مجلة أمريكية تكشف عن التاريخ الإرهابي لشارون 50 عاما من حمامات الدم والتمثيل بجثث الضحايا
___________________________size=3>
لا يستبعد المعنيون بالسياسة في الشرق الأوسط تفاقم قضية الصراع العربي – الإسرائيلي ، وتصعيد المواجهات وأعمال القتل ضد الفلسطينيين ، في ظل حكومة السفاح أرييل شارون الذي يحفل تاريخه بصفحات الدم والقتل والتخريب ، منذ أن التحق بفرق عصابة الهاجاناة الصهيونية عام 43 حتى الآن.
وخلال الفترة الأخيرة أفردت مجلة “كاونتر بانش” الأمريكية المتخصصة في الشئون السياسية، مساحة لنشر معلومات وحقائق تثبت كلها أن تاريخ هذا السفاح الإسرائيلي حافل بـ”الفساد الأخلاقي” بما ارتكبه من جرائم لها سجلات مخزية تبدأ بتوليه قيادة الوحدة المعروفة باسم 101 التي قامت بأعمال وحشية ضد العرب طوال الخمسينيات.
وكان من الأهداف الأساسية لتلك الوحدة زرع الرعب والخوف في قلوب المواطنين العرب بفلسطين ، عن طريق الذبح والتمثيل بالجثث لكل من يقابلهم من سكان القرى العربية ، سواء كانوا من الرجال أو الشيوخ والنساء والأطفال، وهو ما قامت به الوحدة (101) ضد سكان مخيم البريج للاجئين في جنوب غزة وقتلت 50 لاجئا ، بطريقة شرحها فاجن بينيكي ، مسؤول الأمم المتحدة في تقرير قال فيه: ” قام رجال شارون أثناء الليل بإلقاء القنابل من خلال نوافذ أكواخ اللاجئين، الذين كانوا نائمين مع أطفالهم ، وعندما استيقظوا مذعورين ، وهبوا ناحية الأبواب للخروج ، قابلهم رجال الوحدة (101) بهجوم بالأسلحة الاوتوماتيكية “.
كما قامت الوحدة نفسها – برئاسة شارون – بمهاجمة قرية قبية الأردنية في عام 53 أيضا، وتقول المجلة الأمريكية إن هذه الواقعة ارتكبت فيها أعمال وحشية تلطخ تاريخ رئيس وزراء إسرائيل حتى الآن ؛ على الرغم من محاولات التستر وإخفاء حقيقة ما حدث في الغرب .. حيث يقوم عدد من الإعلاميين المؤيدين لإسرائيل بتجاهل ممارسات شارون والتستر عليها .
وتذكر المجلة الأمريكية أن من هؤلاء الذين يعملون على تبييض صفحات السفاح الإسرائيلي: صحفية في “نيويورك تايمز” تدعى ديبوراه سونتاتج، والتي وصفت مؤخرا شارون بأنه مجرد “جرو صغير “برىء !!
كما كتب مراسل لجريدة واشنطن بوست في القدس المحتلة محاولا تبرير الزيارة التي قام بها شارون إلى الأماكن الإسلامية المقدسة في سبتمبر عام 2000 ووصفه بأنه كان في هيئة الجندي المهيب شارون.
size=3>صبيحة المجزرة
size=3>ويصف المؤرخ الإسرائيلي آفي شليم المذبحة التي ارتكبها شارون ضد قرية قبية قائلا : أمر شارون جنوده باختراق واقتحام القرية وهدم جميع منازلها، وراح ضحية لذلك معظم السكان ، ولم يتم اكتشاف المجزرة إلا صبيحة الهجوم ، لقد تحولت القرية إلى أكوام من الحجارة بعد هدم 45 منزلا وقتل 69 مدنيا، 66 % منهم أطفال ونساء .
رسائل استغاثةsize=3>
وهناك رواية أخرى لأحدالمراقبين بالأمم المتحدة في المنطقة يقول فيها : في البداية فتح رجال شارون النار على أبواب منازل قرية قبية ؛ وذلك لمنع السكان من الخروج من بيوتهم حتى يتسنى للجرافات هدمها فوق رؤوس من بداخلها .
