شرح المبتدأ والخبر
٠٩:٠٧ ، ٩ يونيو ٢٠٢٠
![شرح المبتدأ والخبر شرح المبتدأ والخبر](https://mrahba.com/wp-content/uploads/2021/04/d8b4d8b1d8ad_d8a7d984d985d8a8d8aad8afd8a3_d988d8a7d984d8aed8a8d8b1-1.jpg)
}
تعريف المبتدأ والخبر
يعرّف المبتدأ بأنه اسم مرفوع يأتي في بداية الجملة الاسميّة، ولا يكون إلا اسمًا، وهو عارٍ عن العوامل اللفظية؛ أي لم يتسبب عامل في رفعه، مثل اسم كان، أو خبر إنَّ، أو خبر المبتدأ، بل مرفوعٌ بعامل معنوي، هو الابتداء؛ أي: بسبب وجودِه في أول الجملة الاسمية، ولا يسبقُه لفظٌ آخر، مثل قوله سبحانه: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} [الفتح: 29]، لفظ (مُحمّد) صلى الله عليه وسلم مبتدأ مرفوع، والذي جعله مرفوعًا وقوعه في بداية الجملة الاسمية، ويعرّف الخبر بأنه: الاسم المرفوع المُسنَد إلى المبتدأ؛ أي المُخبِّر عن المبتدأ، وهو من يُتِمُّ الكلام مع المبتدأ، وتحصل بهما معًا الفائدة من الجملة، والخبر مرفوعٌ بعاملٍ لفظيّ، هو (المبتدأ)، الذي جعَل الخبر مرفوعًا، و(المبتدأ) عامل مُتلفَّظ به، والأصل في الخبر أن يكونَ اسمًا، لكنَّه قد يكون جملة فعليّة، أو جملة اسميّة، أو جارًّا ومجرورًا، أو ظرفًا، ولا يكون الخبر إلا مرفوعًا، ولا يتمُّ معنى الجملة الاسمية الأساسي إلا بالخبر، ولا تستقيم إلا به، كما جاء في المثال السابق: قولِه سبحانه: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} [الفتح: 29]، و(رسول) خبر المبتدأ؛ لأنه اسمٌ مرفوع، قد تمَّ الكلام به مع المبتدأ، وحصلت الفائدة، ومثل: قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (أحَبُّ البلادِ إلى اللهِ مساجدُها وأبغَضُ البلادِ إلى اللهِ أسواقُها)[صحيح ابن حبان|خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه]، فهناك جملتان اسميتان في الحديث الشريف هما: (أحبُّ البلاد إلى الله مساجدُها)، وهي مكوّنة من: المبتدأ المرفوع: (أَحَبُّ) وجاء في بداية الجملة، والخبر المرفوع (مساجدها) وقد تمَّ به المعنى، والجملة الثانية: (وأبغضُ البلاد إلى الله أسواقُها) وهي جملة اسمية أيضًا مكوّنة من: المبتدأ المرفوع (أبغضُ)، والخبر المرفوع (أسواقها)[١].
‘);
}
أقسام المبتدأ والخبر
ينقسم كل من المبتدأ والخبر إلى أقسام هي[١]:
أقسام المبتدأ
يُقسم المبتدأ إلى قسمين:
- الاسم الظاهر، وهو ما ليس بضمير، مثل قوله تعالى: {والْآخِرَةُ خيرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى: 17]، وقوله سبحانه:{أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ} [الحشر: 20].
- الضمير البارز، والضمائر التي يمكن أن تكون مبتدأ هي فقط ضمائر الرفع المنفصلة، ومن أقسام الضمير البارز المنفصل ما يلي:
- ضمائر المتكلم مثل: (أنا) للمتكلم المفرد المذكر والمؤنث، مثل قوله سبحانه: {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} [الأعراف: 12]، ومثل: أنا مُسلمةٌ، والضمير (نحن) وتكون للمتكلم المفرد الذي يعظِّم نفسه، مثل قوله عز وجل: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ} [الإسراء: 47]، أو لجماعة المتكلمين، الذكور والإناث، مثل قوله سبحانه: {قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة: 11].
- ضمائر الخطاب، مثل ضمير (أنتَ) للمخاطب المذكر المفرد، كقوله عز وجلّ: {إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ} [الغاشية: 21]، وقوله عز وجل: {وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [الأعراف: 151]، والضمير (أنتِ) بكسرِ التَّاء، للمُخَاطبَة المؤنثة المفردة، والضمير (أنتما) للمثنى المخاطب المذكر والمؤنث، مثل قوله سبحانه: {أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ} [القصص: 35]، والضمير (أنتُم) للجماعة المخاطبين الذكور، مثل نحو قوله سبحانه: {بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ} [المائدة: 18]، والضمير (أنتنَّ) بتشديد النُّون، لجماعة المخاطبات الإناث.
