شخصية الطفل تتكون منذ بداياته، فما نزرعه في أطفالنا هو ما سيظل فيهم العمر بأكمله، طفلك هو مرآة لتربيتك له هل تفضل أن تربي شخص ضعيف الشخصية غير قادر على التحكم في حياته وقراراته، متردد غير واثق في نفسه، أم تريد أن تربي شخص قيادي يستطيع أن يتخذ قرارات حياته وقادر على التمييز والتفكير واثق بنفسه وناجح في دراسته وعمله؟؟ إذا كان اختيارك تربية شخص مسئول يتمتع بقوة الشخصية عليك أن تعلم جيداً أن البداية عندك.
دليلك إلى تقوية شخصية الطفل من الألف إلى الياء
شخصية الطفل مختلفة عن غيره
يجب أن تدرك جيداً أن طفلك يختلف عن غيره من الأطفال، لذا لا تقارنه بغيره، يجب أن تترك طفلك يكون نفسه فليس عليه أن يشبه أي طفل آخر فما يجيده طفلك لا يجيده الآخرون وما يجيدونه ليس بالضرورة أن يجيده طفلك لذا لا تفرضي عليه نمط معين وقالب محدد يلتزم به وتقارنه بأقرانه حتى لا تخلق بداخله شعور بالفشل والعجز كما لا تلزمه أن يتصرف مثلك كن فقط مثل أعلى له يحتذي به بإرادته ولكن شجعه أن يكون نفسه مع توجيهه وتنبيهه لأخطائه، تذكر جيداً طفلك مختلف وليس عليه أن يكون نسخة من أي شخص آخر حتى لو كان هذا الشخص شخصاً جيداً. شجعه على أن يتصرف بطبيعته وعليك أن تتأكد بأن شخصية الطفل القوية تبدأ من كونه يتصرف على طبيعته ويحبها فلن تكون شخصيته قوية إذا كان لا يحب نفسه بسبب انتقادك له وإحساسه بأنك تراه أقل من الآخرين فذلك يضعف ثقته بنفسه.
تنمية قدرة الطفل على الاختيار
القدرة على الاختيار واتخاذ القرارات أهم مهارة عليك أن تعمل على تنميتها في طفلك، فقدرة طفلك على الاختيار منذ الصغر ستعلمه عند الكبر أن يتخذ قراراته بثقة، لذا أول ما يجب عليك عمله هو ألا تتدخل في كل اختياراته وفرض ذوقك وتفكيرك عليه وإلزامه به، اجعله يختار كل ما يخصه، من ملابس وأدوات مدرسية وأحذية أو حقائب، عندما تطلب من طفلك أن يختار كل ما يخصه فإن ذلك سيمنحه الثقة في قراراته واختياراته كما يمكنك أيضاً أن تشعره بأهميته إذا سألته عن رأيه في بعض الأمور البسيطة مثلاً تسأله أن يقترح وجبة الغداء أو مثلاً تقول له انك احترت بين ربطتي عنق فاسأله أن يختار أيهما أفضل، هذا الموقف سيسعده كثيراً أن تأخذ رأيه في مثل هذه الأشياء البسيطة فسيشعر بدوره في المنزل وأهمية رأيه، وسينعكس ذلك بالطبع على شخصية الطفل وثقته بنفسه.
المديح
إذا مدحك مديرك في العمل ألن ينعكس ذلك بالإيجاب على أدائك في العمل وسيزيد من ثقتك في قدراتك؟ كذلك طفلك، المديح في حالة قيامه بأمر جيد يجعله يستمر في هذا العمل بل سيزيد مدحك له من ثقته في نفسه وفي قدراته مما ينعكس على قوة شخصيته.
وفي حالة إذا كنت تدربه على فعل شيء روتيني كإنهاء واجباته أو ترتيب غرفته أو غسل أسنانه وغيرها من الأشياء التي يجب عليه فعلها يومياً عليك أن تمدحه في كل مرة ينهي فيها شيئاً من هذه الأشياء كما يمكنك أن تصنع له لوحة شرفية بالأيام وتجعله يضع لنفسه نجمة في اليوم الذي ينهي فيه كل ما يجب عليه فعله دون أوامر مباشرة أو إلحاح منك.
بذلك سيتعلم طفلك تحمل المسئولية وسينعكس ذلك بالإيجاب على شخصية الطفل فأنت بذلك تربي طفل قوي الشخصية لأن تحمل المسئولية يقوي شخصية الطفل ويجعله واعي بما عليه فعله بدون أوامر من أحد وسيزيد ذلك من ثقته في قدراته.
