صفات الشخصية القاسية وكيفية التعامل معها

ما هي الشخصية القاسية؟ وما صفاتها؟ وما الأسباب التي تجعل الشخص قاسياً؟ وكيف يُمكننا التعامل مع الشخصيات القاسية؟ سنقدم لكم كلَّ ذلك في السطور القليلة القادمة.

Share your love

العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية:

1. الأسرة وطريقة التربية وأساليب التنشئة:

الأسرة هي البيئة الأولى التي ترعى الطفل، والتي يكتسب منها الكثير من سُلوكاته ومهاراته وخبراته وقُدراته، وكذلك معلوماته؛ والتي تؤثِّر جميعها في نموه النفسي إيجاباً أو سلباً، وتعمل على تشكيل البذرة الأولى لأخلاقه.

كما ولترتيب الطفل في العائلة دورٌ أيضاً في تكوين شخصيته، مثل الطفل الوحيد، والطفل الأكبر، والطفل الأصغر، والطفل الوحيد بين البنات، وغيرها من الحالات؛ وكذلك لطريقة وأسلوب تربية الأهل له، مثل: الشدة الزائدة، أو الدلال الزائد.

2. العوامل الاجتماعية والثقافية:

تؤثِّر العادات والتقاليد والأعراف والمُعتقدات والقيم، في بناء شخصية الفرد.

3. الوراثة:

تلعب الوراثة دوراً في اكتساب الفرد بعضاً من الصفات التي يمكن أن يكون لها تأثيرٌ في شخصيته، مثل: الجدية، والكرم، والبُخل، والبرود، والعصبية، والتسرُّع، وغيرها.

4. الاستقرار الأسري:

يلعب الاستقرار الأسري دوراً كبيراً في بناء شخصية الفرد؛ فكلَّما سادت روح الاستقرار والتفاهم والتعاون والمحبة حياة الأسرة، كان الفرد أكثر طمأنينةً واستقراراً وثقةً بنفسه.

5. عوامل خَلقية:

أثبتت الكثير من الدراسات الطبية أنَّ تكوين الدماغ له أثرٌ كبيرٌ في تكوين الشخصية؛ فهو يحتوي على العديد من المراكز الحيوية التي تُدير وتتحكم بالعديد من العمليات النفسية والعقلية، مثل: المشاعر، والتفكير، والإدراك، والسلوك.

الشخصية القاسية:

الشخصية القاسية: شخصية ضد الرأفة في الأخلاق والأفعال؛ فهي تفتقر إلى الحنان والرحمة، وتكون فظة في التعامل وقاسية، وتستخدم القسوة في غير مواضعها، حتَّى مع الأشخاص الذين ينبغي معاملتهم بالعطف والرأفة والحنان، مثل: الوالدين، والأبناء، والزوجة؛ كما أنَّها شخصيةٌ تميل إلى العدوانية، واستخدام التهديد والعنف إذا ما حدثت خصومات؛ وذلك نظراً إلى ما تتسم به من سمات الشدة والصرامة في إنزال العقوبات وتطبيقها، والاستمتاع بمُمارسة الشدة والقسوة مع الآخرين.

أيضاً، هي شخصيةٌ تُحب الثأر والانتقام، وتتلذذ بتحقير الآخرين والسُخرية منهم، وإذلالهم، والتلاعب بمشاعرهم، وإيلامهم، وإيذائهم، وإجبارهم على الخضوع لها.

صفات الشخصية القاسية:

  1. تميل إلى الصرامة والشدة في العقوبات بما يفوق الذنب المُقترَف، أو حتى دون أدنى ذنب.
  2. تتسم بشدة الثأر لنفسها، ورغبتها في الانتقام من غيرها.
  3. لا تثق بالأشخاص الآخرين، ودائمة الشك بهم.
  4. تتميز بكونها مغرورة بدرجة كبيرة.
  5. تتمسَّك برأيها لدرجةٍ كبيرة.
  6. تكون مولعة بالتحدي، والعناد، والخصومات.
  7. تميل إلى الكذب، وتوظِّفه بهدف إدخال الرعب إلى نفوس الأشخاص الآخرين، وتخويفهم من قوتها وسطوتها.
  8. تعمد إلى إكراه الآخرين على خدمة مصالحها، والخضوع لرغباتها وآرائها، والتذلُّل لها.
  9. تُكثِر من المُقاطعة في الحديث حتَّى تُثبِت رأيها.
  10. تستمتع بمُمارسة القوة والقسوة والشِّدة مع الأشخاص الآخرين.
  11. تتميَّز بأنَّها شخصية عنيدة، ولا تملُّ من المُناقشة والحوار حتى تُثبِت صحة رأيها، ووجهة نظرها.
  12. لا تحاول فهم مشاعر الأشخاص الآخرين، ولا تتعاطف معهم؛ فهي تتسم بغياب مشاعر الرحمة والتعاطف والحنان والمودة.
  13. تتلذذ بإهانة الأشخاص الآخرين، والسُخرية منهم، وإيذائهم، والتلاعب بمشاعرهم.
  14. تميل في حال الخصومات إلى استخدام التهديد والعنف والعدوانية.
  15. تميل إلى الغلظة الشديدة في التعامل مع جميع الأشخاص دون أيِّ استثناء، وتغلب عليها سمة قسوة القلب.
  16. تتسم بغياب الابتسامة، وعبوس الوجه.
  17. تكون عدم قُدرتها على السيطرة على النفس من أهمِّ صفاتها.

