Üsküp
سكوبيه/ الأناضول
في مشهد متكرر لمشكلة توزيع اللقاحات المضادة لفيروس كورونا عالميا، تصاعدت الانتقادات هذه المرة من جمهورية شمال مقدونيا، احتجاجا على حصول بعض الدول لكميات لقاحات أكثر بكثير من احتياجاتها، مقابل عدم حصول دول أخرى لتلك اللقاحات.
وكان من المقرر إطلاق برنامج التطعيم ضد كورونا في شمال مقدونيا منتصف فبراير/ شباط الجاري؛ إلا أن تأخر وصول الدفعة الأولى للقاحات أثار قلقا وتساؤلات لدى الشعب المقدوني، وسط تشكيك في انطلاق البرنامج بموعده المحدد.
وللاطلاع على رأي الشارع المقدوني حول الموضوع، التقت وكالة الأناضول عددا من المارة في العاصمة سكوبيه.
المواطن داريو ستويانوفسكي، القاطن بالعاصمة، قال إنه يجب تطعيم جميع سكان البلاد بلقاحات مضادة لفيروس كورونا.
وأعرب عن اعتقاده بأن اللقاح عامل مهم في القضاء التام على الوباء الذي يمثل مشكلة عالمية.
ومستنكرا حصول عدد من البلدان الغربية على كميات أكثر بكثير من احتياجاتها من اللقاحات، قال ستويانوفسكي: “هذا جشع وتطرف في المبالغة”.
وأضاف: “بصراحة لا أعلم ماذا ستفعل تلك الدول بكل هذا الكم من اللقاحات؟ أرجو أن يتبرعوا بها إلى بلدان أخرى، حيث إن دول أخرى لم تحصل على اللقاح حتى ولو من مصدر واحد”.
بدوره أكد المواطن المتقاعد زيفكو دونوسكي، وهو من سكوبيه، أن القضاء على الوباء ممكن عبر تطعيم كافة فئات الشعب.
وأشار إلى أن نشرات الأخبار المحلية بثت عبر شاشات التلفزة بأن البلاد طلبت اللقاحات، إلا أن وصولها سيتأخر، دون الإشارة إلى موعد محدد.
وأوضح دونوسكي أن السلطات المعنية في شمال مقدونيا، أعلنت في وقت سابق الشهر الماضي، أن التطعيم سيبدأ منتصف فبراير الحالي، آملا انطلاق برنامج التطعيم في موعده.
أما المواطن “ديان” فكان رأيه أن يوضع المصابون المتعافون من كورونا في ذيل قائمة التطعيم في البلاد، وإعطاء الأولوية للمواطنين غير المصابين بالفيروس.
ومنتقدا غياب العدالة في توزيع اللقاحات عالميا، اتهم “ديان” الشركات المصنعة للقاحات بتقديم لقاحاتها للجهة التي تدفع أكثر.
واعتبر أن “هذا عمل غير أخلاقي، ولكن من يهتم بالأخلاق!”.
ومطلع يناير/ كانون الثاني الماضي، قال وزير الصحة المقدوني فينكو فيليبتشي، إن بلاده ستستورد 800 ألف جرعة من لقاح “فايزر/بيونتيك” على أن تصل أول دفعة منها خلال فبراير الحالي.
فيما ذكرت وزارة الصحة في 27 يناير، أن البلاد بدأت إجراءات استيراد 200 ألف جرعة لقاح أخرى، بجانب 800 ألف جرعة تكفي لـ 20 بالمئة من سكان البلاد ضمن آلية “كوفاكس” لتوزيع اللقاحات عالميا.
ويزيد عدد سكان جمهورية شمال مقدونيا عن مليوني نسمة، وسجلت حتى مساء الجمعة، أكثر من 93 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا، بينها 2900 وفاة، وأكثر من 7 آلاف و500 شفاء.