هيا بنا نتعرف عبر مقال اليوم على أركان الإسلام ، الإسلام هو خاتم الأديان أنزله الله كي يُخرج العباد من ظلمات الكفر، والضلال إلى نور الهداية، والإيمان.
جاء الإسلام ليُنظم حياة البشر، والكون، ويجعل العبد أقرب إلى ربه لذلك فلابد من وجود بعض الأسس، والأركان التي نسير عليها لنحظى برضا الله في الدنيا، والآخرة فقد أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم كي يبين لنا أسس، ومبادئ الإسلام من خلال السنة النبوية الشريفة، والقرآن الكريم.
ومن خلال مقال اليوم على موسوعة سنتعرف على الأركان التي يرتكز عليها الدين الإسلامي، وواجب على كل مسلم الالتزام بها، وتطبيقها في حياته.
أركان الإسلام
للإسلام أحكام، وقواعد من الواجب على كل مسلم أن يسير عليها ليحظى بالخير، والنعيم في الدنيا، والآخرة حددها الله سبحانه وتعالى، وأمرنا بها رسوله صلى الله عليه وسلم في خمسة أركان فمن يرغب في أن يكون عبدًا شكورًا طائعًا لله حقًا فعليه التمسك بهم حيث أن من يلتزم بهم يستقيم إسلامه، وتصح عقيدته، ومن يتركهم يخسر دينه، ويصبح من النادمين في الحياة، وبعد الموت.
سميت بأركان الإسلام لأن الركن هو الأساس، والقاعدة التي يقوم عليها البناء فإذا صلُحت صلح العمل، والبناء، واكتمل، وإذا فسدت سقط البناء، وانهار.
أركان الإسلام الخمسة
حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان” أخرجه البخاري، ومسلم.
1- الشهادتان
هي المفتاح الذي يدخل به الفرد الإسلام تتمثل في شقين الشق الأول قول (أشهد أن لا إله إلا الله) فلا معبود سوى الله، ولا أحد يستحق العبادة غيره، ولا خالق لهذا الكون سواه، وليس بالقول فقط، ولكن يُصدقها بقلبه، وتشهد على ذلك جوارحه.
أما الشق الثاني فيتمثل في قول (أشهد أن محمدًا رسول الله) أي أن يؤمن الفرد بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو المبعوث من عند الله بهذا الدين ليؤمن به كافة البشر ليبشرنا، وينذرنا، وهذا الإيمان يصح بإتباع أوامره، واجتناب نواهيه، وأكد ذلك قول الله عز وجل في القرآن الكريم في سورة الحشر: “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)”.
2- إقام الصلاة
فالصلاة هي عماد الدين، والصلة التي تربط بين العبد، وربه، وأول ما يُحاسب عليه الفرد يوم القيامة فإذا صلحت صلح عمله كله، وإذا فسدت فسد العمل كله ففرض الله علينا خمس صلوات على مدار اليوم تتمثل في 🙁 الفجر _ الظهر _ العصر _ المغرب _ العشاء) على كل منا أن يُؤدي كل فرض في موعده المحدد، وبالشكل الذي وضحه لنا الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم فعن مالك بن الحويرث رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صلُّوا كما رأيتُموني أُصلِّي” رواه البخاري.
3- إيتاء الزكاة
الزكاة هي العبادة المالية التي فرضها الله على عباده ليُطهر بها أموالهم، وأنفسهم من الغل، والحقد، وينشر بها الألفة، والمحبة بين طوائف المجتمع الواحد فقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز في سورة التوبة :“خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا …(103)”.
حدد الله سبحانه وتعالى المقدار المخصص للزكاة لمن ملك النصاب كما حدد الفئات التي تستحق الزكاة، وذكرهم في سورة التوبة :“إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)”.
4- صوم رمضان
الفرض في الصيام هو صيام شهر رمضان فهذا الشهر تكثر فيه الطاعات فيجتهد المسلم بكل عزيمة، وإيمان، وبقدر المستطاع أن يتقرب إلى الله بالطاعة، والإكثار من الصدقة، وقيام الليل، وقراءة القرآن مع الصيام كي ينال رضا الله، ورحمته، وغفراه في هذا الشهر فقد جعل الله سبحانه وتعالى أوله رحمة، ووسطه مغفرة، وآخره عتق من النار فعلى كل منا أن يغتنم هذه الفرصة، ولا يخسرها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :“من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” (رواه البخاري).
ومن رحمة الله بعباده عندما فرض الصيام على المسلمين أسقط هذا الفرض على كل من لا يقوى على الصوم لسبب كبير من المرض، أو السفر فقد قال تعالى في سورة البقرة :“شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)”.
5- الحج
الحج فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر من الناحية البدنية، ومن الناحية المادية نظرًا لارتفاع تكلفته في هذه الآونة فقد قال الله عز وجل في سورة آل عمران :“وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ …(97)” فهذا الفرض جاء لتزكية نفوس البشر، وتعليمها لمبادئ الصبر على الطاعة، وعبادة الله حقًا، ولذلك فأجره عظيم فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ” رواه البخاري ومسلم.
وبهذا نكون أجملنا لكم أركان الإسلام الخمسة التي على كل مسلم أن يضعها نُصب عينه، ولا يغفل عنها ففيها النجاة في الدنيا، والآخرة.



