للأمثال العربية القديمة رونق خاص، وبريق لا ينطفيء، وقصص مشوقة، ومن تلك الأمثال جزاء سنمار ، وسنمار هذا هو مهندس بيزنطي قام ببناء قصر الخورنق الشهير للملك النعمان بن امريء القيس، فماذا فعل سنمار؟ وماذا كان جزاؤه حتى يضرب به المثل؟ وما معنى جزاء سنمار؟ لمزيد من التفاصيل تابعونا على موسوعة.
مضرب المثل جزاء سنمار
ومضرب المثل هو الواقعة التي يستعمل قيها، والتي تشبه الواقعة الأولى التي قيل المثل فيها، وهذا المثل يضرب لسوء المجازاة بعد تجويد العمل.
مورد المثل جزاء سنمار أو قصة سنمار
كان سنمار مهندسًا بارعًا، وبنَّاءً ماهرًا، فدعاه النعمان بت امريء القيس ملك الحيرة؛ ليبني له قصرًا، فأحسن الرسم، وجوَّد البناء، وطالت مدة العمل عشرين عامًا حتى أتمه وأحسن إعداده.
وحدد الملك يومًا للاحتفال بإتمام ذلك القصر، ودعا الأمراء ورجال دولته ليشهدوا حفله، وحان ميعاد الاحتفال، واجتمع الناس من كل صوب.
وترددت عبارات الإعجاب بالقصر، والثناؤء على بانيه، وأخذ سنمار يتيه عجبًا بعمله، وعظم أمله في حسن جزائه، وجليل مكافأته.
ولكنه فوجيء بما أضاع له رشده، وذهب بعقله؛ فقد أمر الملك بأن يُقذف به من شاهق قصه، وسرعان ما نُفذ أمره، وذهبت حياة سنمار في يوم كان يترقب فيه عظيم المكافأة، وجزيل العطاء، وضُرب به المثل في سوء الجزاء.
سر جزاء سنمار
إن النفس للتتطلع لمعرفة السبب في هذا الجزاء، ولم نكب الملك عاملًا كان يرجو حسن المثوبة على عمل اعجب الناس به، وكثر الثناء عليه؟
ويروى أن البناء قام على سر يعرفه سنمار، والملك يحرص على إخفاء هذا السر، وقيل: إنه جعل الصر قائمًا على حجرة لو أزيلت لانهدم البناء، وقيل: إن الملك قتله حتى لا يبني مثل هذا القصر لأحد غيره.
جزاء سنمار شعر
يقول الشاعر وهو على حسب الروايات عبد العزى بن امريء القيس الكلبي:
جزاني جزاه الله شر جزائه جزاء سنمار وما كان ذا ذنْبِ
سوى رصِّه البنيان عشرين حجةً يَعُلُّ عليها بالقراميد والسَّكبِ
فلما انتهى البنيان يوم تمامه وصار كمثل الطَّود والباذِخ الصَّعبِ
وظن سنمار أنه متى تمَّ أنه يفوز لديه بالمودة والقُربِ
فقال: اقذفوا بالعلج من فوق شاهق فهذا عمر الله من أعجب الخَطْبِ
ومن هذا اليوم صار المثل مضربًا لسوء الجزاء بعد حسن العمل، فيقال: جزاه جزاء سنمار. كان ذلك حديثنا اليوم. تابعونا على موسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله.