أخبار الطبي. تشير بحوث جديدة إلى أن الإصابة بالاكتئاب وتناول أدوية مضادات الاكتئاب خلال الحمل يؤتران على تطور لغة الطفل الرضيع. وتكشف الدراسة أن مرحلة تطور لغة الطفل الحاسمة، والتي خلالها يتعلم الرضع الاستماع إلى أصوات لغتهم الأصلية، تكون تصبح أسرع في حالة تناول الأم لأدوية الاكتئاب، وتصبح أطول في حالة إصابة الأم بالاكتئاب.

وقال الباحثون أنهم ليسوا متأكدين ما إذا كان مثل هذا التسريع أو الإبطاء مفيدا أم ضارا على المدى البعيد، وأنه قد لا يكون له في نهاية المطاف أي تأثير على قدرة الطفل على اكتساب اللغة.

يولد الأطفال مع قدرة على تعلم أي لغة، مع القدرة على تمييز أصوات مجموعة متنوعة من اللغات المختلفة. وفي عمر 6-10 شهور يبدأ الطفل بأن يلاحظ أكثر أصوات لغتهم الأم وأقل قدرة على تمييز أصوات بلغات أخرى.

وفي هذه الدراسة الجديدة اختبر العلماء قدرة الأطفال المولودين لأمهات مصابات أو غير مصابات بالاكتئاب على تمييز أصوات الحروف الساكنة في غير لغتهم الأم.

واظهر أطفال الأمهات الغير مصابات بالاكتئاب نمط نمو طبيعي، حيث كانوا قادرين في عمر الستة شهور على التمييز بن أصوات الحروف الساكنة، ولكن قبل اتمام عمر العشرة شهور كانوا قد فقدوا هذه القدرة. في المقابل، كان أطفال الأمهات المصابات بالاكتئاب لا يزالون قادرين على التتمييز بين الأصوات في عمر عشرة شهور.

ومن المثير للاهتمام أن أطفال الأمهات المصابات بالاكتئاب واللواتي يتناولن أدوية مثبطات امتصاص السروتونين (أحد أدوية الاكتئاب) لم يكونوا قادريت على التميز بين الأصوات في عمر الستة شهور ولا ف عمر العشرة شهور.

وتساءل الباحثون إذا كان قد تم نقل هذه الفترة من نمو وتطور الطفل إلى وقت أبر من حياته. ولمعرفة ذلك درس الباحثون معدل ضربات القلب للأجنة خلال الأسبوع 36 من الحمل (وتعتبر طفل كامل النمو ابتداء من عمر 37 أسبوعا) واعتبروا أن انخفاض معدل ضربات القلب كاستجابة لأي مؤثر يعد مؤشرا على تمييز الطفل.

والمؤكد أن أطفال الأمهات اللواتي يتناولن مثبطات امتصاص السيروتونين لديهم قدرة على تمييز أصوات الحروف الساكنة وهم في رحم الأمهات، مباشرة قبل ولادتهم. وهناك حاجة لدراسات أخرى ف المستقبل لمعرفة كيف يؤثر انتقال موعد هذه المرحلة على كلام الطفل ونموه اللغوي في النهاية.

وقال الأطباء أنه بسبب الآثار المترتبة على صحة الأم النفسية السيئة على كل من الأمهات وأطفالهن، يجب فحص المرأة للاكتئاب قبل وأثناء الحمل بحيث يمكن أن تعالج على نحو فعال. وبغض النظر عن ما إذا كانت المرأة تأخذ مثبطات امتصاص السروتونين فإن عدم أخذ علاج ليس خبارا أبدا. كما أن قرار أخذ العلاج هو قرار خاص بالمرأة المكتبئة على أن يتم بالاتفاق مع طبيبها الخاص، فعلاج موحد للجميع ليس خيارا عادلا.

وفي نهاة الأمر فإن الاكتئاب وأدوية مضادات الاكتئاب لها دور في نقل مرحلة قدرة تميز الرضيع لأصوات لغته الأم، ولكن لم يتضح للآن ما إذا كان هذا التغيير جيدا او سيئا أولا يحدث فرقا لدى الطفل على المدى البعيد.


المصدر:Fox News