‘);
}

الأنصار

من رحمة الله تعالى بعباده أن بعث إليهم رسولاً منهم يهديهم إلى طريق الرشاد، ومن رحمته أن ألّف بين قلوب عباده وبسط الحب والوئام بينهم، فألّف بين قلوب المهاجرين والأنصار، ألّف بين قلوب الأنصار أنفسهم بعد أن كانوا أوساً وخزرجاً، بلّغوا الدين، وحملوا لواء الشريعة ولم يتركوه، فكانت لهم البشرى، والمناقب التي لا ينساها الزمان، فهم الذين عاهدوا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في بيعة العقبة الأولى والثانية، وهم الذين استقبلوا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عند هجرته إلى المدينة المنوّرة بلهفة المشتاق وبالبهجة والترحاب، وهم أهل المؤاخاة مع المهاجرين، وهم الذين أخبر الله تعالى عنهم أنّهم كانوا يسكنون في الإيمان، وليس فقط يسكن قلوبهم، قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).[١][٢]

نسب سعد بن عبادة

هو سعد بن عبادة بن دُليم بن حارثة، بن أبي خزيمة، بن ثعلبة، بن طريف، بن الخزرج بن ساعدة، بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج بن حارثة، وأمّه: عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار بن الخزرج، وكانت إحدى المبايعات للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وتوفيت في شهر ربيع الأول من السنة الخامسة للهجرة، وقد وُلد سعد -رضي الله عنه- في يثرب (المدينة المنورة)، وله من الأولاد؛ قيسٌ، وسعيد، ومحمد وعبد الرحمن، وأمامة وسدوس، وقد شهد -رضي الله عنه- بيعة العقبة مع السبعين نفراً من الأنصار، وقد كان -رضي الله عنه- أحد النقباء الاثني عشر.[٣]