صفات المنافقين في القرآن والسنة

‘);
}

صفات المنافقين في القرآن

ذكر الله -تعالى- في آيات القرآن الكريم صفات المنافقين في كثيرٍ من المواضع، ونورد منها ما يأتي:[١][٢]

  • إظهار الإيمان بألسنتهم فقط:فيكون إيمانهم ظاهريَّاً فقط مع إخفاء كفرهم، حيث قال الله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ).[٣]
  • الخِداع: فهم يظنُّون أنَّهم يُخادعون الله -تعالى- والمؤمنين بادِّعائهم الإيمان، مع أنَّهم يبطنون الكفر في قلوبهم، حيث قال الله -تعالى-: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ).[٤]
  • الشَّك ومرض القلب: الذي يجعل صاحبه يرى الحقَّ باطلاً، ويرى الباطل حقّاً، إذ قال الله -تعالى- في وصفهم: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ).[٥]
  • الإفساد في الأرض مع زعمهم أنَّهم يُصلحونها: وذلك بعصيانهم لله -سبحانه وتعالى- وطغيانهم؛ لأنَّ صلاح الأرض يكون بطاعة الله -تعالى – والفساد فيها بعصيانه، حيث قال الله -تعالى-: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ).[٦]
  • السُّخرية من المؤمنين وتسفيههم: فهم يستهزِئون بالمؤمنين لإيمانهم، وهم لا يعلمون أنَّهم في الحقيقة هم السُّفهاء التَّائهون عن الحقِّ، حيث قال الله -تعالى- عنهم: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ).[٧]
  • القدرة على المجادلة والإقناع: فهم يُسمِعون النَّاس كلاماً مزخرفاً يؤثِّر بهم ويُقنعهم بصدقهم، ويجعلون الله -تبارك وتعالى- شاهداً على كلامهم الباطل؛ ليقنعوا غيرهم بصدقهم وهم أبعد ما يكون عنه، لكنَّ الله -تعالى- يعلم كَذِبَهم وعدم استقامتهم، قال الله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ* وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ* وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ)،[٨] ومن صفاتهم في هذه الآية أيضاً الاعتزاز والتّفاخر بالإثم والتكبُّر.[٩]
  • مخالفة أحكام الله -تعالى- والُّلجوء إلى أحكام الطُّغاة: قال الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا).[١٠][١١]
  • موالاة أهل الكفر ومحبّتهم والاعتزاز بهم، كما جاء في قول الله -تعالى-: (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا* الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)،[١٢] والطاغوت هو الباطل البعيد عن الكتاب والسنَّّة.
  • التَّراخي والتَّهاون في أداء العبادات: وخاصَّةً التَّكاسل في أداء الصَّلاة، كما أنَّهم لا يقصدون من عباداتهم إلَّا الرِّياء ومدح النِّاس لهم، قال الله -تعالى: (وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ الله إِلاَّ قَلِيلاً).[١٣][٩]
  • البخل: وكرههم للصَّدقة والإنفاق، كما جاء في الآية الكريمة في قوله -تعالى-: (وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ).[١٤][٩]
  • الأمر بالمنكر والنَّهي عن المعروف: يقول الله -تعالى- فيهم: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ).[١٥][١٦]
  • إيقاع الفتنة بين المسلمين: وحرصهم على تفريق صفوفهم، ونشر العداوة بينهم، وتثبيطهم، حيث قال الله -تعالى-: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ).[١٧][١١] وقد ضرب الله مثلاً للمنافقين في زمن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عندما بنوا مسجداً ضراراً لمسجد قباء؛ للإضرار بالمؤمنين والتّفريق بينهم.[١٨]
  • الحلْف الكاذب: وادِّعاؤهم أنَّهم من المؤمنين، قال الله -تعالى: (وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ).[١٩][٢٠] وقد فضحهم الله -عزَّ وجلَّ- في سورة المنافقون أيضاً، وأخبر أنَّهم يحلفون كذباً هروباً وتخلُّفاً عن الجِهاد مع المؤمنين، إذ قال الله -تعالى-: (اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً).[٢١][٢٢]
  • قلَّة الصَّبر وعدم التَّحمُّل: ومن ذلك ما أخبرنا الله -تعالى- به عن المنافقين في سورة الأحزاب عندما تقاعسوا عن حفر الخندق مع المسلمين، لكنَّهم في وقت تقسيم الغنائم سارعوا ليتقاسموها مع المؤمنين.[٢٢]
  • بُغضهم لكلِّ ما أنزل الله -تعالى-: حيث قال الله -تعالى- فيهم: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)،[٢٣] ولأنَّهم كرهوا ما أنزل الله -تعالى- واتَّبعوا ما أسخط الله -تعالى-، أحبط الله أعمالهم ولم يتقبَّلها منهم.[٢٢]