صورة مَعَ أَبِي نواس

روحٌ تطفو فوق عمرٍ من الشُّربِ لا حيّةُ لا ميّتةٌ يهتزُّ بجسمٍ نحيفٍ مع العود، أحسبه واحدا من أوتارهِ. كان يسرف في الشُّربِ؛ لا بدَّ أن فراغا كبيرا بداخله ويحاولُ مجتهدا أن يملأهُ، أو بداخلهِ امرأةٌ ما تحتله كلَّهُ ويحاول إغراقها بالخمر إلى أن تموتَ، له ربما كبدٌ هشّ.. ويحاول إتلافَه. ربما… يترنحُ.. شطرا ذات […]

صورة مَعَ أَبِي نواس

[wpcc-script type=”8aeec8071b3a5d1f9d23ee13-text/javascript”]

روحٌ تطفو فوق عمرٍ من الشُّربِ
لا حيّةُ لا ميّتةٌ
يهتزُّ بجسمٍ نحيفٍ
مع العود،
أحسبه واحدا من أوتارهِ.
كان يسرف في الشُّربِ؛
لا بدَّ أن فراغا كبيرا بداخله
ويحاولُ مجتهدا أن يملأهُ،
أو بداخلهِ امرأةٌ ما تحتله كلَّهُ
ويحاول إغراقها بالخمر إلى أن تموتَ،
له ربما كبدٌ هشّ.. ويحاول إتلافَه.
ربما…
يترنحُ..
شطرا ذات اليمينِ،
وشطرا ذاتَ الشمالِ،
ولا بد أن يحبس البيتَ الخمري لكيلا يفيض بقافيةٍ.
الساقي يصبُّ لهُ خمرا كالشعرِ،
يصب لندمانه شعرا كالخمرِ،
وتبقى هذي الخمر (قصيدُ أبي نواس)
إلى يومنا في كامل لألائها
سَمّوا الأشياء بأسمائها
هذه الخمرُ..
نارٌ وماءٌ (قال أبو نواس).
سألتُ:
أَيطفئ هذا الماءُ التفكيرَ
أم نارٌ قد هرعتَ بما قد تبقى من أحشاءٍ لإطفائها؟

٭ شاعر مغربي

Source: alghad.com

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *