شلل النوم، أو الجاثوم، أو ابولبيد، أو بو غطاط أو الرابوص بالعربية هو اضطراب يجعل المصاب به يصحو جزئياً خلال حلمه فيما يظل جسده نائماً.

ويسمى هذا الاضطراب أيضاً بمتلازمة الجنية العجوز old hag syndrome، وهذه التسمية تعزى لفولكلور شعبي يصور جنية عجوز تجلس فوق صدر النائم وتسبب له ضيقاً في التنفس وعدم القدرة على الحركة، وتجعله عرضة للكوابيس.

وتشير تقديرات طبية إلى أن 60% من الناس يختبرون شلل النوم مرة واحدة على الأقل، ويعاني 5 في المئة نوبات متكررة تحدث على الأغلب في الليل تستمر ستة أشهر أو أطول من ذلك.

وهذه الحالة مربكة للغاية، ويمكنها أن تسلب النوم من المصابين بها، وتسبب لهم إرهاقاً ومشكلات في التركيز.

من الناحية العلمية، فإن شلل النوم هو حالة تتميز بشلل مؤقت للجسم بعد الاستيقاظ من النوم، وغالباً ما يكون ذلك بعد الاستيقاظ من النوم بفترة وجيزة ويسمى (hypnopompic paralysis)، ونادراً ما يكون قبل وقت قصير من النوم ويسمى (hypnagogic paralysis).

ومن الناحية الفسيولوجية، فإن شلل النوم هو اضطراب وثيق الصلة بالشلل الذي يحدث كجزء طبيعي من وضعية النوم (REM حركة العين السريعة)، والذي يعرف باسم (REM atonia).

ويحدث شلل النوم عندما يستيقظ المخ من نوم ال REM، ولكن الشلل الجسدي لايزال قائماً. وهذا يجعل الشخص واعياً تماماً، لكنه لا يتمكن من الحركة.

ويمكن أن تكون هذه الحالة مصحوبة بالهلوسة، غالباً، يعتقد الشخص الذي يصاب بشلل النوم بأنه يحلم، لأن الشعور مشابه لشعور الشخص الذي يحلم لأنه لا يقدر على الحركة ومتجمد في مكانه، ويزيد من ذلك الشعور عنصر الهلوسة (Hallucinatory) حيث يرى الشخص عناصر خيالية في الغرفة، التي تكون شبيهة بالأحلام.

متى يحدث شلل النوم؟

يقول خبير النوم الدكتور نيل ستانلي: “شلل النوم يحدث خلال حركة العين السريعة أو أحلام النوم، فخلال فترة النوم -التي تتسم بحركة العين السريعة تستمر من 5 إلى 10 دقائق وتتكرر كل 90 دقيقة تقريباً طوال الليل، يعطّل الدماغ غالبية وظائف عضلات الجسم مسبباً شللاً مؤقتاً وبالتالي لا تتمكن من تجسيد الأحلام”.

ويضيف: “في شلل النوم، يستيقظ المصاب، ولكن لا يكون الانتقال بين النوم والاستيقاظ التام بالسلاسة التي ينبغي أن يحدث بها، والمصابون بشلل النوم يبدأون بالاستيقاظ وفي بعض الأحيان قد يتمكنون من فتح أعينهم جزئياً، لكنهم يجدون أنفسهم غير قادرين على الحركة، وفي الوقت ذاته يواصلون الاستغراق في الحلم.

ويدوم الشلل فقط بضع ثوان أو دقائق لكنه يمكن أن يكون مرعباً لأن المريض قد يعيش هلوسات شديدة”.

ما الذي يحدث أثناء نوبة شلل النوم؟

من الثابت علمياً أن النوم يتكون من مراحل عدة، إحدى هذه المراحل تدعى “حركة العين السريعة”، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة، وقد خلق الله سبحانه وتعالى آلية تعمل لتحمينا من تنفيذ أحلامنا، تدعى هذه الآلية ارتخاء العضلات.

وارتخاء العضلات يعني أن جميع عضلات الجسم تكون مشلولة خلال مرحلة الأحلام ما عدا عضلة الحجاب الحاجز وعضلات العين، وتنتهي هذه الآلية بمجرد انتقالك إلى مرحلة أخرى من مراحل النوم أو استيقاظك من النوم.

وفي بعض الأحيان يستيقظ المريض خلال مرحلة حركة العين السريعة، في حين أن هذه الآلية (ارتخاء العضلات) لم تكن قد توقفت بعد، وينتج عن ذلك أن يكون المريض في كامل وعيه ويعي ما حوله، ولكنه لا يستطيع الحركة بتاتاً، وبما أن الدماغ كان في طور الحلم فإن ذلك قد يؤدي إلى هلوسات مرعبة وشعور المريض باقتراب الموت أو ما شابه ذلك، وتختفي الأعراض مع مرور الوقت، أو عندما يلامس أحد المريض أو عند حدوث ضجيج.

ولا يعد شلل النوم مؤذيا، فالحجاب الحاجز لا يتأثر، ويبقى التنفس طبيعياً وكذلك مستوى الأوكسجين في الدم، كما أنه لم يثبت حدوث أية حالة وفاة خلال شلل النوم. 

ويكون شلل النوم العرض الوحيد عند أكثر المرضى، ولكن في بعض الحالات يكون مصحوباً باضطراب آخر يدعى نوبات النعاس أو النوم القهري، والنوم القهري اضطراب نوم يتميز بهجمات غير مقاومة ولا يمكن السيطرة عليها.

والمرضى المصابون بشلل النوم المصاحب للنوم القهري يحتاجون إلى العلاج الطبي والمتابعة الطبية لعلاج النوم القهري.

ومن ناحية أخرى، فإن المرضى الذين لا يكون شلل النوم لديهم مصاحباً للنوم القهري، فيطمئنهم الأطباء بأن هذا الاضطراب حميد ولا يحمل اي خطر على حياتهم، ومعظم هؤلاء المرضى ليسوا بحاجة إلى علاج طبي.

وقد أظهرت الدراسات أن 2 في المئة من الناس يتعرضون لشلل النوم على الأقل مرة في الشهر، وقد يصيب هذا المرض المرء في أي عمر، ويتعرض 12 في المئة من الناس لهذه الأعراض لأول مرة خلال الطفولة.

وتشير الدراسات المختلفة إلى أن الكثير من الناس، أو معظمهم تعرضوا لشلل النوم على الأقل مرة أو مرتين في حياتهم.

عوامل تزيد من احتمالية الاصابة بشلل النوم

  • النوم ووضعية الوجه لأعلى (supine position).
  • عدم انتظام مواعيد النوم.
  • ضغوط الحياة المتزايدة.
  • تغييرات فجائية في البيئة المحيطة/ إدخال تغييرات في أسلوب الحياة.
  • العقاقير المنومة (ADD) أو (antihistamines).
  • استخدام عقاقير هلوسة.

اعراض شلل النوم

العرض الرئيسي هو شلل جزئي أو كامل لعضلات وعظام الجسم أثناء حالة hypnopompic أو hypnagogic.

وبعبارة أخرى هو الإحساس بعدم القدرة على الحركة أو الحديث حال الاستيقاظ من النوم أو الخلود اليه.

ويمكن أن يصاحب الشلل النومي الهلوسة hypnagogic hallucinations وتكون سمعية، أوبصرية، أوشعورية.

أما فسيولوجيا شلل النوم، فلا يعرف الكثير عنها، وقد اقترح البعض انه قد يكون مرتبطا بكبت الخلايا العصبية الحركية في منطقة الـpons في الدماغ، خاصة مع تدني مستويات الميلاتونين، الذي يحول دون تفعيل العضلات، لمنع جسم الشخص الذي يحلم من تحريك عضلاته.

ويقول البروفيسور أدريان ويليامز أستاذ طب النوم والاستشاري في مستشفى غييز وسانت توماس: فيما يبدأ المصاب في الاستيقاظ جزئياً، قد يشعر بأن الهلوسات حقيقية للغاية. وفي الغالب تشمل هذه الهلوسات، سماع أو رؤية أشباح أو أجسام خطرة أخرى، والبعض منهم يشعر بأن شيئاً ما يلمسهم أو يجثم فوقهم، أو يسحبهم من الفراش.

وبالرغم من كونها ظاهرة طبيعية تماماً، إلا أنها يمكن أن تسبب كثيراً من القلق لمن يعانونها. وفي الحقيقة لا يخبر من يعانون هذه الحالة الناس بها لأنهم يخشون أن يصبحوا هدفاً للسخرية، بيد أن هذه الحالة يمكن أن يكون لها أثر كبير على النوم وقد تؤدي للإصابة بالأرق والتعب.

ويضيف: “شلل النوم هو في العموم، ظاهرة ليلية، لانه من المفترض أن تكون مدة النوم لفترة70-120 دقيقة على الأقل لكي تدخل في مرحلة نوم حركة العين السريعة.

اسباب شلل النوم 

  • الإجهاد النفسي والقلق
  • وتغيير العمل
  • وإرهاق السفر
  • وبعض العلاجات، والأمراض
  • الإفراط في الكحول أو في استهلاك الكافيين.
  • العامل الوراثي

يقول الدكتور ستانلي: “إن مجرد شخير الزوج أو الزوجة يمكنه أن يحفز الإصابة بنوبة إذا كان نوم حركة العين السريعة متقطعاً وكنت تستيقظ أثناء أحلام النوم. لكنها قد تحدث فجأة وتصيب المرء في أي مرحلة عمرية”.

وبالنسبة إلى أولئك الذين يعانون نوبات متلاحقة من شلل النوم، يعتقد العلماء أنهم قد يكونون متأثرين ببواعث وراثية لأن هذا المرض يميل لأن يكون متوارثاً في عائلات.

علاج شلل النوم

  • يحتاج المرضى المصابون بشلل النوم غير المصاحب للنوم القهري أن يدركوا بأنهم غير مصابين بأي مرض عقلي أو مرض عضوي خطر، كما أن معظمهم لا يحتاجون إلى أي علاج طبي.
  • أفضل ما يمكن أن يفعله مرضى شلل النوم خلال حدوث النوبة أن يحاولوا تحريك عضلات الوجه وتحريك العينين من جهة إلى أخرى، ففعل ذلك كفيل بإسراع إنهاء هذه الاعراض.
  • وفي حالات الزيادة المتكررة في حدوث هذه الأعراض، كحدوثها أكثر من مرة في الأسبوع على سبيل المثال، قد يصف الطبيب المختص أدوية لاستخدامها.
  • محاولة التقليل من الضغط النفسي والتوتر
  • الحصول على القدر الكافي من النوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية، ولكن قبل النوم بوقت كاف.
  • حافظ على جدول نوم واستيقاظ منتظم.
  • تقول بعض الفرضيات إن النوم على الجنب يساعد على التخلص من هذه النوبات.