عزيزة علي

عمان- يعكف أيقونة وحارس القرية الأردنية المخرج والكاتب سعود الفياض خليفات منذ فترة على كتابة سيرته الذاتية والفنية التي قارب على الانتهاء منها في منزله الريفي ومزرعته في منطقة “المغاريب”، التي تقع كما يقول “غرب مدينة السلط”، وهي منطقة جبلية عالية مشرفة على الأغوار وجبال فلسطين.
يشير خليفات إلى قرب الضفتين من بعضهما بعضا، فيقول إنه شهر رمضان منذ زمن، كان سكان هذه المنطقة يفطرون على صوت مدفع الإفطار الذي ينطلق من مدينة القدس المباركة، مضيفا: “عندما يكون الجو صافياً نستطيع أن نرى جبل نبو، في مادبا، ثغر نابلس، وادي الباذان، البحر الميت، أريحا، ومآذن القدس”، هذه المشاهد، كما يقول خليفات “تمنح متعة نفسية”.
ويرى خليفات أن الآباء والأجداد اعتادوا على مواجهة أي محنة بالأخذ بالأسباب واللجوء إلى الدعاء للباري عز وجل، وهذا كان يشكل لهم مصدر راحة نفسية تثبتهم على العمل بدون كلل، ونحن الآن وفي زمن فيروس كورونا بأمس الحاجة لكل هذا في مواجهة هذه الجائحة المشؤومة.
ويتابع خليفات “كان الناس في الماضي يقولون: “يا رب جملها بالستر”، وهذا دعاء من الأعماق وهو لسان حالي أردده كثيراً، وأدعو به لأي صديق يبادر بالاتصال للسؤال عن حالي، ليكرره بدوره من بعدي” ، مؤكدا أن إحساسه في هذه الفترة يأخذه إلى التضامن مع وطنه وناسه ومجتمعه وكذلك الحكومة؛ حيث يشد على يدها في قراراتها التي تتخذها لحماية المواطن.
وحول ما يتابعه من مسلسلات، يقول خليفات إنه في عزلته لا يتابع الكثير مما يعرض على الفضائيات، ولكنه تابع بعض الحلقات من مسلسل “أم هارون”، بعد أن قرأ عنه؛ حيث أبدى استياءه من هذا المسلسل؛ بقوله: “من المعيب أن تتجه بعض الأطراف إلى إنتاج مثل هذا المسلسل الذي يثير مشاعر الناس وخصوصاً الشعب الفلسطيني الذي ظلم وطرد من وطنه وبيته منذ ما يزيد على “72” عاماً في هذا الزمن الرديء، وكان الأجدر بهم أن يبتعدوا عن مثل هذه الإنتاجات ولا يفكروا فيها”.
ويضيف خليفات أنه شاهد بعض الحلقات من المسلسل الأردني “الخوابي”، وهو يشد على أيدي من يقوم بإنتاج مثل هذه الأعمال التي تخدم الذاكرة الشعبية وتحافظ على التراث والتاريخ للأجيال القادمة والحضارة؛ فمسلسل “الخوابي” عمل أردني جيد ويعمل على تنشيط الذاكرة الشعبية.
وحول فيروس كورونا وتعامل الناس معه وكيف يرى العالم بعد الانتهاء من هذا الوباء، يشير خليفات إلى عدم التزام بعض الناس بالقوانين والتعليمات من أجل حمايتهم من هذا الوباء، متخذين من عدم الوعي شعاراً لممارساتهم.
ويؤكد خليفات أن فيروس كورونا ليس بالأمر البسيط وليس مزحة، بل هو وباء خطير، وهذا ما نلاحظه في غياب الوعي لدى نسبة من مواطنينا ومن أرجعنا إلى نقطة الصفر أكثر من مرة.
وعلى المستوى الشخصي، يقول خليفات إن قدوم جائحة كورونا لم يغير على برنامجه اليومي أي شيء فهو يعيش في منطقة واسعة وعلى أطراف المدينة، وهذا كما يقول “من نعم الخالق علي”، لكن ما فرضه هذا الفيروس من ظروف منعته من أن يلتقي مع أولاده وأحفاده الذين يعيشون في محافظات أخرى.
وحول قدرة العالم والأردن على تجاوز هذه المحنة بخير، يرى خليفات أن الأردن قبل وبعد هذا الفيروس المشؤوم “كورونا”، مقدراته قليلة وبسيطة، لذلك أدعو الجميع من الطفل الصغير إلى الشيخ الكبير، من أعلى الهرم إلى أسفله لإدراك وتفهم هذا الوضع، وهذا ما يجعلنا نطرح السؤال الآتي على أنفسنا “هل نحن أهل للمواجهة؟”.
ويعتقد خليفات أن الجواب نعم وليس لنا خيار إلا نعم وألف نعم، وهذه النعم لها جانبان: الأول، إيماننا القوي بالله عز وجل، والثاني، العمل والصبر والحب لهذا الوطن، و”نحن كأردنيين أهل لذلك، وآن الأوان أن نحب هذا الوطن كما يحبنا ونرعاه بالأعين ولنتخطَ به السنوات العجاف التي تنتظرنا”.
سعود فياض خليفات مخرج ومؤلف أردني مواليد السلط في العام 1943، نال شهادة البكالوريوس في علم النفس من الجامعة الأردنية العام 1967، درس فن الإخرج في لندن وأميركا، وقام بكتابة وإخراج أول عمل له وهو مسلسل بعنوان “لحن البوادي”.
شكل خليفات ثنائياً ناجحاً مع كاتب السيناريو محمود الزيودي يتحدث عن “الأرض والإنسان”؛ حيث تم إخراج العديد من المسلسلات منها “شمس الأغوار”، “قرية بلا سقوف”، “الطواحين”1980، المحراث والبور”، وجه الزمان”، وقام خليفات بإنتاج العديد من الأعمال.