وتضيف المجلة أن مذبحة قبية تواكبت مع رسالة تلقاها السكرتير العام للأمم المتحدة، ومؤرخة في 16 أكتوبر عام 53 من المبعوث فوق العادة بالمنطقة، وأوضح في رسالته الآتي:
“في الساعة التاسعة والنصف من ليل 14 أكتوبر 53 قامت جماعات إسرائيلية ، معها كتيبة مصفحة بمهاجمة قريبة قبية بالمملكة الأردنية الهاشمية . ووفقا للتقارير الدبلوماسية كما تؤكد المجلة ، قامت القوات الإسرائيلية بدخول القرية وقتل جميع سكانها ؛ مستخدمة في ذلك الأسلحة والقنابل اليدوية والقنابل الحارقة، وهدمت المنازل ومدرسة القرية، وصهريجا للمياه .. ولكي تغطي عملية انسحابها من القرية، أخذت المدافع الإسرائيلية في ضرب القرى المجاورة ، من مواقع عسكرية أخرى
أكواخ الأمم المتحدةsize=3>
لكن ماذا فعل هذا السفاح الذي يعيث في المنطقة العربية فسادا عندما كان قائدا للقوات الإسرائيلية في جنوب الأراضي الفلسطينية المحتلة ؟ لقد قام بعملية أطلق عليها « تطهير غزة » في وقت مبكر من السبعينيات ، وأعاد كاتب في جريدة اندبندنت اللندنية في 21 يناير من هذا العام إلقاء الضوء على تلك العملية، بمناسبة الانتخابات التي جرت في إسرائيل وفاز فيها شارون برئاسة الحكومة :
يقول الكاتب فيل ريفيز “إن رئيس الوزراء الإسرائيلي قام بعد حرب 67 وحتى عام 70 باقتحام مخيم الشاطئ الذي لا يعدو كونه أكواخا مزدحمة باللاجئين ، ومتناثرة بلا نظام، قامت هيئة الأمم المتحدة لمساعدة لاجئي عام 48 ببنائها في ذلك الوقت حيث كان أولئك اللاجئون في انتظار المجتمع الدولي ليحدد لهم مستقبلهم .
ويضيف الكاتب قائلا : اقتحم رجال شارون ذلك المخيم ومكثوا فيه أياما طويلة في صحبة البلدوزرات التي شرعت في هدم مئات المنازل بهدف شق طرق واسعة تؤمن للجنود الإسرائيليين ومعداتهم الحربية الثقيلة، التحرك بسهولة خلال المخيم، وتفرض سيطرتها عليه، وتقتنص عناصر المقاومة الفلسطينية.
size=3>الطرد إلى سيناء
size=3>لكن كيف تمت هذه العملية ؟
مع الليل بدأ رجال شارون في وضع علامات حمراء على المنازل التي قرروا هدمها ، ويقول إبراهيم غانم العامل المتقاعد الذي يبلغ عمره 70 سنة ، إنهم عادوا في الصباح ، وأمروا اللاجئين بالرحيل ، وكان الجنود يصيحون في وجوهنا: ياللا.. ياللا.. ياللا ، وألقوا بكل حاجياتنا في الطريق ، ثم بدؤوا في تسوية كل ما هو قائم بالأرض بواسطة البلدوزرات ، وكان الجنود يضربون الناس ، هل تستطيع أن تتصور ذلك ؟ جنود مدججون بالسلاح يضربون أطفالا صغارا .
واتخذ عدد كبير من اللاجئين المدارس ستارا لهم من هجمة شارون ، وتزاحم عدد منهم مع أقاربهم وجيرانهم ، داخل الحجرات التي لم تقع في طريق البلدوزرات ، أما أفراد العائلات التي لها ناشطون سياسيون ، فقد تم جمعهم في صناديق الشاحنات الإسرائيلية ، وإبعادهم إلى إحدى مدن شبه جزيرة سيناءالتي كانت في ذلك الوقت تحت الاحتلال الإسرائيلي
وإلى لبنان والأردن .