- ضمائر الغائب، وتشمل: الضمير (هو) للمفرد الغائب المذكر، مثل قوله سبحانه: {قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عمران: 37]، والضمير (هي) للمفردة الغائبة المؤنثة، مثل قوله سبحانه: {فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى} [طه: 20]، والضمير (هما) للمثنى الغائب المذكر والمؤنث، مثل قوله عز وجل: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [التوبة: 40]، والضمير (هُمْ) لجماعة الغائبين الذكور، مثل قوله عز وجلّ: {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل: 16]، والضمير(هنَّ) لجماعة الغائبات الإناث، مثل قوله سبحانه: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ} [البقرة: 187].
أقسام الخبر
يقسم الخبر إلى قسمين هما:
- مفرد، أي إنَّه ليس جملة، ولا شبه جملة، ولو كان مثنى، مثل قوله سبحانه:{ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ } [المائدة: 64]، أو مجموعًا كما يلي:
- جمع مذكر سالم مثل قوله سبحانه: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء: 34].
- جمع مؤنث سالم، مثل قوله سبحانه: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ} [النساء: 34].
- جمع تكسير، مثل قوله سبحانه: {وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ} [آل عمران: 99]، وقوله سبحانه: {وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43]، فالكلمات: “مبسوطتان، قوَّامون، وقانتات، وشُهداء، وسكارى” كلها (خبر مفرد)، لأنه ليس جملة، ولا شبه جملة، وإن كان مثنى أو جمع.
- غير مفرد، ويشملُ:
- الجُملة، وهي إما جملة فعليّة، مكوّنة من الفعل والفاعل، مثل قوله سبحانه: {وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [البقرة: 213]، أو من الفعل ونائب فاعله، مثل جملة: “زَيدٌ بِيع بيتُه”، وإما جملة اسميّة، مكونة من مبتدأ وخبره، مثل قوله سبحانه: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26]، أو شبه الجملة، وتشمل: الجار والمجرور، مثل قوله سبحانه: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} [الفتح: 29]، والظرف، وهو إما ظرف زمان، مثل عبارة: “الرحلةُ يومَ الخميس” أو “السفرُ غدًا”، وإما ظرف مكان، مثل قوله سبحانه: {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} [الأنفال: 42].
إعراب المبتدأ والخبر
إليكِ بعض النماذج لإعراب المبتدأ والخبر[٢]:
- المنزلُ أثاثه جديد:
- المنزل: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- أثاثه: مبتدأ ثانٍ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- جديد: خبر المبتدأ الثاني، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
- عندنا ضيفٌ:
- عندنا: ظرف في محلّ رفع خبر مقدَّم.
- ضيفٌ: مبتدأ مؤخَّر مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
- الصادق يحبه الناس:
- الصادق: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- يحبه: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والجملة الفعلية في محل رفع خبر.
- الكتاب في الخزانة:
- الكتاب: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- في الخزانة: جار وجرور، وشبه الجملة في محل رفع خبر.
من حياتكِ لكِ
إليكِ بعض الأمثلة على المبتدأ والخبر في الجملة[٣][٤]:
- {والله واسع عليم} البقرة: 261].
- أنتَ مجتهدٌ.
- هو موهوبٌ.
- {أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}[البقرة: 286].
- الحكمةُ ضَّالة المؤمن .
- {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى}[البقرة: 263].
- اتحادكم أرهب لعدوّكم.
- صيامكم خير لكم.
- الشموسُ متعددةٌ.
- الأقمار كثيرةٌ.
- المحيطاتُ خمسٌ.
- أمرتفعٌ البناءُ؟
- ما حَسَنٌ الظلمُ.
- ما مكرَمٌ الجبانُ.
- أحاضرٌ القلمُ؟
- ما مهزومٌ الحقُّ.
المراجع
- ^أبأبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن (20-2-2018)، “شرح المبتدأ والخبر”، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2020. بتصرّف.
- ↑د. فهمي قطب الدين النجار (16-11-2014)، “المبتدأ والخبر”، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2020. بتصرّف.
- ↑بشائر امير عبد السادة الفتلاوي (23-2-2014)، “المبتدأ والخبر”، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2020. بتصرّف.
- ↑عباس حسن، “المبتدأ والخبر وما يتصل بهما”، al-maktaba، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2020. بتصرّف.