الخصوصية
إن تعزيز ثقة الطفل في نفسه وتقوية شخصية الطفل تتطلب أن تحترم خصوصيته ورغباته وعدم التدخل بها حتى تتكون شخصية الطفل بشكل سليم ويتعلم احترام خصوصيات الآخرين. بالتأكيد طلبت من طفلك أن يطرق الباب قبل الدخول إلى غرفتك حتى لا يقتحم خصوصيتك لكن لم لا تطرق أنت بابه قبل الدخول إلى غرفته؟؟ عليك أن تحترم خصوصيات طفلك حتى تربي طفلاً ذو شخصية قوية، اطرق بابه قبل الدخول إلى غرفته، ولا تفتش في أشيائه دون إذن منه حتى تعلمه احترام الخصوصيات.
العقاب بدون توبيخ أو تهديد
- إذا كان طفلك يخاف منك فلا تعتبر خوفه علامة على حسن تربيتك له، خوف طفلك منك ناقوس خطر ينذرك بأنك تنشئ طفلاً ضعيف الشخصية، لذا عليك أن تنتبه جيداً.
- لا تجعل عقابك لطفلك هو أول ما تلجأ إليه في حالة عدم اتباعه لتعليماتك أو قيامه بأمر سبق وحذرته منه باعتبار أنك بذلك تربيه، فالعقاب له أسس وقواعد ولا يجب أن يكون الضرب وسيلة لعقاب طفلك في أي حال من الأحوال عليك أن تتجنب العنف تماماً فالعنف دائماً ما يأتي بنتائج سلبية، فإما أن يصبح طفلك ضعيف الشخصية أو يصبح عدوانياً وأياً كانت النتيجة فإنها لن تكون لصالحك أو لصالح طفلك.
- أولاً إذا أردت أن تنهي طفلك أو تمنعه عن عمل ما عليك أن تنظر إلى عينيه وتوجه له رسالة صريحة صارمة بعدم القيام بما فعله مرة أخرى واشرح له سبب نهيك له عن القيام بهذا الأمر، لكن احرص على ألا تهدده فالتهديد يأتي بنتائج عكسية وستجعل طفلك دائم الخوف منك وبالتالي سيصبح طفلك ضعيف الشخصية.
- في معظم الحالات لن يقدم طفلك على القيام بهذا الأمر مرة أخرى لكن ماذا إذا كرره فعلته مرة أخرى؟ في هذه الحالة يأتي دور العقاب، ينبغي أن يكون عقابك على قدر الفعل، وأفضل وسيلة لمعاقبة طفلك هي العقاب الافتراضي، كيف؟
- العقاب الافتراضي هو قيامك بحرمان طفلك من شيء لم يملكه قط مثلاً أن تقول له أنك كنت تنوي أن تصطحبه للملاهي والآن بعد أن قام بهذا الفعل فإنك قد غيرت رأيك أو أنك كنت تنوي شراء لعبة جديدة والآن لن تشتريها له، في الواقع انت لم تكن ستصطحبه للملاهي ولا ستشتري له لعبة لكنه سيفهم أنه معاقب. وبذلك يأتي عقابك بالنتيجة المرجوة منه وهو امتناع الطفل عن الأفعال الخاطئة بدون أن تستخدم الصراخ أو الضرب أو التوبيخ حتى لا تضعف شخصيته وتؤثر بالسلب على تكوين شخصية الطفل .
تشجيع الطفل على القراءة
القراءة من أهم الأشياء التي تساعد في نمو شخصية الطفل وتزيد من ثقته في نفسه، ذلك أن القراءة تساهم في توسيع أفق الطفل وتزيد من معلوماته فتجعله متحدث لبق ومثقف فينعكس ذلك على ثقته بنفسه وتنمي شخصيته فيصبح طفلك ذو شخصية قوية واعية لذا عليك أن تشجع طفلك على القراءة وتناقش معه كل كتاب يقرأه وتتنافس معه من ينهي قراءة الكتاب قبل الآخر حتى تجعله محباً للقراءة.
تجنب الخلافات الزوجية أمام طفلك
لا تعتقد أن خلافاتك مع مع شريكك لا تؤثر على طفلك، بل إن علاقتك بشريكك تؤثر بكل تفاصيلها على تكوين شخصية الطفل ونفسيته فكثرة الخلافات أمام الطفل تضعف شخصيته، لذا عليك أن تتجنبوا إثارة الخلافات أو إدارة المناقشات الحادة التي تحتمل الغضب أمام الطفل عليكم أن تأجلوا تلك المناقشات في وقت لاحق بعيداً عنه.
تكوين شخصية الطفل يبدأ منذ عمر ٣ سنوات حيث يبدأ في التعبير عن نفسه والاعتماد على نفسه أكثر، لذا عليك أن تنتبه لكل أفعالك أمامه وفي تعاملك معه وتبتعد عن كل ما يضعف شخصيته لكي تخرج للمجتمع إنسان صالح، سوي، وقوي الشخصية.