‘);
}

تعريف المبتدأ والخبر

يعرّف المبتدأ بأنه اسم مرفوع يأتي في بداية الجملة الاسميّة، ولا يكون إلا اسمًا، وهو عارٍ عن العوامل اللفظية؛ أي لم يتسبب عامل في رفعه، مثل اسم كان، أو خبر إنَّ، أو خبر المبتدأ، بل مرفوعٌ بعامل معنوي، هو الابتداء؛ أي: بسبب وجودِه في أول الجملة الاسمية، ولا يسبقُه لفظٌ آخر، مثل قوله سبحانه: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} [الفتح: 29]، لفظ (مُحمّد) صلى الله عليه وسلم مبتدأ مرفوع، والذي جعله مرفوعًا وقوعه في بداية الجملة الاسمية، ويعرّف الخبر بأنه: الاسم المرفوع المُسنَد إلى المبتدأ؛ أي المُخبِّر عن المبتدأ، وهو من يُتِمُّ الكلام مع المبتدأ، وتحصل بهما معًا الفائدة من الجملة، والخبر مرفوعٌ بعاملٍ لفظيّ، هو (المبتدأ)، الذي جعَل الخبر مرفوعًا، و(المبتدأ) عامل مُتلفَّظ به، والأصل في الخبر أن يكونَ اسمًا، لكنَّه قد يكون جملة فعليّة، أو جملة اسميّة، أو جارًّا ومجرورًا، أو ظرفًا، ولا يكون الخبر إلا مرفوعًا، ولا يتمُّ معنى الجملة الاسمية الأساسي إلا بالخبر، ولا تستقيم إلا به، كما جاء في المثال السابق: قولِه سبحانه: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} [الفتح: 29]، و(رسول) خبر المبتدأ؛ لأنه اسمٌ مرفوع، قد تمَّ الكلام به مع المبتدأ، وحصلت الفائدة، ومثل: قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (أحَبُّ البلادِ إلى اللهِ مساجدُها وأبغَضُ البلادِ إلى اللهِ أسواقُها)[صحيح ابن حبان|خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه]، فهناك جملتان اسميتان في الحديث الشريف هما: (أحبُّ البلاد إلى الله مساجدُها)، وهي مكوّنة من: المبتدأ المرفوع: (أَحَبُّ) وجاء في بداية الجملة، والخبر المرفوع (مساجدها) وقد تمَّ به المعنى، والجملة الثانية: (وأبغضُ البلاد إلى الله أسواقُها) وهي جملة اسمية أيضًا مكوّنة من: المبتدأ المرفوع (أبغضُ)، والخبر المرفوع (أسواقها)[١].