سنن عيد الأضحى

سنن عيد الأضحى

بواسطة:
كتّاب سطور
– آخر تحديث:
١٢:٢٠ ، ٣١ مارس ٢٠٢١
سنن عيد الأضحى

‘);
}

سنن عيد الأضحى للحاج

ما الأفعال التي يُسن للحاج فعلها في العيد؟

يسن للحاج أن يؤدي بعض الأعمال في عيد الأضحى من باب السُنيّة وإن كان حكم هذه الأفعال ليس سنّة وإنّما أداؤه في عيد الأضحى هو سنّة، ومن تلك الأعمال:

‘);
}

رمي الجمرات

اتفق العلماء على أنّ رمي الجمرات واجب من واجبات الحاج،[١] ولكن هنالك خلاف في بدء وقت رمي جمرة العقبة على ثلاثة أقوال:[٢]

  • القول الأول: بعد انتصاف ليل يوم عرفة، يعني مع دخول يوم النحر.
  • القول الثاني: بعد طلوع الشمس يوم النحر.
  • القول الثالث: بعد فجر يوم النحر، وقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه رماها ضحًى، وهذه هي السنّة في رميها، فالأفضل إذًا هو الضحى إلى ما قبل الزوال، وأما بقية الجمرات فترمى في أيام التشريق الثلاثة وبعد الزوال.

وأما وقت الانتهاء فلا مانع من تأخر الرمي للزوال أو العصر أو ما بعد العصر في يوم النحر وذلك بحسب وصول الحاج إلى منى، ولكن الخلاف هو في جواز رمي الجمرات ليلًا؛ فذهب جمهور الأئمّة إلى جواز الرمي ليلًا عن الذي فاته من النهار، وذهب الإمام أحمد إلى عدم جواز الرمي بعد الغروب، فيؤخر الرمي لليوم الذي يليه ويُعدُّ أداءً لا قضاءً ولا فدية عليه؛ لأنّ أيّام التشريق الثلاثة هي أيّام رمي.[٢]

ذبح الهدي

لقد اختلف فقهاء المذاهب الأربعة في وقت الذبح؛ فذهبوا إلى عدة أقوال تفصيلها فيما يلي:[٣]

  • الحنابلة: يبدأ يوم العيد بعد الصلاة ولو قبل الخطبة والأفضل بعدها، وينتهي آخر اليوم الثاني من أيام التشريق، والأفضل أول أيام العيد، وكرِهوا أن يكون ليلة الثاني والثالث من أيام العيد.
  • الحنفية: زمان الذبح عند الحنفية هو نفسه زمان الحنابلة، ولكن بدء الذبح عن الحنفية يبدأ بعد رمي جمرة العقبة، ولا يجزئ الذبح عندهم إن كان قبل يوم النحر، وإن ذبح بعد انقضاء المدة المحددة عندهم فإنّه يجزئه، ولكن على الحاج الذي تأخّر إلى ما بعد هذه المدّة أن يذبح الهدي لتأخره عن أيام النحر.
  • الشافعية: الوقت يبدأ بمضي زمن يسع صلاة عيد الأضحى وخطبتين بعد طلوع شمس، ويمتد إلى غروب شمس آخر أيام التشريق، ويكره الذبح ليلًا إلا للضرورة.
  • المالكية: النحر يكون يوم العيد، يعني يوم النحر، ويبدأ من طلوع الفجر ويندب أن يكون بعد رمي جمرة العقبة، وينتهي في آخر اليوم الثالث من أيام العيد.

وأما في مكان الذبح؛ فذهبوا إلى ما يأتي:[٣]

  • الحنابلة: الذبح يكون في الحرم ويجزؤه النحر في أي مكان من الحرم، والأفضل عندهم عند المروة للمعتمر وفي منى للحاج، وإن ذبحه في غير الحرم فلا يجزئه إلا إذا عطبت الشاة قبل وصول الحرم فيذبحها مكان عطبها.
  • الحنفية: الذبح يكون بالحرم ويسن أن يكون بمنى، وذلك إذا كان الذبح في أيام التشريق، وإلا فالذبح في مكة أفضل، وقالوا في البدنة المنذورة إنّه لا يتقيد بذبحها في الحرم.
  • الشافعية: الذبح يكون في الحرم، ولا يجزئه غير ذلك، والأفضل له الذبح في منى لأنه مكان تحلله.
  • المالكية: الذبح يكون في منى ولو ذبح بمكة أجزأه ذلك مع الإثم لتركه الواجب، ويكون الذبح في منى عند تحقق شروط وهي:[٤]
    • الوقوف بالهدي في عرفة جزءًا من ليلة يوم النحر.
    • كون الهدي مسوقًا في إحرام الحج.
    • أن يريد نحره في يوم من أيام التشريق، فإن اختل أحد هذه الشروط فمكان الذبح يكون في مكة والأفضلية حينها عند المروة.