كيفية التعامل مع الشخصية القاسية:

  1. حاول أن تضبط أعصابك، وتُحافظ على هدوئك معها.
  2. تأكَّد من استعدادك التام للتعامل معها، وتقبُّلها.
  3. عليك أن تكون حازماً عند تقديم وجهة نظرك.
  4. اعتمد معها أسلوب: “ولكن…”، و”نعم”.
  5. اعتمد مبدأ “الإكثار من الإصغاء، والإقلال من الحديث”.
  6. حاول إفهامها أنَّ الإنسان يُحترَم على قدر احترامه هو للناس.
  7. عليك أن تُصغي إليها جيداً، وأن تتمتع بمهارات إصغاء جيدة.
  8. حاول أن تستخدم آراءها ومعلوماتها وأفكارها في أثناء الحديث معها.
  9. دقق في اختيار كلماتك وعباراتك في أثناء الحديث معها.
  10. لا تحاول استفزازها وإثارتها، بل حاول أن يكون حديثك معها مُتسماً بالهدوء.
  11. لا تتوقع أن تكون مُتعاطفةً معك، أو أن تستجيب لك بسهولة.
  12. توقف مُباشرةً عن التحدث إليها في حال عدم تعاطفها معك، أو استخدامها كلمات وعبارات قاسية؛ لكي تفهم هذه الشخصية أنَّها ارتكبت خطأً جسيماً.
  13. لا توجه إليها اللوم، لأنَّها ستستخدمه ضدك؛ فهي شخصية لن تستسلم.
  14. عليك أن تكون واثقاً من نفسك بشكلٍ كبير عند تعاملك معها.

علاج الشخصية القاسية:

  1. العمل على إشاعة ثقافة العمل المُشترك والتعاون، وإنماء روح الفريق، والدأب على روح العمل الجماعي، ومُحاولة إشراك أفراد المُجتمع في تحمل مسؤولياتهم، والتفكير في مُستقبلهم، وتحسين حاضرهم، وبناء مؤسسات المُجتمع المدني.
  2. مُحاولة تدريب الشخصية القاسية على الحوار، وعلى تقنياته وطرائقه وآلياته وفنونه.
  3. الترويح النفسي المُعتدل، وأن يتوفر للشخص -أو لجميع أفراد المُجتمع- أماكن وأوقات مُخصصة للاستمتاع فيها؛ ولكن شريطة أن تكون تسليةً مُباحة تُزيل عن النفس غمَّها وهمَّها، وتعيد إليها إشراقها وتوهجها.
  4. نشر العدل بين الناس، وإسقاط الوساطات والشفاعات الجائرة التي تحرم أفراد المجتمع من حقوقهم، وتستبيح الظلم.
  5. محاولة كظم الغضب؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أنَّ الرسول -صلَّى الله عليه وسلم- قال: “ليس الشديد بالصُّرعة، إنَّما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”، حيث يُبيِّن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- أنَّ السيطرة على المشاعر والغضب والانفعالات العدوانية، المظهر الحقيقي للقوة.
  6. نشر ثقافة الصفح والتسامح والعفو. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
    • {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [سورة المائدة، الآية: 13].
    • {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [سورة النور، الآية: 22].
    • {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} [سورة الزخرف، الآية 89].
  7. التحلي بالخُلق الكريم، والكلمة الطيبة الهادفة، والنظرة الحانية، والابتسامة الصادقة النابعة من القلب.
  8. الخطاب والنُصح الديني خلال المُحاضرات والخُطب والدروس.

شاهد: صفات الشخصية القاسية وكيفية التعامل معها

[wpcc-iframe class=”embed-responsive-item lazyload” src=”https://www.annajah.net/fe/images/annajah_large.jpg” width=”640″ height=”385″ frameborder=”0″ allowfullscreen=”” data-src=”https://www.youtube.com/embed/d6WDcJeajfs?rel=0&hd=0″]

 

المصادر: 1، 2، 3، 4

Source: Annajah.net
شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Stay informed and not overwhelmed, subscribe now!