‘);
}

حجة الوداع

فرض الله -تعالى- الحجّ على المسلمين في العام السادس من الهجرة، وكان المسلمون قبل ذلك يحجّون مع المشركين حتى أنزل الله قوله: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّمَا المُشرِكونَ نَجَسٌ فَلا يَقرَبُوا المَسجِدَ الحَرامَ بَعدَ عامِهِم هـذا وَإِن خِفتُم عَيلَةً فَسَوفَ يُغنيكُمُ اللَّـهُ مِن فَضلِهِ إِن شاءَ إِنَّ اللَّـهَ عَليمٌ حَكيمٌ)،[١] وكان ذلك في العام التاسع من الهجرة، وقد استجاب النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لأمر الله -تعالى- وخرج في العام العاشر من الهجرة لأداء مناسك الحجّ، وقد حجّ معه أكثر من مئة ألفٍ من المسلمين، وسمّيت هذه الحجّة بحجة البلاغ؛ لأنّ النبي الكريم كان يقول في خطبته: (أَلا هل بلغت؟) ويُشهدهم على ذلك، وسميت كذلك بحجّة الإسلام؛ لأنّها حجّة النبي الوحيدة التي أدّاها بعد فرضيته، كما سميت حجة الوداع؛ لأنّ النبي -عليه السلام- ودّع فيها أمته قائلاً: (إنّي لا أدري لعلي لا أَلْقاكُم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً).[٢]

خطبة الوداع

يظهر من خلال استقراء الروايات الصحيحة التي تناولت أحداث حجّة الوداع أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قد قام خطيباً في الناس في مواقف ومواضع مختلفةٍ، ويمكن حصر تلك الخطب في ثلاثة مواقفٍ، الأولى يوم عرفة، والثانية في العاشر من ذي الحجّة بمنى، والثالثة كانت أوسط أيام التشريق بمنى، وفيما يأتي نصوص الخطب التي جاءت بها الروايات:[٣]