وهذا يتضمن  جميع وسائل التدخين المختلفة كالسجائر، والشيشة، والغليون، ومضغ التبغ.
  • إدمان المواد المخدرة: تشكل المواد المخدرة بيئة مناسبة لسرطان الفم وخاصة إن تم استخدامها عن طريق الفم بواسطة البلع أوالتدخين، كما وإن هؤلاء المرضى معرّضون للاصابة بتسوس الأسنان بشكل كبير جداً، حيث تتراكم ترسبات كلسية شديدة مما يعرض اللثة للالتهابات، كما وتقل الإفرازات اللعابية مما يؤدي الى جفاف الفم والإصابة بتقرحات  قد تنتهي غالباً بسرطان الفم واللثة.
  • إدمان الكحول: إن المدمنين على تناول الكحوليات بانواعها هم من أكثر الناس عرضة لأمراض الفم واللثة، مما يسبب التهاب وجفاف الفم، وتسوس وسقوط للاسنان، وسبب ذلك يكمن في أن الكحول مادة حمضية وتؤثر على سطوح الاسنان، وخاصة على طبقة المينا التي تعتبر المادة الصلبة التي تحمي السن من العوامل الخارجية، فتتحلل وتتآكل الاسنان ومن ثم تسقط. 

اقرأ أيضاً: ادمان الكحول

  • الإصابة بفيروس الورم الحليمى البشري: لفيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزية: Human papillomavirus) اكثر من 120 نوعاً، وبعض أنواع العدوى قد تزيد خطر تكون سرطان الفم واللثة، وغالباً ما تصيب الذين تزيد أعمارهم عن خمسين عاماً.
  • الليكوبلاكيا: في بداية الإصابة بالليكوبلاكيا (بالإنجليزية: Leukoplakia)، تظهر تقرحات في أنسجة الفم  لمدة أكثر من 14 يوماً، وثم تتطور لتصبح سرطاناً يصيب الفم واللثة.
  • النظام الغذائي: يزيد النظام الغذائي الذي يحتوي كميات مفرطة من اللحوم الحمراء والأطعمة المقلية، خطر الإصابة بسرطان الفم واللثة.
  • مرض ارتجاع المريء.
  • التعرض لمواد كيميائية خطيرة.
  • ضعف جهاز المناعة.
  • الجنس: إذ تزيد فرصة الذكور بالإصابة بسرطان الفم واللثة عن الإناث.

 علاج سرطان الفم واللثة

في حال تم اكتشاف المرض في مراحله الأولى يكون العلاج عن طريق الاستئصال  الجراحي، أما الحلول الجراحية في المراحل المتقدمة قد تسبب التشوه حيث أنها قد تتطلب استئصال اجزاء من عظم الفك، وقد تستلزم إزالة بعض الأعصاب الرئيسية مما يسبب شلل عضلات الوجه، وفي الحالات التي يصعب فيها إجراء الجراحة فيمكن استخدام العلاج بواسطة الأشعة، الذي عادة ما يرافقه العلاج الكيميائي.

ومن المهم الاعتناء بنوعية النظام الغذائي المتناول، وينصح باستشارة أخصائي تغذية لتنظيم الوجبات الغذائية وجعلها مناسبة لمشاكل المضغ والبلع إن وجدت، كما يجب الحفاظ على نظافة الفم.