ويواصل التقرير الذي نشره “ريفيز” موضحا أن الخراب الذي شهده مخيم الشاطئ لم يكن يتصوره عقل، ففي أغسطس من عام 71فقط كانت الجماعات الإسرائيلية المسلحة ، تحت قيادة شارون قد هدمت 2000 منزل في منطقة غزة ، وطردت 16 ألف مواطن ، ونفتهم بعيدا عن ديارهم ليصبحوا لاجئين للمرة الثانية في حياتهم بعد نكبة 48 ، بينما تم اعتقال المئات من الشباب الفلسطينيين وترحيلهم بالقوة إلى الأردن ولبنان وإبعاد 500من أقارب المشتبه في اشتراكهم في مقاومةالاحتلال إلى سيناء وفي النصف الثاني من عام 71 تم إعدام 104 من الناشطين الفلسطينيين ؛ فلم تكن سياسة شارون – حينذاك – هي اعتقال المشتبه بهم بل قتلهم.
size=3>بارليف شارون
size=3>وتؤكد مجلة كاونتر بانش أن مثل هذه السياسة التي أشعرت الإسرائيليين بالرضا عما يقومون به أدت لأول هزيمة تتعرض لها إسرائيل على أيدي القوات المصرية في عام 73 التي نجحت في تدمير خط بارليف الحصين دون صعوبة ، الخط الذي كان قد أنشأه بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس ، ومع ذلك لم تتوقف جرائم ومذابح السفاح الذي يرأس الحكومة الإسرائيلية حاليا .
وفي عام 81 – عندما كان وزيرا للدفاع – قام بزيارة لدولة زائير وتناول الغداء مع الرئيس موبوتو على اليخت الرئاسي وهناك عقد شارون صفقة تقضي بأن تستخدم إسرائيل علاقتها الحميمة برجال الكونجرس الأمريكي لتقديم مزيد من المساعدات لزائير ، وهو ماتم إنجازه بالفعل في مقابل أن يعيد موبوتو العلاقة الدبلوماسية مع إسرائيل ولم يكن ذلك هو فقط ما خطط له شارون في أفريقيا ؛ بل قام برحلات إلى أنجولا والتدخل في الشؤون الداخلية في دولة جنوب أفريقيا.
size=3>محاولة نووية
size=3>وفي عام 82 كان شارون وزيرا للدفاع في وزارة مناحم بيجن الثانية، وتولى بنفسه عملية اجتياح بيروت ووضع خطة تحطيم وتصفية الفلسطينيين في لبنان، وإبعادهم إلى الأردن وتحويل لبنان إلى دولة تابعة لإسرائيل، إن هذه الخطة التي أشرف عليهاشارون أدت إلى استشهاد حوالي 20 ألفامن الفلسطينيين واللبنانيين ، إلى جانب مقتل أكثر من الف جندي إسرائيلي حيث أشرف شارون على تفجير القنابل في المناطق كثيفة السكان كيفما شاء ،كما أشرف على مذبحة مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين ،وأحصت الحكومة اللبنانية 267 جثمانا كانت مدفونة تحت الانقاض ، وأعدادا أخرى تزيد على 1200 دفنوا بواسطة أقاربهم ، بعدما لقوا حتفهم تحت الآلة الوحشية الإسرائيلية.
الملحق السري للجنة كاهاناsize=3>
هذه التفاصيل توردها مجلة كاونتر بانش أيضا حول مذبحة صبرا وشاتيلا التي بدأت في السادسة من مساء يوم 16 سبتمبر عام 82 حتى الثامنة من صباح يوم 18 من الشهر نفسه ، حيث وضعت القوات الإسرائيلية صبرا وشاتيلا تحت سيطرتها، وأطلقت على السكان قوات الكتائب اللبنانية الحليفة لها، وطوال 52ساعة رهيبة من الرعب تم قتل الأولاد القصر والأطفال والنساء بمن فيهن الحوامل، وكذلك الكهول الذين تم التمثيل بجثثهم وتم نزع أحشاء عدد من هؤلاء الضحايا. size=3>size=3>
التحقيق الذي أجرته المحكمة الإسرائيلية برئاسة اسحق كاهانا حول مذبحة صبرا وشاتيلا وصل إلى نتيجة حتمية ، وهي أن شارون وإسرائيليين آخرين يتحملون المسؤوليةعن المذبحة ومع ذلك ما يزال هناك جزء آخر من هذه التحقيقات لم يعلن عنه حتى الآن ، وما تزال هناك بعض الوثائق السرية التي لم تخرج من أدراج المحكمة العليا منذ عام 83 حتى هذا الوقت.
size=3>size=3>