انخفض منسوب نهر الفرات لأول مرة سنة 1975 ، فقامت حكومة صدام آنذاك بشن حملة شعواء على حكومة البعث في سوريا وأتهامها بأنها تدبر لتجويع شعب العراق بينما كانت سوريا تقوم بتعبئة البحيرات الأصطناعية خلف السدود بالمياه، تكرر انخفاض منسوب المياه في دجلة والفرات في السنوات اللاحقة، فأذا لم تتخذ أجراءات جدية وفعالة في الأمد القريب والمتوسط والبعيد ستنشأ كوارث صحية واجتماعية واقتصادية وبيئية، كانتشار الأمراض الوبائية كالكوليراالذي انتشر في محافظة السليمانية وبعض محافظات الوسط سنة 2008، ويؤدي الى التصحر وتكرار العواصف الرملية وهجرة سكان الأرياف الى المدن وتوقف المحطات الكهرومائية المقامة على السدود ومحطات تصفية المياه وكل مرفق صناعي يحتاج الماء ونفوق الأبقار والأغنام وبقية الحيوانات الأليفة والبرية
اسباب شحة المياه
· لم تفكر الحكومات العراقية بأجيال المستقبل وأستثمار مبالغ كافية من عائدات النفط في المشاريع المائية، أي استثمار الأموال في الطاقة المتجددة ( النبات ) حيث نعلم بأن النبات يحول اوكسجين الهواء وعناصر التربة وطاقة الشمس الى طاقة كربونية مخزونة في النبات ومنها يستخرج الوقود الحيوي كالزيوت والكحول الأثيلي، والأهم من ذلك فأن الأمن الغذائي يعتمد على ما ينتج من محاصيل زراعية داخل العراق، ولم تعقد الحكومات العراقية الأتفاقيات مع تركيا وايران وسوريا تنظم قسمة المياه بين هذه الدول حسب عدد السكان ومساحة الأرض الصالحة للزراعة.
· تزود منابع دجلة في تركيا حوض نهر الفرات في العراق ب 51% من المياه ومنابع الفرات في تركيا تزود حوض الفرات ب 89% من مياهه، قامت تركيا ببناء 14 سد على نهر الفرات وروافده داخل اراضيها و8 سدود على نهر دجلة وروافده، تحتاج تركيا عدة سنوات لملأ البحيرات الأصطناعية خلف هذه السدود، كما تطمح تركيا زيادة الرقعة الزراعية وتصدير الماء الى اسرائيل ودول الخليج بواسطة انبوب السلام المقترح الذي يبلغ طوله 6500 كيلومتر وطاقته 4 ملايين متر مكعب من الماء يوميا وبكلفة 21 مليار دولار.
· يبلغ عدد روافد دجلة التي تنبع من ايران سواء الموسمية منها أو الدائمية 30 رافد، قامت ايران بتحويل مسارات معظمها الى داخل ايران وبنت عدة سدود عليها ومنها 5 سدود على نهر الكارون، كما تنوي ايران سحب المياه من الجبال ومنابع الأنهار في سلسلة جبال زاكروس وبيعها لدول الخليج، يبلغ طول المشروع 300 كيلومتر وطاقته 300 مليون متر مكعب في السنة.
· أنشأت سوريا 5 سدود ثلاثة منها كبيرة شيدت في منتصف الستينات، وتنوي الحكومة السورية أنشاء سد آخر شمال ديرالزور، تحجز هذه السدود مليارات من الأمتار المكعبة من المياه.
· شيد العراق 7 سدودعلى روافد دجلة والفرات فزاد ذلك من مشكلة شحة المياه في وسط وجنوب العراق.
· تبلغ نسبة سقوط الأمطار في كوردستان 600-1200 ملليمتر في السنة وفي بقية العراق اقل من 200 ملليمتر في السنة، سبب التلوث بالغازات الصوبية وقطع اشجار الغابات وزحف المباني والمنشئات على الأراضي الصالحة للزراعة قلة سقوط الأمطاروالثلوج على جبال كوردستان مما أدى ذلك الى قلة المياه التي تغذي المياه الجوفية والعيون والأبار الأرتوازية والروافد.
· يستهلك العراق 93% من مياهه في الزراعة، يقوم النبات باستهلال اقل من 1% من الماء في التفاعلات الكيميائية ونسبة تبلغ 80% من وزنه الطازج أو اكثر في ملأ الخلايا والباقي من الماء الممتص يفقد بالنتح أويذهب اغلبه الى المياه الجوفية أو المبازل أو يتبخر من سطح السواقي والمساطب.
· الأستعمالات المنزلية تستهلك 3% من مياه العراق، تهدرالمياه الصالحة للشرب في سقي الحدائق أو في غسل السيارات والملابس أو يسرق أو يتسرب من شبكات الأنابيب التالفة.
الحلول
نطرح افكارا نابعة من تخصصنا في الزراعة قد تكون معروفة والبعض الآخر منها جديد نهدف من ورائها تأمين الماء بعزة وكبرياء لدجلة والفرات، الفرات الذي سقانا وغذانا من الصغر وحتى الكبر ولا نريد منة من دول الجوار ، لنفكر بأمننا المائي الذي هو أمننا الغذائي.
1- يجب تشكيل لجان مكافحة الجفاف في كل محافظة يشارك فيها اساتذة الجامعات المختصون بالزراعة ومديريات الزراعة ومهندسي الري والبلديات والمؤسسات الحكومية التي لها علاقة بالماء واستعمالاته.
2- عقد اتفاقيات مع تركيا وايران وسوريا يتم فيها تثبيت حصة العراق من الماء سنويا ومنع تلوث مياه دجلة والفرات الداخلة للعراق وايداع هذه الأتفاقيات لدى الأمم المتحدة .
3- استثمار مشترك في المشاريع الزراعية على ضفاف دجلة والفرات مع تركيا وعلى الروافد التي تنبع من ايران مع ايران وكذلك مع سوريا على ضفاف الفرات.
4- بناء مصانع لتصنيع انابيب الرش والتنقيط والبزبازات وجميع انواع المضخات المائية وأدوات حفر الآبار.
5- تقليل السقي السطحي ( السيح ) حسب الأمكان وذلك بأستعمال السقي بالتنقيط أو الرش.
6- عمل سواقي فوق سطح التربة مصنوعة من الأسمنت وذلك لمنع رشح الماء الىالماء الجوفي، وتبطين السواقي والجداول القائمة والمبازل بمواد بلاستيكية تمنع تسرب الماء للمياه الجوفية.
7- استحلاب السحب وخاصة في المناطق الغربية والوسطى والجنوبية، وعمل صهاريج لخزن مياه الأمطارفي المزارع وفوق أو لسفل العمارات واستعمال هذه المياه في غسل الملابس وسقي الحدائق، حجز مياه السيول والأستفادة منها وعمل شبكات لتصريف مياه الأمطار منفصلة عن شبكات الصرف الصحي تخزن هذه المياه أو تغذى بها الأنهار.
8- زراعة اصناف الحبوب والخضراوات القصيرة والمبكرة النضج، وأذا تعذر ذلك ترش النباتات بمضادات النتح التي تمنع النتح وتسمح بتبادل الغازات، رش مثبطات النمو على نباتات المحاصيل الحقلية الطويلة لتقليل نموها الخضري وبذلك يقل استهلاك الماء على أن تكون مثبطات النمو غير ضارة بصحة الأنسان.
9- ضبط مسافات الزراعة والعزق يقللان التبخر من التربة، وأضافة السماد الحيواني للترب الخفيفة يزيد من فترة مسك الماء ويمنع ترشحه للماء الأرضي.
10- عمل شبكات تصريف مياه الصرف الصحي في كل مدينة والأستفادة من هذه المياه بعد معالجتها في سقي الحدائق والمزارع القريبة من المدن وفي الأستخدامات الصناعية، تحلية مياه المبازل وشط العرب واستعمال هذه المياه في الزراعة والأستهلاك المنزلي.
11- منع تسرب المياه من انابيب المياه الصالحة للشرب وتبديل الحنفيات القديمة بحنفيات تعمل بالكبس ووضع سعرين للماء المستهلك، سعر لمتوسط استهلاك العائلة العادي في الشهر وسعر اعلىاذا زاد عن ذلك، ومنع استعمال مياه الشرب في سقي الحدائق وغسل السيارات.
12- حفر الآبار في محافظة السليمانية وفي صلاح الدين والأنباروفي المناطق الصحراوية الصالحة للزراعة، الأستفادة من الينابيع الطبيعية والعيون في كوردستان للشرب والزراعة كينابيع احمد آوا وحاج عمران وبيخال وخنس وزاويته-بابلووبامرني، يمكن ايصال مياه الينابيع مباشرة للمدن القريبة بواسطة الأنابيب وسقي المزارع المحيطة بالأنبوب.
المصدر: مجلة المياه
Source: Annajah.net