‘);
}

النفاق

بيّن علماء اللغة أن كلمة النفاق مشتقة من النفق؛ وهو السرب في الأرض، وسبب التسمية أن المنافق يستر كفره ويخبّئه، فيتشبه بالذي يدخل للنفق ليستتر فيه، ويمكن تعريف النفاق اصطلاحاً على أنه إظهار القول باللسان أو الفعل بخلاف ما يعتقد القلب، أو إظهار الإيمان وستر الكفر،[١] وقد ظهر النفاق في المدينة المنورة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحذر منه الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- أشد التحذير، حيث ذُكر النفاق والمنافقون في أكثر من نصف سور القرآن الكريم.[٢]

وقد بيّن الله -تعالى- حقيقتهم في سبع عشرة سورة مدنية، وهو ما يقارب 340 آية من القرآن الكريم، وكما قال ابن القيم رحمه الله: (كاد القرآن كله أن يكون في شأنهم)، ومما يدل على خطورة النفاق والمنافقين، أن الله -تعالى- افتتح أكبر سورة في القرآن الكريم وهي سورة البقرة بذكر صفاتهم، حيث ذكر الله -تعالى- المؤمنين بأربع أيات، والكفار بآيتين، أما المنافقون فذكرهم بثلاث عشرة آية، وعلى الرغم من كثرة أعداء الإسلام الخارجيين وتنوّعهم من يهود، ونصارى، ورافضة وغيرهم، إلا أن الله -تعالى- قال عن المنافقين: (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ).[٣][٢]