أخبار الطبي. قام الباحثون في دراسة جديدة بتتبع أنماط نوم أكثر من 11000 طفل لمدة تزيد على ست سنوات أن الأطفال الصغار الذين يعانون من صعوبة النوم بسبب مشاكل في التنفس هم عرضة للإصابة بصعوبات سلوكية مثل: فرط النشاط والعدوانية، بالإضافة إلى أعراض عاطفية ونفسية وصعوبة في علاقاتهم مع أقرانهم. وتعد هذه الدراسة الأكبر والكثر شمولية من نوعها، وقد تم نشرها على مجلة طب الطفال على الانترنت.

وهذا هو الدليل الأقوى حتى الآن على أن الشخير والتنفس من الفم، وحالات انقطاع النفس (فترات توقف طويلة بشكل غير طبيعي في التنفس أثناء النوم) يمكن أن يكون لها عواقب سلوكية واجتماعية وعاطفية على الأطفال. ويجب على الآباء وأطباء الأطفال على حد سواء أن يولوا اهتماما أكبر للأطفال الصغار المصابين بمشاكل في التنفس أثناء النوم، وربما في وقت مبكر جدا كالسنة الأولى من العمر.

صعوبات التنفس أثناء النوم هو مصطلح عام لصعوبات في التنفس تحدث أثناء النوم، أهمها الشخير (وعادة ما يترافق مع تنفس من الفم) وانقطاع في النفس. وذروة الأعمار لهذه المشاكل هي من عمر سنتين إلى ست سنوات ولكنها يمكن أن تحدث في وقت أبكر. حوالي واحد من كل عشر أطفال يشخر بشكل منتظم، وما يقارب 2-4% يعانون من انقطاع النفس أثناء النوم. والسبب الأبرز لصعوبات التنفس أثناء النوم هو تضخم اللوزتين أو اللحميات.

وطلب من الآباء والأمهات ملء استبيانات عن الأعراض التي تصيب أطفالهم أثناء النوم على فترات مختلفة، من 6 إلى 69 شهرا من العمر. وقد أظهرت الدراسات من الاستبيانات المماثلة أن الآباء قاموا بعمل تقييم جيد لأعرض أطفالهم.

وقام آباء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4-7 سنوات بملء استبيان القوة والصعوبات والذي يستخدم على نطاق واسع لتقييم السلوك، ويقيم هذا الاستبيان: عدم الانتباه، فرط النشاط، الأعراض النفسية: (القلق والتوتر والاكتئاب)، مشاكل الأقران، والمشاكل السلوكية (العدوانية ومخالفة القوانين)، والسلوك الاجتماعي الإيجابي (المشاركة، المساعدة، … إلخ). وأخذ الباحثون بالاعتبار الاختلافات في الوضع الاجتماعي الاقتصادي، تدخين الأم في الثلث الأول من الحمل، انخفاض الوزن عند الولادة.

ووجد الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من مشكل في التنفس أثناء النوم كانوا أكثر عرضة بمقدار 40-100% لتطوير مشاكل سلوكية عصبية بحلول عمر السبع سنوات مقارنة مع الأطفال الذين لا يعانون أي مشاكل في التنفس. وقد كانت الزيادة ملحوظة في كل أشكال الاضطرابات السلوكية إلا أن أكبر زيادة كانت في “فرط النشاط”.

وكان الأطفال الذين لديهم الاضطرابات السلوكية الأشد خطورة، هم أولئك الذين عانوا من أعراض مشاكل التنفس أثناء النوم طول فترة التقييم، وأصبحت الأعراض لديهم أشد ما يمكن في عمر الثلاثين شهرا.

يعتقد الباحثون أن مشاكل التنفس أثناء النوم يمكن أن تسبب مشاكل سلوكية من خلال التأثير على المخ بطرق عدة: انخفاض مستويات الاوكسجين ،وارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في قشرة الفص الجبهي، مقاطعة عملية النوم الإصلاحية، والإخلال بتوازن من مختلف الأنظمة الخلوية والكيميائية. المشاكل السلوكية الناتجة عن هذه الآثار الضارة على الدماغ تشمل ضعف في الأداء التنفيذي (أن تكون قادرا على التركيز، التخطيط للمستقبل، والتنظيم)، والقدرة على قمع السلوك، والقدرة على التنظيم الذاتي للعاطفة والإثارة.

ومع أن الشخير وانقطاع النفس يعد شائعا لدى الأطفال، إلا أن الوالدين والطبيب يجب أن يهتم ويسأل عن مشاكل التنفس أثناء النوم.

وتعد الجراحة هي الخيار الأول لدى الأطفال الذين يعانون من أعراض حادة لمشاكل التنفس أثناء النوم بسبب تضخم اللوزتين واللحميات. أما بالنسبة للأطفال الذين يعانون من السمنة أو الوزن الزائد، فلديهم خيار خسارة الوزن لتحسين تنفسهم ونومهم.

المصدر:Medical News Today