الحلق أو التقصير

وزمان الحلق أو التقصير يكون بانتهاء الحاج من مزدلفة ورمي الجمرة، فيحلق رأسه أو يقصّر شعره وإن كان الحلق أفضل، ودليل ذلك ما قاله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عنه عبد الله بن عمر بن الخطّاب رضي الله عنهما: “اللَّهُمَّ ارْحَمِ المُحَلِّقِينَ قالوا: والمُقَصِّرِينَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: اللَّهُمَّ ارْحَمِ المُحَلِّقِينَ قالوا: والمُقَصِّرِينَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: والمُقَصِّرِينَ”،[٥] ففي ذلك دليل على أنّ الحلق هو خيرٌ من التقصير، وأما النساء فليس في حقهن إلا التقصير،[٦] والحلق أو التقصير من واجبات الحج عند الجمهور وقول عند الشافعية، ولكنّ المذهب عند الشافعية أنّه أركان الحج.[٧]

أما في ما يخص وقت الحلق والتقصير فيرى الجمهور أنه لا وقت محدد له، ولكن من تمام السنّة فعله خلال أيام النحر في الحرم، وأمّا الإمام أبو حنيفة فقد ذهبَ إلى أن عدم الإتيان بالقص والحلق خلال أيام النحر وفي منطقة الحرم حصرًا يلزمه الدم، مع حصول التحلل له، ومقدار الحلق والتقصير عند المذاهب هو:[٨]

  • عندالشافعية: إزالة ثلاث شعرات -يعني من منبتها- أو تقصيرها.
  • عند الحنفية: يكفي إزالة مقدار ربع الرأس.
  • عند الحنابلة والمالكية: يرَونَ حلق جميع الرأس أو التقصير.

طواف الإفاضة

ويُطلق عليه أيضًا اسم طواف الزيارة، وهو فرض من فرائض الحج باتفاق الفقهاء، والجمهور على أنّ الأفضل في وقت أدائه يوم النحر بعد الرمي والحلق،[٩] وللفقهاء في المذاهب الأربعة تفصيل طويل في ذلك يُنظر في مظانه.[١٠]

هل تختلف الواجبات عن السنن؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: واجبات عيد الأضحى

سنن عيد الأضحى لغير الحاج

ما السنن التي يستحب لمن لم يكتب له الحج أن يفعلها؟

يُسن لمن لم يكن حاضرًا في الحج أن يؤدي بعض الأمور في يوم العيد، ومنها:

صلاة العيد

ذهب الحنفية إلى وجوبها، وقال الشافعية والمالكية هي سنة مؤكدة؛ واستندوا إلى قوله -صلى الله عليه وسلم- للأعرابي حين سأله عن الصلوات الخمس، وقال الحنابلة هي فرض كفاية،[١١] وذهب جمهور الفقهاء إلى أن وقت صلاة العيد يبدأ حين يكون ارتفاع الشمس قد صار مقدار رمح إلى ابتداء الزوال، ويستحب عدم تأخيرها عن وقت ارتفاع الشمس قدر الرمح وذلك حتى يتفرغ المسلمون لذبح أضاحيهم، وقال الشافعية بأن وقتها يكون بين طلوع الشمس وزوالها.[١٢]

ومن فاتته الصلاة، فلاء قضاء لها أيًّا كان العذر وهذا عند المذهب الحنفي والمالكي، أما فقهاء المذهب الشافعي فقالوا بمشروعية القضاء، والحنابلة قالوا بأنها لا تقضى لكن من شاء أن يقضِ فلا حرج عليه.[١٣]

التكبير

ويكون في الطريق لصلاة العيد، أو في المسجد حتى إحرام الإمام بالصلاة،[١٤] ولا خلاف بين الفقهاء على جواز التكبير جهرًا في الطريق لمصلى العيد، وذلك لقوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ}،[١٥]ولِما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يجهر بالتكبير في طريقه لمصلى العيد،[١٦] وأما التكبير في أيام التشريق، فعند المالكية والشافعية والحنابلة مندوب، وقال الحنفية بوجوبه.[١٧]

