‘);
}

صفات الخلفاء الراشدين

أبو بكر الصديق

يُعد أبا بكرٍ الصّدِّيق أول الخلفاء الراشدين، وهو عبد الله بن عُثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرة بن كعب بن لؤي القُرشيّ التيميّ، وهو ابن أبي قُحافة، وأُمّه أُم الخير سلمى بِنْت صخر بْن عَامِر بْن كعب بْن سعد بْن تيم بْن مرة، ابنة عمّ أبيه، واختلف العُلماء في اسمه الأول، فقيل: اسمه عبد الكعبة، فسماه النبي -عليه الصلاة والسلام- عبد الله، وقيل أن الذي سمّاه عبد الله هُم أهلُه، وكان يُقال عنه: عتيق؛ لأنه كان جميل الوجه، وقيل: لأنه كان ذا نسبٍ شريف، وقيل: لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال له: أنت عتيق الله من النار، وسُمّي بالصّديق؛ لأنه صدّق النبي -عليه الصلاة والسلام- في مُعجزة الإسراء والمعراج، بعد أن تردَّد الناس في تصديقه، وانقسامهم بين مُصدّقٍ ومُكَذِّب.[١]

كان أبو بكرٍ من السابقين إلى الإسلام، وذهب ابن عُباس إلى أنه أول من أسلم، ومدحه النبي -عليه الصلاة والسلام- في سُرعة استجابته لدعوته من غير تَردُدٍ، ثُمّ بدأ بالدعوة مع النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأسلم على يديه خمسةً من العشرة المُبشرين بالجنة؛ لمحبتهم له، وميلهم إليه، بالإضافة إلى اختيار النبي -عليه الصلاة والسلام- له ليكون رفيقه وصاحبه في الهجرة، كما أنه شارك في غزوة بدر، وأَحُد، والخندق، والحُديبيّة، وتبوك، والمشاهدِ كلها مع النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولو جاز أن يتخذ النبي -عليه الصلاة والسلام- خليلاً له لاختار أبا بكر يقول صلى الله عليه وسلم:(لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي، وَقَدِ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا)[٢]، وشهد له بالجنة، وكان النبي يثق بإيمانه وتصديقه ويقينه، كما أنه خير هذه الأُمّة بعد النبي -عليه الصلاة والسلام-، ووصفه الله -تعالى- بالصادق وهو المقصود في قوله تعالى:(يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ).[٣][١]