ازدادت في السنوات الأخيرة أعداد الأطفال المصابين بمرض السكري من النوع الأول، وذلك ما أصاب العلماء بالحيرة، حيث يحاول العلماء والمختصين البحث عن السبب الذي يمنع البنكرياس من إفراز الإنسولين بكميات تكفي جسم الطفل.

اقرأ أيضاً: سكري الأطفال

تشخص حالة الطفل بأنه مصاب بالسكري، عندما يظهر عليه بعض أعراض المرض، ويتم التأكد من ذلك عن طريق إجراء الفحوص والتحاليل اللازمة، ولا يمكن اكتشاف السكري من قبل الوالدين بسهولة، وفي الغالب يتم اكتشافه عقب نقل الطفل إلى المستشفى مصاباً بحالة غيبوبة.

وعلى الرغم من أن النوع الثاني من السكري أقل انتشاراً من الأول، إلا أن تغير نمط الحياة والخيارات غير الصحية، أدى إلى زيادة حالات الإصابة بالنوع الثاني من السكري بين الأطفال، على الرغم من أن الإصابة بهذا النوع كانت قاصرة على كبار السن فقط، وإذا لم يتم علاج النوع الثاني بفعالية، فيمكن أن تحدث مضاعفات أخرى.

اقرأ أيضاً: سكري الأطفال خطر يهدد استقرار وحياة أسره بأكملها

أعراض السكري من النوع الأول

تبدأ أعراض الإصابة بالسكري في الظهور لدى الأطفال عقب توقف ما يقارب 80 % من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين عن العمل. وتلاحظ الأم والأب عدداً من التغيرات في عادات الطفل، تشير إلى إصابته بالنوع الأول من السكري، مثل شعور الطفل بالعطش بسبب ارتفاع نسبة السكري في الدم.

ونتيجةً لإحساس الطفل بالعطش يُكثر من شرب الماء، وينعكس ذلك على شكل زيادة في التبول، ويعد هذا من أهم أعراض المرض.

بما أن الجسم لا يجد ما يكفيه من الإنسولين لنقل السكر إلى الخلايا، سوف يحاول الطفل تعويض ما يحتاج إليه الجسم من طاقة بتناول كميات أكبر من الطعام.

يصاب الطفل أيضاً بحالة غير مبررة من فقدان الوزن، لأن الجسم يستهلك الدهون المخزنة فيه ليحصل على الطاقة.

كما يبدأ التعب والخمول في الظهور على الطفل المصاب.

تمثل أعراض مرض السكري من النوع الثاني هي نفسها أعراض السكري من النوع الأول، غير أن النوع الثاني يسبب زيادةً في الوزن.

أعراض أكثر خطورة

قد تؤدي زيادة نسبة السكر في الدم إلى حدوث اضطرابات في البصر، نتيجة سحب السوائل من أجزاء الجسم المختلفة، ومنها سوائل العين، لتعويض النقص ي السوائل الناتج عن كثرة التبول.

ومن الممكن أن تظهر دمامل، والتهابات فطرية، وطفح جلدي في أماكن كثيرة من الجسم، ففي الفتيات تظهر عدوى في هيئة طفح جلدي في المنطقة التناسلية.

وقد يفقد الطفل المصاب بالسكري تركيزه ويصاب بالتشتت، والتوتر، والعصبية الشديدة، وبحالات من التشنج التي تعتبر من أخطر الأعراض التي يمكن أن يصاب بها وتعتبر قاتلة.

ومن الأعراض الخطيرة أيضاً، ظهور الحمض الكيتوني السكري؛ حيث يبدأ الجسم في تحطيم نسبة كبيرة من الدهون، نتيجة حرمانه من الطاقة، وبالتالي يتعرض للحمضية القاتلة.

وفي العادة فإن هذه الأعراض تزيد بشكل سريع لدى الطفل المصاب بالنوع الأول من السكري، عكس النوع الثاني الذي يتطور ببطء.

أسباب الإصابة بمرض السكري من النوع الأول

يعد السكري من النوع الأول أحد الأمراض المناعية التي تحصل نتيجة مهاجمة جهاز المناعة لخلايا “بيتا” الموجودة في البنكرياس والمسؤولة عن إنتاج الإنسولين فيدمرها، وبالتالي ينتج البنكرياس كميات قليلة من الإنسولين أو يتوقف تماماً عن إنتاجه.

ويوجد عدد من النظريات التي حاولت إيجاد تفسير لهذا العطل، وأول هذه الفرضيات أن الجسم يقاوم من خلال المناعة الطبيعية التهاباً ما، وتتكون أجسام مضادة لهذا الالتهاب، وتهاجم هذه الأجسام المضادة خلايا “بيتا” في البنكرياس أيضاً، فتعمل على تحطيمها كما تحطم الجرثومة المسببة للالتهاب. وهذه الجرثومة المسببة للالتهاب في العادة تكون فيروساً يذهب عن طريق الدم إلى البنكرياس، ويحطم خلايا “بيتا” بطريقة مباشرة.

والنظرية الثانية هي العامل الوراثي، وفيه يزداد احتمال إصابة الطفل بمرض السكري عند وجود أحد الوالدين، أو الشقيق، أو الشقيقة مصاب بالمرض، ولا تزيد نسبة الإصابة بمرض السكري في حالة الأشقاء المصابين عن 10%، وترتفع في حالة إصابة التوائم إلى 40%.

ويبقي لبعض العوامل الأخرى مثل التعرض لبعض الفيروسات مثل داء الحصبة الألماني، وزيادة الوزن، وقلة النشاط الرياضي، والاعتماد على نظام غذائي غير صحي دوراً مهماً في الإصابة بمرض السكري بكلى النوعين الأول والثاني.

اقرأ أيضاً: التعايش مع سكري الأطفال

علاج السكري من النوع الأول

الإنسولين مدى الحياة 

يعد العلاج الأساسي لمرض السكري لدى الأطفال هو الإنسولين، ويتم ذلك باستخدام قلم أو مضخات الإنسولين، ويستمر الطفل في أخذ الإنسولين طوال عمره، حيث لا يمكن له أن ينقطع عنه، وتتفاوت الجرعة حسب حالة الطفل.

كما يجب الاهتمام بالتغذية السليمة من خلال تناول الخضراوات الورقية، والحبوب الكاملة، والفواكه الطازجة، والابتعاد عن الأطعمة التي بها نسبة عالية من الدهون، والأطعمة الجاهزة.

 يجب الاهتمام أيضاً بممارسة الرياضة التي تعمل على خفض نسبة السكري في الدم وتساعد الطفل في السيطرة على نسبة السكري.

الدخول إلى المستشفى

في بعض الحالات، قد يحتاج الطفل إلى الدخول إلى المستشفى ليتم علاج بعض الأعراض الشديدة، مثل الجفاف وحموضة الدم الشديدة، فيُعطي الطفل السوائل وحقن الإنسولين حتى تتحسن صحته وتستقر نسبة السكر لديه.

الأعشاب الطبية

يمكن أن تساهم بعض الأعشاب الطبيعية في علاج السكري عند الأطفال، ولكن يجب أن يتم تناولها تحت إشراف الطبيب.

ومن بين هذه الأعشاب النعناع، والحلبة، والبابونج، والقرفة، والمريمية التي يتم تناول منقوعها، وكذلك يمكن تناول منقوع أوراق الزيتون، حيث أثبتت الدراسات الفعالية الكبيرة لها في خفض نسبة السكر في الدم.

اقرأ أيضاً:

الأعشاب بديل علاجي شائع للسكري

علاج السكر التراكمي بالاعشاب

زرع الخلايا الجذعية

ظهرت في الآونة الأخيرة آمال جديدة في علاج سكري الأطفال بشكل جذري، عن طريق زرع خلايا جذعية في البنكرياس، وهناك عدة عمليات أجريت بنجاح، إلا أنها لم تنتشر بشكل واسع، كما لم تظهر نتائجها على الأمد البعيد.

التعامل الصحيح مع الطفل المصاب بمرض السكري

يجب التحدث إلى الطفل عن مرض السكري بعد التأكد من إصابته به، وتعليمه كيفية التعايش معه.

يجب على الطفل أن يعلم أن مرضه ليس عائقاً أمام ممارسة حياته الطبيعية.

 ينبغي أن يتعلم الطفل كيفية استخدام قلم الإنسولين، ومعرفة أعراض انخفاض وارتفاع نسبة السكر في الدم لتجنب حدوث الغيبوبة.

يجب على الأهل إخبار إدارة المدرسة ومعلمي الطفل بمرضه، وعن أعراض الارتفاع والانخفاض وكيفية التعامل معها.

من الضروري أن تحتوي الحقيبة المدرسية للصغير على جهاز فحص السكر، وإبر الإنسولين ووجبة الطعام المناسبة، إضافة إلى الحلوى، أو الشوكولاتة، أو العصير المحلى، وذلك كي يستعملها عند حدوث هبوط في السكر.

وبالنسبة للوالدين، عليهما تجنب الخوف الزائد وتدليل الطفل أكثر من اللازم بحجة المرض، لأن هذه المعاملة تولد لديه نوعاً من التوتر النفسي، ويجب أن يكون هناك جو من الود والحب والتفاهم. ويعتبر تعامل الوالدين والأشقاء مع الفريق المعالج من أركان التحكم والتعايش الأساسية مع السكري.

اقرأ أيضاً: هل الشفاء من السكري بشكل تام ممكن؟

خطر ازدياد حالات الإصابة بمرض السكري

أشارت آخر الإحصاءات العالمية أن طفلاً من بين كل خمسة آلاف طفل يعاني السكري في العالم. وحذرت دراسة حديثة من زيادة حالات الإصابة بالنوع الأول من السكري في الأطفال دون الخامسة من العمر. وبحسب الدراسة فإن أنماط الحياة المختلفة تلعب دوراً ما في زيادة عدد الحالات المصابة، وأوضحت أن الأطفال الذين يولدون لأمهات أكبر سناً يكونون عرضة أيضاً لمخاطر الإصابة بالنوع الأول، مقارنة بأولئك الذين يولدون لأمهات أصغر سناً.

غيبوبة نقص السكر في الدم

يحذر الأطباء من خطورة غيبوبة نقص السكر في الدم لأنها أخطر من ارتفاعه، واستمرارها فترة طويلة قد يؤدي إلى تغيرات في الجهاز العصبي وبخاصةً المخ.

يمكن أن تنتج هذه الغيبوبة عن عدم تناول وجبة الطعام أو تأخيرها بالرغم من أخذ جرعة الإنسولين، وكذلك يمكن أن تنتج غيبوبة نقص السكر عن تناول كمية من العلاج أكثر من الكمية المحددة، أو ممارسة الرياضة دون تناول وجبة خفيفة قبل ذلك أو بعده، أو إهمال الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية.

يتم علاج هذه الحالة من خلال شرب العصير المحلى، أو قطعة من السكر، أو ثلاثة حبات من التمر.

اقرأ أيضاً:

الحمية الغذائية المناسبة لمرضى سكري الأطفال

اكتشاف ثوري في علاج السكري – النوع الأول