التطيب والاغتسال

يستحب الاغتسال لعيد الاضحى لما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يغتسل لعيدي الفطر والأضحى، ويجزئ اقتصاره على الوضوء، فهو يوم يجتمع فيه الناس فيستحب الاغتسال والتطيب والاستياك.[١٨]

التزين والتجمل

يستحب التزيّن والتجمّل ولبس أفضل الثياب سواء أكان خارجًا للصلاة أم مقيمًا في بيته؛ لأنّه يوم زينة، وأمّ النساء فإذا خرجن من البيت فلا يتزينَّ.[١٩]

مخالفة الطريق بالعودة من صلاة العيد

وهو مستحب لثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ”،[٢٠] والحكمة في ذلك ليسلم على أهل الطريقيْن وقيل لتكثر شهادة البقاع، وقيل غير ذلك، فالذاهب للمسجد ترفع درجته.[٢١]

التهنئة بالعيد

ويستحب التهنئة بالعيد لأنّه يوم عظيم من أيّام الله سبحانه وتعالى، وليس هنالك صيغة محصورة بالتهنئة، ولكن تصح أي صيغة لم يكن فيها مخالفة للشرع، وقد سئل الإمام مالك عن قولهم: “تَقَبَّل اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ” و“غَفَرَ اللهُ لَنَا وَلَكَ”، فَقَال: “مَا أَعْرِفُهُ وَلاَ أُنْكِرُهُ”.[٢٢]

ذبح الأضاحي

وهي مشروعة حسب جمهور الفقهاء، وحكمها سنة مؤكدة، وذهب الحنفية إلى أنّها واجبة،[٢٣] ويشترط في الأضحية؛ أن تكون من الأنعام، وأن تبلغ سن التضحية، وأن تسلم من العيوب الفاحشة،[٢٤] وأن تكون ملكًا للذابح أو مأذونًا له فيها صراحة،[٢٥] ويبدأ وقت التضحية بطلوع فجر يوم النحر، والأفضل التضحية بعد صلاة العيد وهذا قول الحنفية، وذهب المالكية وأحد أقوال الحنابلة إلى أنّ وقت ذبح الإمام حين انتهائه من صلاة العيد ووقت تضحية المأموم حين انتهاء الإمام من التضحية، أما الشافعية -وأحد أقوال الحنابلة- فقالوا بعد طلوع شمس يوم النحر بمقدار ما يسع ركعتين وخطبتين خفيفتين.[٢٦]

تأخير الأكل لبعد الصلاة

ويستحب تأخير الأكل إلى ما بعد الصلاة، والحكمة من ذلك أنّه يوم أضحية، فاستُحِب أن يبتدئ يومه بالأكل منها، ويستحب أن يكون فطره من الكبد، غير أن الإمام أحمد بن حنبل خص هذا البند بمن له أضحية.[٢٧]

هل تختلف سنن عيد الأضحى عنها عن عيد الفطر؟ لمعرفة ذلك قم بالاطلاع على هذا المقال: ما هي سنن عيدالفطر

المراجع[+]

  1. أحمد حطيبة، شرح كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج، صفحة 18. بتصرّف.
  2. ^أبعطية سالم، شرح بلوغ المرام، صفحة 3. بتصرّف.
  3. ^أبعبدالرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 627. بتصرّف.
  4. عبدالرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 628. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1727، حديث صحيح.
  6. عبدالمحسن عباد، شرح سنن أبي داود، صفحة 3. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 345. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 57. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 345. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 52. بتصرّف.
  11. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 240-239. بتصرّف.
  12. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 243-244. بتصرّف.
  13. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 244-245. بتصرّف.
  14. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 346. بتصرّف.
  15. سورة البقرة، آية:203
  16. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 213-214. بتصرّف.
  17. [مجموعة من المؤلفين]، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 213. بتصرّف.
  18. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 115. بتصرّف.
  19. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 115-116. بتصرّف.
  20. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:986، حديث صحيح.
  21. موسى العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 496-497. بتصرّف.
  22. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 98-99. بتصرّف.
  23. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 77. بتصرّف.
  24. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 81-83. بتصرّف.
  25. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 88. بتصرّف.
  26. مجموعة من العلماء، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 91-92. بتصرّف.
  27. محمود خطاب السبكي، الدين الخالص، صفحة 325. بتصرّف.
Source: sotor.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *