قال رئيس مجلس النواب السريلانكي ماهيدنا أبيواردانا إن رئيسا جديدا للبلاد سيُنتخب الأربعاء المقبل بعدما فرّ الرئيس الحالي غوتابايا راجاباكسا وتفويض صلاحياته لرئيس الوزراء رانيل ويكريمسينغه، في حين هدد المتظاهرون -الذين اقتحموا القصر الرئاسي ومقر الحكومة- بإضراب عام اليوم الخميس إذا لم يستقل الرئيس ورئيس الوزراء.
وذكر رئيس مجلس النواب أن الرئيس راجاباكسا (73 عاما) اتصل به وأبلغه أن خطاب استقالته سيصل في وقت لاحق أمس الأربعاء. ولم يتلق أحد مساعدي رئيس مجلس النواب أي تحديث بشأن خطاب الاستقالة حتى وقت متأخر أمس الأربعاء.
وأضاف رئيس مجلس النواب أنه سيُنتخب رئيس جديد للبلاد في 20 من الشهر الجاري، وقال مصدر كبير في حزب الشعب الحاكم لوكالة رويترز إن رئيس الوزراء ويكريمسينغه هو الخيار الأول للحزب، رغم عدم اتخاذ قرار بهذا الشأن.
وذكرت وكالة رويترز أن حزب المعارضة الرئيسي (الحزب التقدمي) أعلن ترشيح زعيمه ساجيت بريماداسا لرئاسة البلاد. وأفاد مراسل الجزيرة في سريلانكا بأن رئيس مجلس النواب صرح بأنه يقبل أي ترشيحات لمنصب الرئيس قبل أن يقدم راجاباكسا استقالته.
أحكام الدستور
وفي حال استقال رئيس البلاد -كما وعد أمس الأربعاء- فسيكون رئيس مجلس النواب هو القائم بأعمال الرئيس حتى يُنتخب رئيس جديد، وفقا للدستور.
وفرّ الرئيس السريلانكي إلى جزر المالديف أمس الأربعاء بعد أن أشعل الانهيار الاقتصادي فتيل انتفاضة شعبية، كسرت -في ما يبدو- قبضة عائلته القوية على الدولة منذ ما يقرب من عقدين.
وتصاعدت الاحتجاجات بسبب الأزمة الاقتصادية منذ شهور، وبلغت ذروتها نهاية الأسبوع الماضي عندما سيطر مئات الآلاف من المحتجين على المباني الحكومية الرئيسية في العاصمة كولومبو.
وقالت القوات الجوية السريلانكية -في بيان- إن الرئيس راجاباكسا وزوجته واثنين من حراسه الشخصيين غادروا على متن طائرة تابعة للقوات الجوية إلى المالديف.
وقال مصدر حكومي إن من المتوقع بعد وصول راجاباكسا إلى جزر المالديف أن يتوجه إلى سنغافورة. وذكرت وسائل إعلام في جزر المالديف أنه من المرجح أن تمنح سنغافورة راجاباكسا حق اللجوء.
وأثار قرار رئيس سريلانكا ترك حليفه رئيس الوزراء مفوضا للقيام بمهامه الرئاسية مزيدا من المظاهرات؛ إذ اقتحم المحتجون أمس الأربعاء مكتب رئيس الوزراء مطالبين برحيله أيضا، وهددوا بتنفيذ إضراب عام اليوم الخميس إذا لم يستقل الرئيس ورئيس الوزراء. وفشلت الشرطة في منع المحتجين من دخول المقر لكنها استمرت في الحفاظ على المكان وممتلكاته.
وامتنعت السلطات عن الكشف عن مكان وجود رئيس الوزراء الذي أعلن حالة الطوارئ وحظر تجول على مستوى البلاد حتى صباح غد الخميس، في محاولة لمنع المزيد من الاضطرابات بعد أن اقتحم المحتجون مكتبه.
وقالت هارينا أماراسورييا -النائبة في البرلمان عن حزب السلطة الشعبية الوطني المعارض- في نشرة سابقة للجزيرة إن قرار الرئيس تعيين رئيس الوزراء رئيسا بالإنابة عرقل تفعيل استقالته بعد مغادرته البلاد. وكشفت أماراسورييا عن وجود اتفاق كان يقضي باستقالة كل من الرئيس ورئيس الوزراء أمس الأربعاء، ولكن ذلك لم يحدث.
نداءات خارجية
ودعا مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة جميع الأطراف السريلانكية إلى ضمان انتقال سياسي سلمي.
وقالت السفيرة الأميركية في سريلانكا جوليا تشونغ إن بلادها تجدد دعوتها للتهدئة وسرعة تنفيذ الحلول لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي في البلاد، ودانت السفيرة -في تغريدة على تويتر- جميع أشكال العنف، ودعت إلى احترام سيادة القانون. وقالت إن الانتقال السلمي للسلطة أمر ضروري كي تتحقق مطالب الشعب بالمساءلة والشفافية.