شروط العبادة وأركانها

‘);
}
تشترك جميع المخلوقات بالتعبّد لله -عز وجل-، سواء أقرَّ بذلك المُقِر أم أنكر، فهم مدينون له، أسلموا له طوعًا أو كرهًا، ليس لأحدٍ من المخلوقات خروجٌ عمَّا قدَّره، فهو خالقهم ومالكهم ومصورهم، يصرفهم كيف يشاء، وكل ما سواه محتاج فقير إليه -جلَّ وعلا- وهذه عبوديّة عامَّة، لكنَّ الله اختصَّ بعض خلقه وكلفهم بعبوديّة خاصَّة يقومون بها، بل خُلقوا لأجلها ومن ذلك الجن والأنس، قال الله تعالى في كتابه: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)،[١] ومن رحمة الله بخلقه أن بيَّن لهم سُبُل عبادته والتقرّب إليه من خلال إنزال الكتاب المُقدَّسة وإرسال الرسل.[٢]

شروط العبادة

لعبادة الله -تعالى- ستة شروط لا تُقبل بغيرها، وهي:[٣]

  • أن تكون العبادة موافقة للشرع في سببها: بأن تكون مما أمر الله به في القرآن أو في السنة، أي أن يكون لها أصل ودليل من الشرع، أما إن لم يكن لها دليل في الشرع فهي غير مقبولة، جاء في الحديث: “مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ”.[٤]
  • أن تكون العبادة موافقة للشرع في جنسها: فإن أتى المسلم بعبادة بغير الجنس الذي وردت فيه الشريعة فإن عبادته غير مقبولة؛ مثال ذلك أن يذبح الإنسان للأضحية خيلاً بدلاً من بهيمة الأنعام، الإبل والبقر والغنم التي أقرها الشرع.
  • أن تكون العبادة موافقة للشرع في قدرها: فيلتزم المسلم بعدد العبادات المكتوبة المحددة في القرآن والسنة، فإن زاد عليها أو نقص منها لم تُقبل منه، ومثال ذلك أن يصلي المسلم خمس ركعات أو ثلاثة فرض الظهر بدلاً من أربعة.
  • أن تكون العبادة موافقة للشرع في كيفيتها: أي أن تكون العبادة موافقة لما حدده الشرع وبينه من أوصاف لها، فيؤدي الهيئات والأركان بالطرق الصحيحة المنصوص عليها دون ابتداع أو تكلّف.
  • أن تكون العبادة موافقة للشرع في زمانها: أي أن تكون العبادة ضمن الأوقات المُحددة لها، فيلزم المسلم بالزمن المحدد المخصص لأوقات الصلاة، ويصوم رمضان في شهره المُقرر دون غيره من الأشهر، وغيرها من العبادات التي حُددت بأوقات أقرَّها الشرع.
  • أن تكون العبادة موافقة للشرع في مكانها: أن يلتزم المسلم أداء العبادات في الأماكن التي حددها الله ورسوله، ومثال على ذلك، وقوف الحاج يوم عرفة بالمزدلفة، لا في مكانٍ آخر، وأداء عبادة الاعتكاف للرجل في المسجد دون البيت وغيرها.